شكليه وإشكاليه التدين ..
كيف ومن أين تكون البدايه .. الإيمان والتدين بين الشكليه و الإشكاليه ؟
سؤال ربما نتوقف كثيرا حائرين أمامه باحثين عن إجابه شافيه بلا جدوي ..
فالواقع الملموس اليوم هو بروز ونتوء قشره إيمانيه ظاهره باديه معلنه عن نفسها بكل وضوح وجلاء في كل المشاهد الحياتيه اليوميه .. فهل هي محاوله لإقناع الآخرين بالمحاكاه الزائفه .. أم هي فرض يتحتم تنفيذه طبقا للمعطيات الحداثيه .. أم قناع لإخفاء الكثير من التجاعيد التي يمتلئ بها الإيمان الشخصي ..؟
نحن هنا لسنا بصدد محاكمه أحد أو محاسبه أحد فنحن لا نملك وكاله أو توكيل من الله عز وجل لمحاسبه عباده .. ولا يوجد أحد علي وجه الارض يملك هذه الوكاله ..
ولكن نحاول أن نسلط الضوء علي بعض من هذه الشكليه لنتبين الإشكاليه الموجوده بها والتي يزخر بها واقعنا المعاش بدءا من تحيه الصباح وحتي آناء الليل وأطراف النهار ..
فعندما تُلقي تحيه الصباح علي أحدهم مفترض أن يأتيك الرد .. صباح الخير أو حياك الله أو الله بالخير أو هالو أو حتي بون جور .. تأتيك الإجابه .. عليك السلام ورحمه الله وبركاته .. لتشعر بالخجل لأنك لم تحييه بتحيه الإسلام .. وبعد بضعه خطوات تلتفت لتجده يرد علي تحيه "إحداهُن" بقوله .. أحلي صباح .. صباح الورود والرياحين و و .. الي آخره وقد جحظت عيناه !!
عندما تذهب الي إحدي الجهات الحكوميه لقضاء مصلحه ما وتسأل عن الموظف المسؤول يقال لك إنتظر قليلا لأنه ذهب للصلاه .. وبعد الإنتظار طويلا يأتي وتتساقط قطرات المياه من جبهته ومن قدميه بفعل الوضوء .. ثم يجلس علي مكتبه ثم يخلع النعل ثم يجفف وجهه ثم قدمه ثم يرتدي الجورب ثم يرتدي الحذاء وقد أنارت الصلاه وجهه ويعتدل في جلسته ليبدأ بعد كل ذلك في الحديث مع زميله الذي لم يذهب للصلاه .. كل هذا وأنت واقف منتظر لا تستطيع أن تفتح فمك بكلمه واحده حتي يفرغ من كل شيئ .. ثم ينظر اليك ويبدأ في الحديث معك فإن خاطرت وتكلمت أو تذمرت أو إعترضت فلن تنقضي لك مصلحه علي الإطلاق !!
في عربات المترو المخصصه للسيدات بمجرد أن يُقفل باب المترو ..حتي تبدأ إحدي السيدات المحجبات في القاء المواعظ علي النساء وخاصه المتبرجات منهن وتذكرهن بعذاب القبر وتستشهد بالكثير من الأحاديث النبويه الشريفه وعندما تنظر الي وجهها تجد أنها نامصه متنمصه !!
إذا شاهدك أحدهم في الطريق وأنت تحمل هديه وسألك عنها وأجبته إنها هديه عيد ميلاد لصديقي تجد وجهه يمتعض علي الفور ويبادرك .. أعياد الميلاد والهدايا بدع غربيه وليست من الدين في شيئ .. أما عندما تقدم له شخصيا هديه يبتسم ويقول لك النبي قبل الهديه !!
عندما يتصل أحدهم بك تليفونيا بمجرد أن ترفع السماعه يقول لك السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. لتجد نفسك يجب أن تكون جديا تماما .. ثم بعد ثواني تجده يمازحك بألفاظ خادشه للحياء !!
في السياره أو الحافله تجد شرائط القرآن فقط هي التي يمكن سماعها طيله الطريق من بعض السائقين .. وفي الإستراحه تجد السائق ينتحي جانبا ليتعاطي المخدرات !!
حتي في بعض الطائرات العربيه اليوم بمجرد طلب ربط الأحزمه تسمع .. سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين والعديد من الأدعيه الأخري .. وبعد الوصول وفي السوق الحره في المطار تفاجأ بالطيار المؤمن يشتري زجاجه ويسكي مفتخره !!
في مباريات كره القدم تجد اللاعب بمجرد أن يحرز هدف يخر ساجدا شاكرا لله بينما الجرائد تكتب يوميا عن فضائحه وسلوكياته وخاصه في الفنادق والنوادي الليليه أثناء المباريات الخارجيه !!
البرامج التليفزيونيه الدينيه ولكن القنوات تخصص فتاوي من نوع "إتصل بالرقم الموجود أسفل الشاشه" أصبحت تحتل الحيز الأول في خرائط برامج كل القنوات حتي أن دخول الحمام أصبحت له أصول شرعيه يجب الإتصال بالرقم وسماع فتاواها !!
بعد كل تلك الشكليات الإشكاليات نصل الي خطباء .. اللهم فرق شملهم .. اللهم يتم أولادهم .. اللهم رمل نسائهم .. وإجعل أموالهم ونسائهم غنيمه للمسلمين .. الي آخره .. وعند الخروج من المسجد يركب سياره أمريكيه مكيفه ويحمل موبايل فنلندي بالكاميرا ولديه كمبيوتر محمول ياباني .. ويحمل مسبحه صيني .. الي آخره
كل ما يملك ويحمل ويستخدم من صنعهم هم والذين كان يدعي عليهم من كل قلبه ويطالب بمقاطعتهم ويطلب الي الله عز وجل أن يجعل نسائهم غنيمه للمسلمين حتي يكن منهن سبايا شقراوات يتسري بهن !!
تذهب النساء الي الشواطئ للإستحمام في البحر بالزي الشرعي الذي يغطي أجسامهن بالكامل وهذا من الإيمان .. بينما يسبح بجوارهن الكثير من الشباب شبه العرايا بأجسامهم الرياضيه الممشوقه والأزواج كل ما يهمهم أن لا ينظر أحد الي حريمه بينما حريمه ينظرن في كل إتجاه بحريه !!
بعد أن ينتصف الليل يذهب الي المسجد ويفتح المذياع علي إذاعه القرأن الكريم ويضع الميكروفون أمام الراديو ويغط في نوم عميق حتي ميعاد صلاه الفجر وأحيانا تسمع شخيره في الميكروفون .. وإذا إعترضت إتهمت بأبشع الإتهامات والتي تصل الي التكفير ومحاربه الله ورسوله !!
وهنا نتوقف لنتسائل .. هل هذه الظواهر شكليه أم إشكاليه في الدين ..؟
مجدي المصري
التعليقات (0)