قال محدثى :انتهينا -فى حديثناالسابق-إلى أن الإيمان باليوم الآخرله أعظم الأثر على توجيه سلوك الإنسان ولكنى -بعد-لم أفهم كيف يحدث هذا ؟
قلت :الإيمان بالغيب هو (الإيمان بالله وملا ئكته ورسله وكتبه واليوم الآخروالقدر )ومعنى الإيمان بهذه الستة أن يعتقد الإنسان اعتقادا جازماأن الله الأحد رب كل شىء وأنه أرسل
كتبه إلى رسله عن طريق الملاك جبريل-عليه السلام-وفى هذه الكتب حديث مستفيض عن اليوم الآخر يوم الحساب وحديث عن قدر الله المهيمن على العباد بمعنى (أن ناصية الكل بيده)
قال :وكيف يحدث الإيمان بذلك أثره فى السلوك ؟هذا هو السؤال .
قلت :لكى يحدث أثره فى السلوك لابد -أولا-أن يحدث أثره فى النفوس .وهذا يكون عندما يؤمن الإنسان بأن هناك الله الذى يجازى الناس على أعمالهم وأن هذا الجزاء يمكن أن يكون فى الحياة الدنيا ويمكن أن يؤجل إلى الحياة الآخرة وهذا يوم قادم لا ريب فيه وهذا يكف النفس عن السلوك الذى يتعارض مع منهج (مالك يوم الدين) الذى لايفلت منه شىء وهو يوم العدل المطلق .وبهذه العقيدة توجد حدود أمام النفس وبناء على إيمانها لابد أن تراعى سلوكها
حتى لاتتعرض لسخط الله فتلتئم مع منهجه فتصلح وإذا صلحت النفوس صلحت الحياة .
ولذا تجد عتاة المجرمين لاوازع لهم من عقيدة ولا إيمان فينطلقون كما يشاؤون لأنهم لا
يؤمنون بالله ولا باليوم الآخرفما الذى يردعهم ؟
قال :ولكننا نرى ونسمع عن مجرمين قد ينتمون إلى الدين ويفسدون فى الأرض فلماذا لم
يردعهم إيمانهم ؟
قلت :لسبب بسيط هوعدم وجود هذا الإيمان الذين يزعمون .فهم مجرد منافقون يقولون مالا يفعلون وهؤلا ء "فى الدرك الأسفل من النار ".
قال :ولكنى أعرف كثيرا من هؤلا ء يقولون (لا إله إلا الله محمد رسول الله ).
قلت :فليقولواما شاؤوافلن يغنى عنهم من الله شيئا فالمسألة جد لا هزل ومسؤولية لا ترف
وقد قالها -من قبل -قوم كانوايصلون خلف النبى-صلى الله عليه وسلم -فما نفعهم ذلك ورد الله عليهم شهادتهم الكاذبة "إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ".
إن عقيدة المؤمن تدفعه إلى العمل الصالح وتقومه على أساسه وهذا سر اقتران الأمرين معا فى آى القرآن الحكيم "الذين آمنوا وعملواالصالحات "فالإيمان (ما وقر فى القلب وصدقه العمل ) أما مجرد الكلام وإن بلغ غاية الحسن فلن يعدو أن يكون كلا ما ."فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض ".
التعليقات (0)