متى يتبع المسلمون أمر الله وينتهون عن نهيه ويحققون ما بينه القرآن من حسن الصلات وتنفيذ الحدود التي شرعت لصيانة النفس والعرض والمال؟ إن ما جاء في الشريعة من الأخذ بيد المظلوم حتي يبلغ حقه ويرضي عن مجتمعه والضرب علي يد الباغي وقهره حتي يتوقف عن ظلمه يكفي لأن يتحقق العدل الذي يضمن الأمن. إن تحقيق الشريعة بالاتباع والامتثال للمسلمين ولغيرهم برؤية الحق والعدل فيهم أبلغ من الموعظة. إن رؤية المسلمين إذا صاروا علي خلق قويم وتجلي فيهم خلق الكتاب والسنة سعي الناس إلي الالتحاق بهم والتشبه بما فيهم وحينئذ تكون الدعوة عملية تقليد للحسن وحافزا للبحث عن النص الذي دعا إلي الخلق الحسن.. ولا تنفع خطابات وعظ لا يحسنها الواعظون, ويستنكف عامة الناس سماعها, لافتقادهم مثلا يحتذى أو رجلا صالحا يتبع... ومدخل الناس إلي التشبه والتقليد, هو الفعل وليست الكلمة.. وعندها يبحث غير المسلمين عن النص الذي جعل المسلمين أمامهم خير أمة.. وأما كثرة الحديث عن النص دون ترجمته بالفعل, فإنما يصرف الناس عن العمل فلا تصلح أحوالهم, وينسون أو يتناسون النص... ثم لا يلبثون أن ينصرفوا عن النصح والإرشاد فيضلوا... ويأثم من صرفهم عن القول والعمل لسوء تمثيله للمسلمين....... وحتي لو لم يعرف أحد النص وكان المثل الحي ناطق بمدلول النص القرآني أو الذي ورد في السنة... لسعد الناس ورضي عنهم ربهم, وساد الأمن رغم الجهل بالنصوص.... والدليل : من ليس عندهم كتاب وسنة وأخلاقهم كما جاء في الكتاب والسنة.... إلا ما لا نرضي عنه مما يصيبنا أو لا يصيبنا من مساوئهم
التعليقات (0)