الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
من كتاب/ قضايا تهم كل مسلم
تأليف : إبراهيم أبو عواد .
.........................
قال الله تعالى : ]وَذَكرْهُم بِأَيامِ اللهِ [ [ إبراهيم : 5 ] .
روى مسلم في صحيحه ( 4/ 1850 ) عن أُبَي بن كعب _ رضي الله عنه _ قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( بينما موسى عليه السلام في قومه يُذكّرهم بأيام الله، وأيام الله نعماؤه وبلاؤه )).
قال القرطبي في تفسيره ( 9/ 290 ): (( أي قُل لهم قولاً يتذكرون به أيام الله تعالى . قال ابن عباس ومجاهد وقتادة : بنعم الله عليهم، وقاله أُبي بن كعب ، ورواه مرفوعاً : أي بما أنعم الله عليهم من النجاة من فرعون ومن التيه إلى سائر النعم )) اهـ .
وقال ابن كثير في تفسيره ( 1/ 131) : (( أي بأياديه ونعمه عليهم )) اهـ .
قلتُ : والمولد النبوي الشريف من أيام الله تعالى العظيمة ونعمه الجليلة ، فعلينا أن نُذَكِّر الناسَ به كما أمرنا اللهُ تعالى عن طريق عمل الأشياء الطيبة وإشاعة البهجة والفرح المنضبط بالكتاب والسنة الصحيحة . والنبي صلى الله عليه وسلم هو رحمة الله المهداة للعالَمِين ، فقد قال اللهُ تعالى : ] وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [ [ الأنبياء : 107 ] .
والنبي صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة للعالَمين ، الإنس والجن مؤمنهم وكافرهم ، وكل مخلوقات الله تعالى العاقلة وغير العاقلة ، ويشمل ذلك الحيوانات والطبيعة بكل ما فيها . فالنبي صلى الله عليه وسلم رحمة الله تعالى إلى كل المخلوقات. وقال الحافظ في الفتح ( 6/ 302 ) تفسيراً لمعنى الرحمة : (( أمّا المؤمن فشفقة عليه لإيمانه ، وأما الكافر فلرجاء إسلامه ، وهو بُعث رحمةً للعالَمِين )) اهـ .
وقال الله تعالى : ]قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِما يَجْمَعُونَ [[ يُونُس : 58] .
لقد اتضح أن النبي صلى الله عليه وسلم رحمةُ الله تعالى للعالَمين ، والله تعالى أمرنا بأن نفرح بفضل الله تعالى ورحمته . إذن ، يجب أن نفرح بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو رحمة الله المهداة للعالَمين ومولده الشريف ، والاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو فرح بفضل الله تعالى ورحمته ، لذا فهو تطبيق فعلي لأوامر الله تعالى .
وإليك أقوال العلماء بشأن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، وتفنيد شبهات المعارِض ، حصلتُ عليها من مطوية " هل نحتفل ؟" الصادرة عن دائرة الأوقاف بدبي مع بعض الزيادات مِنّي:
[1] قال الإمام الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ( 13/ 136 ) : (( ابن زين الدين علي ابن تبكتكين أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد له آثار حسنة ... وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الاول يحتفل به احتفالاً هائلاً ، وكان مع ذلك شهماً شجاعاً فاتكاً بطلاً عاقلاً عالِماً عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه ، وقد صنّف الشيخ أبو الخطاب ابن دحية له مجلداً في المولد النبوي سماه التنوير في مولد البشير النذير ، فأجازه على ذلك بألف دينار )) اهـ .
فانظر إلى مديح ابن كثير لهذا الرّجل ، فلو كان مبتدعاً بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف لما صَبّ ابن كثير كل هذا المدح عليه .
[2] عقد الإمام الحافظ السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوي باباً أسماه ( حسن المقصد في عمل المولد ) ص 189 ، قال في أوله : وقع السؤالُ عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول، ما حُكمه من حيث الشرع ؟ وهل هو محمود أم مذموم ؟ وهل يُثاب فاعله أم لا ؟ .
والجواب عندي أن أصل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسّر من القرآن ، ورواية الأخبار الواردة في بداية أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ، ثم يُمَدّ لهم سماط يأكلونه ، وينصرفون من غير زيادة على ذلك ، هو من البدع الحسنة التي يُثاب عليها صاحبها لما فيها من تعظيم قَدْر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح بمولده الشريف .
[3] ونقل الإمام الحافظ السيوطي عن الإمام الحافظ ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تُنْقَل عن السلف الصالح من القرون الثلاثة ، ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها ، فمن تحرّى في عملها المحاسن وتجنّب ضدها كانت بدعة حسنة ، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت ، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المدينةَ فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا : هو يوم أَغرق اللهُ فيه فرعون ، ونجّى موسى، فنحن نصومه شكراً لله [(1)]. فيُستفاد منه فعل الشكر لله على ما منّ به في يوم معيّن من إسداء نعمة ، أو دفع نقمة .. إلى أن قال : وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي صلى الله عليه وسلم ... نبي الرحمة في ذلك اليوم ، فهذا ما يتعلق بأصل عمله ، وأما ما يُعمَل فيه: فينبغي أن يُقتصر فيه على ما يُفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدّم من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحرّكة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة . اهـ .
[4] الإمام الحافظ محمد بن أبي بكر عبد الله القيسي الدمشقي : حيث ألّف كتباً في المولد الشريف، وأسماها : ( جامع الآثار في مولد النبي المختار )، و ( اللفظ الرائق في مولد خير الخلائق)، وكذلك ( مورد الصادي في مولد الهادي ) .
[5] الإمام الحافظ العراقي : وقد سمّى كتابه في المولد النبوي ( المورد الهني في المولد السني ) .
[6] الإمام مُلا علي قاري: فقد ألّف كتاباً في المولد النبوي العطر أسماه:( المورد الروي في المولد النبوي ).
[7] الإمام ابن دحية : وسمّى كتابه ( التنوير في مولد البشير النذير ) .
[8] الإمام ابن الجزري : وسمّى كتابه ( عرف التعريف بالمولد الشريف ) .
[9] الإمام أبو شامة ( شيخ الحافظ النووي ) قال في كتابه ( الباعث على إنكار البدع والحوادث/ ص 23 ) : (( ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يُفعَل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور ، فإن ذلك مشعر لمحبته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك، وشكراً لله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالَمين )) .
[10] الإمام الحافظ القسطلاني ( شارح صحيح البخاري ) : حيث قال في كتابه ( المواهب اللدنية _ 1/ 148 طبعة المكتب الإسلامي ) ما نصه : (( فرحم اللهُ امرءاً اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً ، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء )) اهـ .
[11]وكذلك ممن ألّف وتكلّم في المولد: الإمام الحافظ السخاوي، والإمام الحافظ وجيه الدين الزبيدي ، وغيرهم .
[12] حتى إن ابن تيمية قال في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم _طبعة دار الحديث / ص 266 ) : (( وكذلك ما يُحدِثه بعض الناس إمّا مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له ، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد..وقال: فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له، وعدم المانع منه )) اهـ.
فهذا إمامكم الذي تُقدِّسون كلامه ، وتعتبرون مؤلفاته دستوراً معصوماً لكم يا معاشر من تسمون أنفسكم بالسلفيين ، يجيز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، فماذا بَقِيَ لكم ؟ .
أما الشبهات التي تعلّق بها الذين يسمون أنفسهم بالسلفيين ، فهي كالتالي :
[1] قال المعارِض: لو كان الاحتفال بالمولد من الدين لبيّنه الرسول صلى الله عليه وسلم للأُمة أو فعله في حياته أو فعله أصحابه _ رضي الله عنهم _ ، ولا يقول قائل إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله تواضعاً منه ، فإن هذا طعن فيه عليه الصلاة والسلام . انتهى كلام المعارِض .
الجواب: إن كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة من بعده ، لا يُعتبَر تركهم له تحريماً ، والدليل على ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (( مَن سَنّ في الإسلام سُنّةً حسنة ... ))[سبق تخريجه ] ، وفيه أكبر دليل على الترغيب في إحداث كل ما له أصل من الشرع ، وإن لم يفعله المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته _ رضوان الله عليهم _. وكل ما له مستند من الشرع فليس ببدعة ، ولو لم يعمل به السلف ، لأن تركهم للعمل به قد يكون لعذر قام لهم في الوقت ، أو لما هو أفضل منه ، أو لعله لم يبلغ جميعهم عِلم به. فمن زعم تحريم شيء بدعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله فقد ادعى ما ليس له دليل، وكانت دعواه مردودة . وهو بذلك يكشف جهله بعلم الأصول ، إذ إنه من المقرّر أن الترك ليس من دلائل التحريم ، ولا حتى من دلائل الكراهة .
[2] زعم المعارِض أن أكثر من يُحيي هذه الموالد هم من الفجار والفساق . وهذا كلام ساقط يدل على معدن صاحبه وخبث طويته ، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ؟ .
[3] زعم المعارِض وجود شِركيات في بعض الألفاظ ، فاعترض على قول البوصيري :
يا أَكرمَ الخلق ما لي مَن ألوذ بـه سِواكَ عند حدوث الحادِثِ العَمِمِ
وكلام المعارِض يفضح جهله بالشريعة واللغة العربية . ونحن نسأل ما هو الحادث العمم ؟ ، إنه الحادث الذي يَعُم الكون بأسره من إنس وجن وجميع الخلائق ، وهو يوم القيامة . فيكون المعنى هو التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم لإنقاذ المسلمين من هذا الخطب الجلل بإذن الله تعالى، وقد وضّحتُ مسألة التوسل والاستغاثة سابقاً ، فراجعها . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض ، فيأتون آدم فيقولون : اشفع لنا إلى ربك ، فيقول : لستُ لها ، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن ، فيأتون إبراهيم فيقول : لستُ لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله ، فيأتون موسى فيقول: لستُ لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته ، فيأتون عيسى فيقول : لستُ لها ، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم فيأتونني فأقول : أنا لها )) [(2)].
[4] يقول المعارِض إنه يحصل اختلاط الرِّجال بالنساء ، واستعمال الأغاني والمعازف وشرب المسكرات . وهذا كذبٌ محض ، وسَتُكْتَب شهادتهم ويُسألون . وقد حضرنا الموالد فلم نر اختلاطاً ولم نسمع معازف، أمّا شرب المسكرات فنعم ، رأينا سُكْراً بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ولكن ليس كَسُكْر أهل الدنيا ، وجدنا سُكْرَ المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم وآله الأطهار الثوار ، وصحابته الأبرار الفاتحين .
[5] يقول المعارِض إن يوم ولادته صلى الله عليه وسلم هو نفس يوم وفاته ، فالفرح ليس أولى بالحزن ، ولو كان الدين بالرأي لكان اتخاذ هذا اليوم مأتماً ويوم حزن . اهـ .
والذي سيجيبكم هو الإمام السيوطي كما في ( الحاوي للفتاوي / ص 193 طبعة دار الكتب العلمية ) حيث قال ما نصه : (( إن ولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم ، ووفاته أعظم المصائب لنا ، والشريعة حثّت على إظهار شكر النعم ، والصبر والسكون عند المصائب ، وقد أمر الشرعُ بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود ، ولم يأمر عند الموت بذبح عقيقة ولا بغيره ، بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلّت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته . وقد قال ابن رجب في كتابه ( اللطائف ) في ذم الرافضة ... حيث اتخذوا يوم عاشوراء مأتماً لأجل مقتل الحسين ، ولم يأمر اللهُ ولا رسوله صلى الله عليه وسلم باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً ، فكيف ممن هو دونهم . اهـ .
[6] وزعموا أيضاً أن الدولة الفاطمية الرافضية هي من أحدثت الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وعلى فرض التسليم بصحة هذا الأمر ، فماذا تقولون بكل هؤلاء الأئمة الأعلام الذين أباحوا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟. هل هم أزلام الدولة الفاطمية ؟. حتى إمامكم "المعصوم" ابن تيمية جوّز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، فهل كان عميلاً للدولة الفاطمية الرافضية ؟.
إن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها التقطها ، وخذ الحكمة والخير والفضيلة ، لا يضرك من أي وعاء خَرجتْ، فلو قال ملحدٌ كلمة حق، فعلينا أن نتمسك بكلمة الحق تلك، ولو قال إمام مسجد كلمة باطل، فعلينا رفض تلك الكلمة . هكذا عَلّمنا الإسلام .
فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما صام عاشوراء أخذ صيامه عن اليهود ، فنحن أولى بموسى صلى الله عليه وسلم منهم ، ولو افترضنا أن الدولة الفاطمية سنّت الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، فعلينا أن نتمسك بالمولد النبوي الشريف لأننا أولى بالنبي صلى الله عليه وسلم منهم .
روى مسلم في صحيحه ( 4/ 2052 ) عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( احْرِصْ على ما ينفعك )) . وهذا اللفظ عام يشمل الحرص على المنفعة سواءٌ صدرت من مسلم أو كافر ، وكما هو مقرّر في الأصول فإن العِبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، والتخصيص بحاجة إلى دليل ولا دليل في هذه المسألة . إذن ، يظل التعميمُ شاملاً دون قَيْد .
ولنأت إلى خاتمة موضوعنا في هذه المسألة ، ونبحث موضوع حصر فهم القرآن والسنة الصحيحة بالسلف الصالح_ رضي الله عنهم _ . ونحن نؤمن أن أعلم هذه الأمة هم سلفنا الصالح، لكنهم اختلفوا في مسائل كثيرة كما وضّحنا من قبل ، فلو كان لهم مذهب واحد لما ظهر الأشاعرة والماتريدية الذين حملوا المشعل لقيادة الأمة دينياً وفكرياً في مواجهة الطوائف الضالة . لذا فإن الخلف هم أفضل من شرح مراد السلف ، وجناحا الأمة هم السلف والخلف ، وهذه الأمة لا تنطلق إلا بالاعتماد على هذين الجناحين. كما أن ثوابت الإسلام معروفة لا جدال فيها ، ومسائل الفروع فيها اجتهاد واسع ، أما منهجية الفهم والاستنباط فقد اختلف فيها الصحابة _ رضي الله عنهم _ اختلافاً واضحاً والقرآن يَنْزل عليهم ، وهذا لم يجعلهم يطعنون في بعضهم البعض مثلما يفعل بعض العوام الذين يسمون أنفسهم علماء .
....................الحاشية...............................
[(1)] رواه البخاري ( 3/ 1244 ) برقم ( 3216 ) ، ومسلم ( 2/ 796 ) برقم ( 1130 ) .
[(2)] رواه البخاري ( 6/ 2727 ) برقم ( 7072 ) ، ومسلم ( 1/ 182 ) برقم ( 193 ) .
https://ar-ar.facebook.com/abuawwad1982
التعليقات (0)