
هل يمكن أن نسمي صندوق الإقتراع هذا صندوق قادر على حل مشاكل بلاد؟صندوق يستطيع أن يخرجنا من كل أزماتنا وأوجاعنا وهمومنا اليومية ..هذا الصندوق الذي لم يستطع بعد أن ينجو من لعنة التزوير والخداع بدءآ من القيد والتسجيل مرورا بالإقتراع وختاما بإعلان النتائج.
الصندوق ذاته الذي يأتي في أغلب الأحوال مجهزآ بالأصوات من مقصورة الحزب الحاكم ..يأتي مفخخا بأوراق جاهزة وبطائق إقتراع تشير إلى أغلبية ساحقة لصالح هذا الحزب الحاكم!!
فالحزب الحاكم الذي يخدعنا ويخدع العالم بأنه حزب ينال ثقة شعبه في كل الظروف والأحوال!!
فالإنتخابات منهوبة وزائفة من أول خطوة بدءا من عملية القيد والتسجيل الذي يحصل فيه خرق واضح ومشين لكل القوانين ,وذلك بسبب أن أعضاء لجنة القيد إبتداءا من رئيس لجنة القيد والتسجيل الذي يستغل نفوذه وصلاحيته في كل مركز بالتأكيد هو من طرف الحزب الحاكم و الذي يعمل على تجييش أكبر قدر ممكن من الأسماء من ضمنهم أطفال لم يتجاوزوا السن القانونية وإزدواجية أيضا ,فالطفل الذي حصل على بطاقة إنتخابية يحصل على أخرى بإسم أخر,ناهيك عن إستخدام بطائق إنتخابية لأشخاص ماتوا وفارقوا الحياة قبل زمن ليتم إستخدام بطائقهم في الإقتراع لصالح الحزب الحاكم..
أيضا رئيس لجنة الإقتراع يستغل الأمية المنتشرة في صفوف الناخبين ويعمل على التأشير لصالح مرشح الحزب الحاكم ,وإن فاتهم هذا القطار هذا أي أن كان الناخب يعرف القراءة والكتابة فإن اللجنة تقوم بتعبئة إستمارات فارغة لصالح مرشح الحزب الحاكم..
لهذا تجدون في نهاية المطاف فوز هذا الحزب الحاكم بأغلبية باهضة في الأصوات!!
يفوز بأرقام خيالية وذلك لأننا نعيش حياة الرغد في حضرته ,نعيش حياة مثالية عندما يكون حاضنا لهذه البلاد نعيش حياة خالية من الإنتهاكات والإغتيالات لحظة أن يتم فوز مرشحي الحزب الحاكم!!
تعيش البلاد أسمن مراحلها بفوز هؤلاء المرشحين ,كأننا لا نعاني من قهره وظلمه وتعسفه وجبروته الذي يملأ البلاد من أقصاها إلى أدناها !!
كأننا سنشعر بالضياع من دون فوزه ,كأننا سنشعر بعدم الإستقرار وضياع المستقبل الذي هو في جعبة هذا الحزب دون غيره!!
كأن هذا الحزب يغمر هذه البلاد بعدله ويغمر أبناءه حرية ورغد في العيش ,كأن هذا الحزب معيارا لعدالة لا تكون حاضرة بدونه ,
كأننا سنبقى أموات دونه ..ولن نذوق الحرية دون هؤلاء الصقور !!
كأن هذا الحزب لا يدرك أنه يتقاسم مع حُكامه ومتنفذيه ثروات هذه البلاد ويسرق على أبناء الفقراء والفلاحين حصصهم في التوظيف وحقهم في ممارسة الحرية والديمقراطية ويمنحهم حياة عناوينها النهب والفوضى والإنتهاكات والقتل اليومي والإغتيالات!!
فماذا يمكن أن أن تتوقعوا من إنتخابات مفقودة المصداقية في كل الأحوال؟
ماذا تتوقعوا من إنتخابات يقترع فيها الأموات ؟
إنتخابات مجردة من الحقيقة ,وماهي إلا يافطة لجلب الهبات والمساعدات من الدول الأخرى!!
فهل نسمى هذه إنتخابات ؟قد نسميها سوق نخاسة لا أكثر !!
ساحة لشراء الذمم والولاءات والشعارات الزائفة !!
إننا يمكن أن نسميها أي شيء إلا أن نسميها إنتخابات !!!
المدون اليمني/نشوان عبده علي غانم.
صنعاء –اليمن.
مهندس /إتصالات
28/1/2009
في حضرة الموت والإنتهاكات.
التعليقات (0)