هل تخشى رئيسك فى العمل خشية الفار من القط؟ هل تعمل له ألف حساب عندما يروح أو يأتى ؟ هل تدخل مكتبه بإحترام شديد وتقف بعيداً منتظراً إشارته لك بالإقتراب؟ هل تصطك أسنانك وأنت تخاطبه؟هل تكلمه بلهجة وأسلوب مختلفين عن اللهجة والأسلوب اللذين تخاطب بهما الآخرين ؟ هل تنفذ أوامره دون نقاش حتى لو كانت خاطئة وستسبب مصائب بشعة للشركة أو البنك أو المصنع ؟ هل تعود لسانك وتدرب جيداً على قول كلمة حاضر يا أفندم وتمام ياباشا وكل شىء مضبوط وعلى ما يرام وأحلام سيادتك أوامر ؟.
هل تنافق بقية زملائك فى حياتك العملية والعادية حتى تحوز على رضاهم وتكسب تعاطفهم فتقوم مشكوراً بنقل أخبارهم والفتنة فيما بينهم وضرب الزنب( أى الفتن) بين هذا وذاك لكى تراهم معتركين متشاتمين يحقد كل منهم على الأخر وتظل أنت فى كل القلوب محبوباً ومحتفظاً بحيويتك وظرفك وشخصيتك اللطيفة التى تدعى الحب والإخلاص لكل صغير وكبير منهم ؟ هل تنم فى حقهم أثناء غيابهم وتقول عنهم ما فى الخمر فإذا حضروا كنت أنت الحبيب الطيب والصادق الصدوق الذى يخاف على مصلحتهم ويسهر الليل من أجل رفعة شأنهم؟
هل تقبل أيادى الأغنياء وأصحاب السلطة والجاه والسلطان وتتملقهم من أجل الدرجات والمناصب والوضع الإجتماعى والوجاهة والقيمة الكبيرة فى نظر المخدوعين من عامة الناس المساكين ؟ هل تدفع وترشى وتطعم الفم لكى تستحى العين فتحصل على ما تريد من مقاولات ومناقصات ومناصب ووظائف للأقرباء حتى لو كانت هذه الأشياء كلها من حق غيرك وليست من حقك بل ليس لك فيها مثقال حبة من خردل من حق ولكنك بكياستك وعبقريتك وألمعيتك شخص مفوه وقدير وحكيم وتستطيع قلب الموازين وتحويل الدفة فى صالحك فيصير الباطل حقاً والحق باطلاً؟ هل تزيف الحقائق وتروج الأباطيل وتؤلف القصص والمواويل وتخرج أفلاماً خرافية وحكايات جزافية من أجل ترويج بضاعتك البائتة الرخيصة التى فقدت قيمتها ومعناها وقدرتها على الثبات فى وجه البضائع الطازة ؟
هل تجعل من نفسك بطلاً وسيداً وعاقلاً فى كل المواقف ؟ هل تضرب الأمثلة التى تؤيد ضلالك وتؤكد خبثك وتدعم جهلك وتقوى من صورتك الورقية التافهة أمام الآخرين ؟ هل يفتح الناس أفواههم عندما تتكلم مذهولين من أسلوبك وقدرتك الخطيرة على تلفيق الحكايات وتزييف القصص وتأليف الروايات فتصبح كمن قال الله عنهم انهم إذا تكلموا تسمع لهم بإنصات عجيب وتعجبك اجسامهم وجهورية صوتهم كأنهم خشب مسندة؟ لديهم إمكانيات عجيبة وقدرات مذهلة على جذب أنظار الناس وشد انتباههم إليهم فى كل مجلس كأنهم سحرة فرعون فى زمن غلبة السحر وتفوق السحرة ولديهم بهلوانيات الحاوى عندما يدخل النار فى فمه وينفخها فتخرج لهباً مشتعلاً كالحريق من فمه أو عندما ينام فوق مربع خشبى ملىء بالمسامير الحادة ثم يتحرك ليقبض الثمن من فوره دون أن يمسه سوء !!!
هل لديك المقدرة الطبيعية على التلون مثل الحرباء فتقوم بتغيير لون جلدك حسب المكان والزمان وتعطى كل إنسان من لونه فتشرب الخمر مع المساطيل وتلعب القمار مع القمرتية وتذهب سعيداً لبيت الدعارة مع رئيسك فى العمل لأنه يحب ذلك ثم تذهب لجارك الطيب المسالم ليلاً لتصلى معه وتذكر الله وتضع فى يدك مسبحة طويلة بها تسع وتسعون حبة وتضع عباءة الوقار على كتفيك وتلقى السلام على كل من قابلك فتصير عمهم الشيخ الفلانى الطيب المهذب الداعى للخير ولا يفوتك طبعاً إرسال مبلغاً من المال فى نهاية كل شهر أو فى المواسم الدينية مع مجموعة من المنافقين حتى يوزعوها على بعض الفقراء الذين تعيش أنت وأمثالك من فقرهم وضرائبهم وتنهبون خيراتهم فيعود المنافقون وقد وزعوا قروشك على بعض المحتاجين وفى الصباح يدورون بالطبل والمزمار لنشر الخبر عن رجل الخير والبر والمحبة والصدق الذى يملؤ الأرض خيراً ولا ينسى إخوانه الفقراء ..هل تفعل ذلك؟؟
هل تقابل الغارمين- المديونين- مقابلة كلها حنان ورقة ودعة وتفرج كربتهم المالية فيتركوك وهم يدعون الله لك بطول العمر بعد أن يكونوا قد وقعوا لك على شيك على بياض حتى تكتب فيه ضعف المبلغ أو أضعافه عند السداد؟
هل تساعد الأرامل اللواتى يربين اليتامى فتشترى قطعة الأرض التى تركها عائلهم االمتوفى برخص التراب بعد أن تكون دفعت للآخرين رشوة حتى لا يتقدم أحدهم لشرائها وتظهر أنت بمظهر رجل الخير والبر والفلاح الذى يغيث الأرملة المحتاجة والمكروبة فيشترى أرضها أو بيتها أو عقارها أو سيارتها بسعر تافه زهيد وتقبض منك الثمن وهى تدعو لك بلسانها بطول العمر لأنك الوحيد الذى فككت كربها والمسكينة لا تعلم حقارة المؤامرة التى حيكت ضدها من أجل سرقتها؟
هل تظل تسعى خلف المرأة الجميلة التى أعجبتك وتغريها بمالك وجاهك وسيارتك الفارهة وفيلتك الفخمة ورصيدك فى البنك حتى تجعلها تكره زوجها الموظف المحتاج-- والذى مصصت أنت دمه وكونت ثروتك من عرقه وعرق أمثاله –فتطلب منه الطلاق بعد أن تختلق معه ألف مشكلة تكون أنت مخرجها وكاتب السيناريو الخاص بها وبطل الفيلم طبعاً ولكن ما أحقرك من بطل مزيف !!!
هل أنت حريص على عمل صداقات حميمة مع رجال الشرطة وعساكرها وحماة الأمن فى البلاد –أو هكذا يجب أن يكونوا—لتوطد علاقتك بهم حتى ينقذوك من مصائبك الكثيرة ويدعموك فى بلاويك الغير محصورة فتطلع من كل حفرة عميقة كالشعرة من العجين وتظهر أما م الناس وجيهاً من علية القوم الذين يتصادقون على ضباط الأمن ورجال الشرطة فتمشى وسط الناس منفوخاً كأنك فوقهم قاهر وعليهم قادر وهم لا يعلمون أنك أشر فاجر!!!
إذا كنت كذلك أو بك صفة من الصفات السابقة وكلها صفات ملعونة طبعاً فصدقنى يا هذا أنك الإنسان الصالح للزمن الكالح.
التعليقات (0)