الاتصـالات الجنسية الفمـوية تتسبـب فـي سـرطان الحنجـرة
عبـد الفتـاح الفاتحـي
أجمع خبراء وأطباء مشاركون في مؤتمر "الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان" على ضرورة نشر التوعية حول الاتصالات الجنسية الفموية على أنها لا توازن مفهوم الجنس الآمن كما يعتقد البعض، ذلك لأن التجارب والدراسات الطبية الحديثة أكدت اليوم وجود علاقة بين ارتفاع عدد المصابين بسرطان الحنجرة وتغير نمط الممارسات الجنسية الفموية على مدى العشرين عاماً الماضية بالولايات المتحدة الأمريكية.
ومعلوم أن جدلا فقهيا شهده العالم الإسلامي قبل عامين حول موقف الشرع من الاتصال الجنسي الفموي، وتباينت المواقف بخصوص ذلك بين فقهاء أجازوه وآخرون ذهبوا إلى حد تحريمه.
وحذر أطباء الأمراض الجنسية من مغبة تفشي مرض سرطان الحنجرة إثر تغير الممارسات الجنسية، بعدما تأكد تسبب الاتصال الجنسي الفموي في ارتفاع حاد في عدد المصابين بسرطان الحنجرة، خلال العقدين الأخيرين، في الولايات المتحدة الأمريكية، وسط مخاوف من تفشي هذا المرض كوباء عالمي.
وحول أسباب هذا الارتفاع المفاجئ لأمراض سرطان الحنجرة صرح الدكتور سكوت ليبمان، من "جامعة تكساس" قائلا: "إن ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس الورم الحليمي، ينتشر عبر الجنس الفموي، وهو ما يرفع بسرعة من أعداد المصابين بـ "سرطانات "أوروفارينغيل" «Oropharyngeal» سرطان الحنجرة، كما يشمل أيضا سرطان الحلق والبلعوم وسرطان قاعدة اللسان".
وأوضح الدكتور ليبمان أن أنسجة أورام سرطانية، حفظت 20 عاماً، 20 في المائة منها أنها إيجابية الإصابة بفيروس الورم الحليمي، وفي الوقت الراهن، يقدر بأن 60 في المائة من المرضى مصابون به.
وأضاف أن: "نسبة الإصابة بسرطانات أوروفارينغيل من المصابين بفيروس الورم الحليمي، أعلى بكثير عما كان عليه الحال قبل 20 عاماً"، محذرا في الوقت ذاته بأن هناك مخاوف بمؤشرات قوية تؤكد بأنه بإمكان هذه الأمراض أن تتفشى كوباء عالمي، واضعاً قيد الاعتبار أن سرطان الحنجرة يتزايد بمعدل خطيرة ومثيرة للقلق".
وأثبتت نتائج دراسة فرنسية حديثة عن وجود أدلة دامغة تثبت صلة بين ممارسة الجنس بالفم والإصابة بأورام سرطانية. وكانت شكوك قد راودت العلماء منذ زمن طويل حول وجود علاقة تربط انتقال الفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم والمعروف باسم "إتش بي في"، وسرطانات أخرى مرتبطة بممارسات جنسية مستهجنة بالفطرة مثل الجنس الفموي أو محرمة بالدين كالجنس الشرجي.
وبحسب مجلة "نيوسينتيست العلمية المتخصصة فإن الباحثين "يعتقدون أن مص القضيب ولحس الفرج يمكن أن يصيب الممارسين بأورام في الفم"، اعتقادات أكدها باحثون في الوكالة الدولية لبحوث السرطان بمدينة ليون الفرنسية بأن نسبة وجود أحد فصائل الفيروس الحليمي البشري والمعروف اختصار بـ"HPV" لدى المرضى الذين يعانون من سرطان الفم الذين يمارسون الجنس الفموي، تفوق بثلاثة أضعاف نسبة وجودها لدى غيرهم من الذين لا يمارسون نفس الممارسة أثناء الجنس.
وتتزامن هذه التصريحات الطبية إثر المخاوف التي عبر عنها خبراء وأطباء مشاركون في مؤتمر "الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان" لبحث ومناقشة دور فيروس الورم الحليمي Human Papillomavirus، الذي ينتقل عبر الممارسات الجنسية، في الإصابة بسرطان الرأس والعنق.
وقال كبير الأطباء بجمعية السرطان الأمريكية، أوتيس برولي، إن تغير نمط الممارسات الجنسية على مدى العشرين عاماً الماضية، وتحديداً تلك المتصلة بالاتصالات الجنسية الفموية، زادت من نسبة الإصابة بسرطانات الرأس والعنق، وقد ترفع كذلك من معدل الإصابة بأنواع أخرى من السرطان "نصف الإصابات بتلك السرطانات، يتسبب بها الإصابة بفيروس الورم الحليمي.
وأضاف مؤكدا أن هناك أدلة تشير إلى أن الإصابة بفيروس الورم الحليمي من أحد عوامل خطر الإصابة بسرطان المريء «Esophageal Cancer».
مضيفا أن "هناك تغير في النموذج فأنواع المصابون بسرطان الحنجرة ليسوا من النمط التقليدي للمرضى كما في السابق من كبار السن، والمدخنين والذين يعانون من مشاكل صحية كثيرة.. بل هم كذلك من صغار السن، ومن كبار الموظفين، ومن كافة شرائح الحياة.
وذكرت دراسة نشرتها "ويب إم دي"، أن السائد كان هو أن التدخين والإسراف في تناول الكحول هما المسببان الرئيسيان للإصابة بتلك الأمراض، لكن المعطيات تغيرت اليوم بظهور أسباب جديدة منها الاتصالات الجنسية الفموية.
التعليقات (0)