الاحتجاج الوجوبي:
يتعرض نشطاء الانترنت وبخاصة المدونين كبقية الفئات الثائرة الى حملة اعتقالات وارهاب وترويع لا مثيل لها وبخاصة بعد نجاح الثورتين التونسية والمصرية...والواجب يفرض على الجميع الاحتجاج بأي وسيلة كانت في نصرة تلك الكوادر الفدائية الطليعية التي بذلت اقصى ما في وسعها لتبرئة النفس وتوعية الاخرين مما يحصل من ظلم واستبداد وفساد من خلال مشاركتها الفعالة في قيادة الجموع الثائرة...
اغلب الانظمة العربية الان تمارس الجور والاضطهاد بحق تلك الفئات وما وصل للاعلام لا يعبر سوى عن جزء صغير من الواقع المآساوي المؤلم، ومن الضروري نقل كل الانتهاكات الخطيرة الى الاعلام وممارسة الضغط على منظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية الاخرى وايضا كافة وسائل الاعلام التي تمارس الضغط على حكوماتها بغية مساعدة تلك الفئات من الابادة والتعذيب والارهاب الفكري والجسدي.
في البحرين يمارس النظام الطائفي المتخلف، ارهاب لا مثيل له مدعوم بنظم متخلفة مشابهة وبصمت دولي مخزي وتحت حصار اعلامي علني يدل على نفاق دولي واسع النطاق، فقد اضطر عدد كبير من زوار ورواد الانترنت وبخاصة نشطاءه من المدونين واصحاب المواقع والصفحات والمجموعات الالكترونية الى الابتعاد الكلي او الجزئي بسبب الحملة المروعة التي تستهدف ايقاف الثورة المستمدة قوتها من الاعلام الالكتروني والتي طالت عددا منهم وتعرضوا خلالها الى اقصى الممارسات الاجرامية!.
ان تلك الافعال المنافية لحقوق الانسان وحرياته سوف لن تزيد رواد الانترنت والاحرار الا اصرارا في مواصلة طريق الثورة الشاملة حتى يتم تحرير البلاد والعباد من جذور الاستبداد المتخلف،ومهما حصل من قمع وحشي فلن يجعل العقول تخضع بسهولة كما تخضع الاجساد،بل العكس هو الصحيح فأن جذوة الوعي الفكري سوف تجتاح الجميع وتنبه السذج والمغفلين لما يحصل!...
وفي سوريا مازال النظام يعتقل عددا من رواد ونشطاء الانترنت وبضمنهم بعض المدونين بالرغم من ادعائه البدء بالاصلاح!...ان تلك الانتهاكات الخطيرة والاتهامات الهزلية بالعمالة وتمزيق الصف ونشر الاشاعات ...الخ من الترهات والاكاذيب التي عفى عليها الزمن،ما هي الا دليل على تخلف النظام واجهزته الامنية وبقاء تلك العقلية المتحجرة التي لا تعرف معنى الاصلاح الحقيقي وقيمه السامية.
وفي مصر،وبالرغم من انتصار الثورة فيها فأن نشطاء الانترنت وبخاصة المدونين لم يسلموا من اضطهاد اجهزة النظام العسكري الذي يرفض كل نقد موجه له ولسياساته الحالية في المرحلة الانتقالية ولدوره السابق في دعم الديكتاتوريات ورموز الفساد ودوره اللاحق في بقاء بعض انتهاكاته الخطيرة لحقوق الانسان والسبب في ذلك هو ان تلك الفئة الواعية تعتبر نفسها حارسة مخلصة للثورة،وهذا يؤكد على بقاء نفس الاساليب التسلطية التي تعكس المناهج القديمة المتبعة في ادارة تلك الاجهزة المهمة في حماية الوطن، والواجب يفرض بعد الانتهاء من المرحلة الانتقالية،البدء في فرض ثقافة جديدة مستمدة من مناهج فكرية اساسها المهنية والنزاهة واحترام حقوق الانسان ليس فقط في داخل تلك الاجهزة بل في جميع المؤسسات.
اما في ليبيا فالوضع يبقى خطيرا وكارثيا في جميع الاصعدة بسبب سلوك نظام المعتوه القذافي الذي لا يتردد عن الابادة الجماعية فكيف بوسائل الاعلام ونشطاء الانترنت التي تحاول فضح ممارساته الاجرامية المستمرة منذ اربعة عقود! واكيد هنالك عدد كبير من المعتقلين الذين ينتظرون الانتصار لهم من الاخرين!...
ويبقى الوضع ايضا مرعبا لنشطاء الانترنت في السعودية واليمن والسودان والمغرب والامارات وغيرها والتي اعتقلت عددا منهم بسبب مطالباتهم المستمرة بالحريات العامة ! وهو يحد بشكل خطير من قدراتهم الابداعية في ممارسة دورهم الحضاري الجديد في نهضة الامة وايضا في خدمة شعوبهم في الانفتاح والاصلاح...
الوضع خطير وينذر بموجة رعب هائلة سوف تترك آثارها السلبية في عالم اصبح ينبذ كل وسائل الحجر على العقول وممارسة الارهاب الفكري الاثم!.
ان ممارسة تلك الجرائم الارهابية بحق رواد ونشطاء الانترنت تحت غطاء مزيف يدعى الامن الفكري،ما هو الا انهيار فكري واخلاقي للذين يدعون الرغبة في اصلاح ما اقترفوه من خيانات متعددة بحق شعوبهم وفي الامانة التي حملوها بالقوة وبدون اي تفويض شرعي او قانوني!...
الواجب الديني والاخلاقي والانساني يفرض على الجميع ممارسة كل اساليب الضغط الممكنة على تلك الانظمة لاطلاق سراح المعتقلين وايقاف الحملة الارهابية وترك العاملين في مجال حقوق الانسان يمارسون دورهم الرقابي في انقاذ مجتمعاتهم من العناصر الاجرامية المندسة في اجهزة الدولة!.
اهمال الاحتجاج والتهاون فيه لا يقلان عن الحياد في ساحة المواجهة!.
التعليقات (0)