بقلم: جاسم العايف
منذ أربعة عقود و"عبد الحسين الغراوي" يواصل عمله الصحفي، لم يترك حياً في البصرة وأطرافها القصية، لم يَجبه ويكتب عنه. وهو يبسط يده ويقدم معارِفه المهنية وخبرته المكتسبة لمعاونة وتدريب كل قادم جديد للعمل في المجال الصحفي. وقد خصه اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، بجلسة احتفائية،
بمناسبة صدور مجموعته القصصية الثانية "حب آخر لكارنيكا"عن دار الينابيع/دمشق.أدارها الشاعر حامد عبد الصمد البصري،الذي ذكر:أن الغراوي اخترق قشرة الواقع القاسية، وانحاز في كتاباته، إلى الفقراء والمعذبين والمهمشين اجتماعيا. وأضاف:" أن الغراوي عَرف كيف يوزع حياته بين الصحافة ومتابعاتها اليومية الخبرية، وعالم الأدب والقص بالذات، وكذلك الكتابة للمسرح"، وانه في كتاباته المتنوعة، صادق كحياته، وهو يطرح نتاجاته الأدبية بحياء على أصدقائه، مُصغيا لآرائهم وملاحظاتهم بتواضع وامتنان. وكشف البصري أن الغراوي لا يكتب قصصه بدايةً، بل يُسجلها على كاسيت بلغة محكية أولاً، ثم يحولها إلى كلمات على الورق، معيدا النظر فيها. وتحدث القاص والصحفي عبد الحسين الغراوي موجها الشكر لمن حضر الاحتفائية، ومَنْ سيسهم فيها ولكل مَن سانده عند تعرضه لعمل إرهابي، ما زال يعاني منه، عندما كان في بغداد لمتابعة عمله الصحفي. وذكر انه ابتدأ منذ العام 1964 عاملا في مطبعة حداد التي كان يملكها المرحوم القاص "يوسف يعقوب حداد"، وخلال عمله فيها بدأت رحلته في الصحافة والأدب، وان قصصه ومسرحياته، مستمدة من عالم الفقراء والمهمشين والمقصيين. وعمل مراسلا حربيا ورأى عذابات الجنود وموتهم المجاني الفاجع، وحَول بعض ما عرفه ورآه إلى قصص، وتقارير واستطلاعات صحفية. كما التحق مراسلا صحفيا بالمقاومة الفلسطينية، وكتب عنها رواية قصيرة، نُشرت بمجلة "الطريق" اللبنانية. وقُدمت في الجلسة شهادة القاص البصري المغترب "فيصل عبد الحسن حاجم"احتفاءً بالغراوي، وجاء فيها: ان فيصل وبعض قصاصي البصرة، منهم الراحل مهدي جبر، وإلياس الماس محمد، والكاتب المسرحي الشيوعي سامي غياض الكعبي، والمعدوم شنقاً حتى الموت خلال الثمانينيات، ورحيم كريم ووارد بدر السالم وجمال حسين علي والشاعر، القتيل في الحرب العراقية-الإيرانية، إسماعيل خطاب وآخرون، عاشوا أجمل أيامهم السبعينية، في غرفة الغراوي، والتي تقع بمنطقة البصرة القديمة. وبحسب ما ذكره فيصل:" في غرفة الغراوي تم إشهار مجموعة قصص خطيرة، في مسيرة القصة العراقية القصيرة،عندما أقترح الشاعر حسين عبد اللطيف على القاص محمد خضير، وكانت مخطوطته القصصية موضوعةً على طاولة الغراوي، بأن يسميها (المملكة السوداء) بدلا من (مملكة الأسماء) الاسم الذي كان قد أطلقه محمد خضير عليها. فوافق محمد خضير، وبعثها إلى النشر ضمن منشورات وزارة الثقافة". وختم القاص فيصل شهادته التي قرأها نيابة، الكاتب جاسم العايف: " بأن الغراوي لا يزال الكاتب الأوفى لمدينته ولناسِها وكتابِها وصحفييها، وهو باق فيها، يودع المسافرين، ويستقبل العائدين أليها ". ولخص الناقد خالد خضير دراسة الناقد جميل الشبيبي المعنونة"حب لا يخضع لقاعدة..قراءة في مجموعة..حب آخر لكارنيكا" إذ قام الشبيبي بدراسة موسعة للمجموعة، ورأى أننا ندخل في المجموعة الى عالم تنحسر فيه الذات لصالح الآخر المجسد في جندي شجاع أو كهل يصارع صعوبات الحياة أو مآسي الحروب ولا يركع. امرأة عجوز تتأمل في وحدتها بعد أن غاب عنها أحباؤها. وأطفال يلعبون تحت وابل الرصاص والقذائف المعادية دون خوف،وجنود يخوضون الحرب بعلاقات مثالية فيما بينهم. ولاحظ الشبيبي انحسار نوازع العنف لدى الشخصيات القصصية، والعنف يأتي من خارجها. والغراوي إذ يرسم الظروف الصعبة التي تحيط بشخصيات قصصه،فأنه ايضا يفتح أفقاً رحبا أمامها لينتشلها من عذاباتها باتجاه عالم أفضل،و يحيط شخصيات قصصه المتوحدة مع نفسها، بجو من الألفة، ويلجأ لجمال الطبيعية، كي يخفف من حدة الآمها. وقدم الشاعر جبار الوائلي شهادة كتبها الناقد حيدر عبد الرضا عن "عبد الحسين الغراوي..صحفياً بصرياً". وساهم الشاعر عبد الباقي التميمي بشهادة عن الغراوي.
وقرأ الشــــــــــــــاعر صبيح عمر عرضا للمجموعة كتبه الشاعر والكاتب محمود النمر ونشره في صحيفة "المدى". وقدم القـــــاص سعيد حاشوش بعض الملاحظات عن المجموعة.
وصلة المقالأنقر من فضلك الوصلة:
التعليقات (0)