الإيرانيون:روحاني مثل نجاد رجل بوبوليستي (شعبوي) !

الحصّة التموينية التي بدأت بها حكومة روحاني أثارت سخرية معظم الإيرانيين لأنها سياسة تستند الى القواعد الشعبوية في الحكم . جاءت تلك الإجراءات الحكومية لروحاني بعد وعود و شعارات عريضة تتحدث عن تحسين الإقتصاد ورفع العقوبات وزيادة دخل المواطن لكنّ الطابور الطويل في مراكز توزيع البطاقة التموينية للمواطنين اثار سخرية المواطنين وانتقادات صحف ووساءل الإعلام الإيرانية الرسمية التابعة للموالات والمعارضة.فقد اضطرّت الإجراءات المتبعة الى مطالبة البعض من نواب البرلمان الإيراني الى وقف العمل بتنفيذ البطاقة التموينية وجاءت الإنتقادات هذه المرة من حلفاء الحكومة الممثلة بشقيق رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني.

وبدأت حكومة روحاني بتطبيق خطة تموينية تساعد الطبقة المتضررة جراء الأوضاع الإقتصادية المتردّية التي تمر بها البلاد لتلقي بعض المؤن والمواد التموينية والإحتياجات الغذائية الضرورية للمواطنين لكنّ طريقة توزيع هذه المؤن والخلل الذي أحدثته هذه المساعدات على الأسعار دفعت الكثير من المواطنين الى تشبيه حكومة روحاني بسابقاتها . بسبب إعتماد نفس الآلية في جذب اصوات الطبقة الفقيرة في المجتمع الإيراني والتي تشكل نسبة لا يمكن الإستهانة بها.

الإتباع الأعمى لسياسة اليساريين في الإتحاد السوفياتي السابق من قبل الحكومات الإيرانية المتعاقبة والتي تستند سياستهم بالتركيزعلى مخاطبة الطبقة الفقيرة بالإحتكام الى الإغراءات المادية والمعيشية البسيطة لكسب أصواتهم في الإنتخابات الصورية والتي تفتقد للضوابط الديمقراطية هي عبارة عن سياسة بوبوليستية أوشعبوية يتبعها النظام الإيراني منذ انتصاره ولحدّ الآن. هذه السياسة الشعبوية أخذت تتصاعد في فترتي حكم أحمدي نجاد وهي كانت مطبّقة في دول الإتحاد السوفيتي السابق عرّضت حكومة نجاد وحكومته الى الإنتقادات الشعبية الإعلامية لكثير من الإنتقادات والسخرية في إيران.

لكنّ شعار الأمل والغد الواعد الذي أطلقه روحاني على حكومته الجديدة يتعارض على الأرض والإجراءات المتبعة في هذه الحكومة حيث تنتهج حكومة الأمل نفس الإجراءات الشعبوية التي كان ينتهجها نجاد في فترتي حكمه في مخاطبة الطبقة الفقيرة وتوزيع المؤن التموينية و إعطاء الوعود التي لا تنطبق على أرض الواقع يدفع الكثير من الإيرانيين بوصف حكومة روحاني الحكومة الشعبوية وهي نفس الصفة التي كانوا قد أطلقوها على حكومة نجاد في السابق. والسبب في شعبوية حكومة نجاد وروحاني وجميع الحكومات الإيرانية السابقة واضح يعود الى ماهيّة النظام الإيراني الذي يرفع شعارات لا يقدر على تنفيذها وهو نظام بوبوليستي مخادع فكلّ من يخرج من رحم هكذا نظام فلا بدّ أن يكون شعوبياّ مخادعاّ كنظامه الذي فروحاني ليس مستثنياً من هذه القاعدة .