الإنسان له حدود (إعادة نشر) ليس لنضوب الأفكار

كل فرد منا ولد في مكان لا دخل له في اختياره ويعيش في أغلب الأحوال في مكان محدد ويتحرك في مجال محدود كأنه في سجن كبير وهناك أماكن لا يستطيع ارتيادها وحدود لا يتجاوزها إلا بتصريح من أحدهم وجواز مرور من دولة ما, فكم هي حدود الحرية المكفولة دون تدخل من أحد؟ إن مجال العمل والسكن والحياة, قدر لم يختره أحد, وقد كتب علي كل منا قدره الذي لا يتعداه ولا يغيره, لقد جعل الله لكل فرد في الحياة مساحة صغيرة يمكنه أن ينقلها يمينا أو يسارا أو يغير في شكلها وطبيعتها قدر ما يتوفر له من مال وعلم وقدرة, ولكن ذلك كله في حيز ضيق هنا أو هناك. ويتفاضل الناس في أقواتهم وأرزاقهم بما يتيسر بأمر الله, وبقدر قليل جدا من قدرتهم الذاتية. وإن كانت قدراتهم أيضا, قدر ورزق من الله. ترك الله لهم قرار التصرف فيها ليستخدموا ما أنعم عليهم من القدرة في الخير والشر, ليكونوا من أهل الرضا أو الغضب حسب ما يختارون لأنفسهم. ما أضعف الإنسان وما أقل مساحة اختياره وما أقصر يده وما أطول لسانه!!