تعتبر العلاقة التركية العربية ذات اهمية قصوي خاصة وانها شهدت مراحل تطور واختزال عبر مسيرتها التاريخية ، وتجدر الاشارة الي انها علاقات موغلة في القدم وذات طبيعة استراتيجية عززها الدين والتاريخ المشترك ، فتركيا شهدت مجموعة من التحولات السياسية عندما تحولت من دولة خلافة اسلامية الي دولة قومية علمانية اثرت كثيراً علي العلاقات التركية العربية ، ومرد ذلك الثقة المفقودة بين العرب والاتراك اذ ينظر العرب الي الاتراك بانهم يمثلون استعمار تجب مقاومته، لذلك نشبت الثورات المتعددة ضد الحكم العثماني في انحاء متفرقة من الوطن العربي ، بالمقابل كان الاتراك يروا ان العرب انتهازيين واستفادوا من الدولة العثمانية وتمردوا عليها ولكنهم لم يسلموا من الاستعمار الانجليزي والفرنسي والايطالي نتيجة لما قام به العرب من ثورات في تلك الفترة .
ان محاولات الاندماج التركية مع الغرب في منظومته السياسية والعسكرية والاقتصادية تجد دعماً من قبل النخبة العسكرية التي عملت علي ربط تركيا بالغرب العلماني في محاولة لتحديث الحياة الاقتصادية والاجتماعية بغرض احداث تحولات في المشهد الكلي التركي .
الا ان هذه المحاولات لم توفق في ربط تركيا بالغرب لان هنالك ازمات ومشاكل تفصل الاتراك من المجتمع الغربي اهمها النزاع حول قبرص مع اليونان وملف ابادة الارمن وقضايا حقوق الانسان والتحول الديمقراطي .
لم تستطع تركيا تجاوز بعض ازماتها التاريخية مثل ازمة لواء الاسكندرونة اذ تري سوريا انها اراضي عربية سورية محتلة وكذلك ازمة الموصل مع العراق وازمة المياه ، فتركيا لديها نزاع مع جيرانها حول ( الاقليات ، المياه ، الحدود ) .
العرب والاتراك ارتبطوا بعلاقات اقتصادية لا يمكن الفصل بينها فتركيا تحتاج الي النفط العربي والي السوق وتتناسب مع عمالتها اذ لم يجد بداً من ان يتعاملوا مع البلدان العربية ، لذلك تطورت العلاقات الاقتصادية تطوراً ملحوظاً اسهم في زيادة حجم التبادل بينهم ، وان حاولت النخبة العسكرية احداث هوه لفصل تركيا عن العرب الا ان محاولات عزل الدين عن الحياة السياسية اسهم في بروز ظاهرة العنف السياسي التي مانفكت تلازم مسيرة الحياة السياسية وتقودها نحو الصدام بين التيارين الاسلامي والعلماني ويستدعي ذلك تدخل المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية بغرض المحافظة علي المبادئ الكمالية وصون امن تركيا
التعليقات (0)