مواضيع اليوم

الإيمانُ ليس بالعلــم !

عبدالسلام كرزيكة

2010-09-03 19:52:41

0

مَن قال إن الإيمان مرتبطٌ بالعلم ، بمفهوم العلم المعاصر والمبالغ فيه لحدِّ أن الإنسان العادي والغير متخصص في (التجريب) أصبح أميًّا لايصلح حتى للعيش بقناعاته الشخصية التي يختارها ، ولا ضمن الإطار الذي يحدده لنفسه ، وفق إمكاناته وملكاته مادام ليس آلة تسيّر من طرف غيره ! ..

وإذا فرضنا أن الإيمان متعلق بالعلم فلماذا إذا إختار المولى تبارك وتعالى رجلا أميَّا ، يرعى الغنم من بني هاشم لحمل آخر رسالاته إلى عباده ؟ .. 

ولماذا يستمر الغرب المتقدم والمتحضر في الإيمان بـ ( بابا نويل) وبأنه فعلا يدخل إلى منازلهم  ـ في أعياد الميلاد ـ عبر فتحات مداخنها ، ليسلمهم هداياهم التي تعكس أمانيهم التي يعرفها البابا عن ظهر الغيب ؟! ..

ولماذا يستمر أصحاب النظريات العلمية الراهنة في الإيمان بجنيات الأسنان التي تأخذ أسنان أطفالهم مِن تحت مخدّاتهم ، وتستبدلها بقطع ذهبية ؟! ..

الحقيقة التي لاتحتاج إلى الكثير من الإسهاب هي أن العلم في حياتنا وسيلة لتطوير حياتنا المادية والرفع من مستوياتنا الإجتماعية التي قد تكون فيها حالاتنا النفسية بائسة وتدعوا إلى الشفقة لدرجة أن الرفاهية المادية المحققة بالعلم لن تفيد في تحسينها ، وهنا يأتي دور الإيمان .. فالإيمان غاية قد يصل إليها الناس بالعلم كؤلئك العلماء الذين يؤمنون بالله بعد مطابقة الحقائق المادية بمعانيها الروحانية ، وبما أن العلماء هم الصفوة ، فغالبية الناس يؤمنون بالله بعد تلقيهم لأبسط المعطيات على وجوده الذي لايحتاج إلى ميكروسكوبات عملاقة ولا إلى نظريات معقدة ! ..

قال تعالى : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء)) وهي دلالة واضحة على أن الحقائق العلمية لاتتناقض أبدا ومعادلة الخلق الشاملة ، وهنا إشارة واضحة إلى أن العلم علمان : علم موضوعي يقود مباشرة إلى الحقيقة ، وعلم ذاتي يعكس إنحياز صاحبه ويقود إلى الباطل ! ..

العلم وسيلة لبلوغ غاية الإيمان ، والخالق جل شأنه يقول : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) ، فالعبادة هي الغاية الوحيدة من خلقنا وخلق هذا الكون بكل مافيه ، لأن جميع المخلوقات تسبح بحمد الخالق ، لكننا معشر البشر نجهل تسبيحهم جهلنا بقدرنا وبقدر خالقنا .

الخلاصة أن هناك مِن العلماء مَن قاد العالم إلى الخراب والدمار بنظرياته ، وهناك مَن يُثري الموسوعة الكونية بحقائق عظيمة لاتخرج عن نسيج الحقائق الإيمانية بوجود خالق فِعلي للكون ،  هو أعظم وأكبر مِن أن نستوعبه بعقولنا ، لكن قلوبنا تفقهه جيدا وتؤمن به حق الإيمان .

ـــــــ

تاج الديــن : 09 ـ 2010

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات