تعتبر ثورات الربيع العربي تحدِ حقيقي لنظرية تصدير الثورة التي قام عليها نظام الملالي الإيراني وإنهياراً حقيقياً للفكر الإيديولوجي لهذا النظام القائم على مبدأ الإسلام السياسي فقد كشف التدخل الإيراني في سوريا ماهية هذا النظام المبنية على طائفية مقيتة تستعدي العنصر العربي و توظّف ضعاف النفوس في العالم العربي مثل نظام بشار الأسد وحزب الله للتغلغل في المحيط العربي خدمة لمصالح النظام الإيراني القومية ليشكل هذا التدخل امتداداً للنهج العنصري الفارسي في العالم العربي منذ عصور قديمة.
رغم أنّ النظام الإيراني ظلّ متماسكاً بحرسه الثوري و قواته التعبئة و الأمن و الجيش إلا أنّ تساقط حلفاءه في المنطقة وابتعاد الفصائل اللفلسطينة الحليفة تقليدياً مثل حماس عن ملالي طهران عن هذا النظام بعد سقوط ورقة التوت وتعرية حقيقة هذا النظام الذي وقف ضدّ حلفاءه التقليديين لأنه أصبحوا خارج اللعبة الإيرانية في المنطقة العربية بعد الربيع العربي ، عبارة عن انهيار للفكر الأيديولوجي الإيراني في المنطقة.لأنّ إنحسار أتباع طهران عبارة عن فشل للتصدير و تقوقع داخلي لمثل هذا النظام.
إنّ ما تبقى لطهران من حلفاء ينشطران الى قسمين إما أنّهم حلفاء مصالح مثل الحليف الدبّ الروسي لطهران أو حلفاء طائفيون أذناب النظام وهم إمّعات فقط لا غيرمثل بشار الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان.أو حلفاء فصليون مثل التحالف الإيراني الصيني والكوري الشمالي. فإذا أردنا أن نبحث عن حليف حقيقي يتكامل به الحلف الإيراني ليشكّل قطب هذا النظام فحقيقة الأمر لا يمكنك أن تعثر على مثل هذا الحليف لأنّ النظام الإيراني يعتبر فريد من نوعه و نسخة شاذة لا يوجد لها بديل فعند انهيارفكرها الأيدلوجي وليس بالضرورة انهيارها الجسدي ستلتحق بالتأريخ دون رجعة.
التعليقات (0)