الإجماع التأريخي المزيف.
علي الكندي
.........................................................................
الكثير من القضايا للأسف تمرر بعناوين وهمية لا واقع لها ولا قيمة. والمشكلة أن الأنظار تتوجه إلى تلك المفاهيم دون التدقيق في مقدار صدقيتها وهل هي صالحة للاحتجاج أم لا ؟؟؟! ، وتترتب عليها الأحكام وأحيانا تمضي عليها مجتمعات كثيرة وكبيرة والأجيال على كذبة تاريخية أو زعم لا واقع له من الصحة، ليس من وراءه إلا تمرير أكاذيب وأوهام تنتج مصالح شخصية فردية أو فئوية كاذبة خاطئة حاقدة، من قبيل ما يدعيه ابن تيمية في بنات أفكاره، فهو لا يكتفي أن يقول مثل (اشتهر بين العلماء) بل يقول: (وعليه إجماع العلماء أو إجماع علماء السلف) ، لأن الشهرة أقل درجة من الإجماع مع العلم أنها تفيد الظن والاحتمال الراجح لكنه لا يتردد من تغليف كل قضية أو فكرة يريد طرحها بهذا الشعار!!! والغريب أن هذا النهج التكفيري يمتلك القدرة على مناكفة وتجاهل الحقائق والبديهيات ليصل إلى مُبتغاه.
فكثير من الكتاب والباحثين وخصوصا في الفترة المعاصرة قد كشفوا هذا الوهم الزائف من خلال بيان الإجماعات الكاذبة عند هذا الخط،، كمدحه ليزيد المعروف تأريخياً على لسان الفريقين أن له أوصافًا يندى لها الجبين، حيث ادّعي أن يزيد قد وقع الإجماع عليه وقد بايعه الناس!!! وهو بذالك يناقض نفسه بنفسه!! فكتاباته عنه فيقول (إن أهل المدينة النبوية نقضوا بيعة يزيد واخرجوا نوابه وأهله فبعث إليهم جيشًا ..)
فإذا كان يزيد انعقد له الإجماع فلماذا نقضوا بيعته؟؟!!!
وكيف قاتل المدينة واستباحها؟؟؟!!!
وإذا كان قد انعقد الإجماع، فكيف ينعقد الإجماع والحسين عليه السلام سبط رسول الله وأحد الصحابة على اقل تقدير قد ينفي شرط الإجماع، فكيف كان أجماعًا بالله عليك عزيزي القارئ الكريم .
للأسف الكثير في تراثنا وأفكارنا، حتى أفكارنا المعاصرة كانت ولا زالت مبنية على ارتكازات وإجماعات ليس لها نصيب من الصحة إلا أنها تسويقٌ إعلامي يصدّقه الآخرون!!!!
ينبغي إعادة النظر فيه من جديد، ومقارنته مع الواقع، لا مع الحجم الإعلامي المطروح.
التعليقات (0)