الاتحاد العام التونسي للشغل-استباحة أسراب الجراد الافريقي ليس لها حل؟؟؟

توقيع - الجراد - فاتح عبدالسلام
الجراد.. الجراد، هو عدو بلا حدود استباح دولاً ويتجه للنيل من اخري ما بين شمال غرب افريقيا والساحل الشمالي ومنظمة الاغذية والزراعة العالمية التي كانت منذ عشر سنوات تستغيث لاطعام 800 مليون جائع في العالم تواجه اليوم ازمة كبيرة في السيطرة علي الجراد الذي سيقضي علي ما تبقي من غذاء لعدد يقترب من نصف عدد الجوعي لاسيما ان اناث الجراد سيضعن بيوضهن في آذار (مارس) المقبل ويقدر الخبراء ان العالم بحاجة الي مائة مليون دولار لكي يوقفوا تفقيس البيض الجديد.
سألت خبيراً دولياً في شؤون الاغذية والزراعة الدولية عن امكانية وصول الجراد الي العراق وماذا يمكن ان يحصل للبلد. فقال: ان الجراد في طبيعته ذكي يعيش في زمر كبيرة وتجمعات كثيفة تتبع الطرق غير المطروقة اما الطرق المسلوكة والتي يتوقع ان جراداً آخر سبقه اليها وعاث بها اكلاً ومضغاً فإنه لا يلجأ إليها..
فقلت: الحمد لله.. حصن العراق نفسه ضد الجراد.. فلا سبيل لجراد جديد إليه..
فقال الخبير شزراً: ماذا تقصد؟
فقلت له: مجرد مزحة.. لا تسجلها عليّ فأنت تعرف هناك قانون الطوارئ وجماعة تكتب تقارير واخري تفسر التقارير وجماعة تسمع وجماعة تتهم وجماعة تلفق وجماعة تدقق وهكذا هناك اشكال وألوان من البشر..
استنفر الخبير الدولي ملامحه وهو يقول: الي اين ذهبت؟.. ما علاقتي بكل هذا؟.. أنا فهمت من كلامك ان هناك موجة من الجراد اجتاحت العراق ولم نعلم بها وأنا بصفتي خبيراً في منظمة الزراعة العالمية افزعني الخبر.. كيف حدث ذلك ولم نكتشفه؟.. هذا كل ما في الامر.. فلماذا ذهبت الي قانون الطوارئ؟.. ثم انا خبير دولي لست عراقياً اصلاً ولا اعلم ان كان هناك عندكم طوارئ أم لا..
قلت له بعد ان هدأ روعه: عذراً.. يبدو انني ذهبت بعيداً، وكان علي ان ابقي قريباً.
ضحك الرجل ببساطة وانصرف يهز رأسه وحين اختفي هززت رأسي انا ايضاً ولم انصرف حتي اكتملت سطور هذا المقال فبقيت اضحك وحدي مع الجراد.

fatihabdulsalam@hotmail.com

AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1979 Date 1/12/2004

جريدة (الزمان) --- العدد 1979 --- التاريخ 2004 - 12 -1

AZP20
FASL