مواضيع اليوم

الإنتخابات الأمريكية ...والإستحقاقات الدعائية....

علي المطيري

2008-06-15 01:24:00

0


الإنتخابات الأمريكية.... والإستحقاقات الدعائية
على عادتها الإدارة الأمريكية, وعلى مختلف إتجاهاتها وتوجهاتها, وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي, وهي التي تكيل بمكيالين أو أكثر , والهدف هو اللعب بأفكار الناخب الأمريكي الذي هو الآخر أصبح يتخبط, والذي أثقلت كاهله الضرائب المتنوعة, ولا يعلم ماتخبئ له الأيام المقبلة في ظل سياسة إقتصادية تقشفية, والتي بدورها خلقت بطونا إمتلأت وفاقت من التخمة, وأخرى لاتجد ماتملأ به الرمق. وكعادتها أيضا دأبت وبشكل سافر, الى خلق أجواء دعائية مزيفة تؤدي بهذا الناخب المتخبط, الى الإعتقاد أن كل الذي حققته إدارته اللاهوتية هو بالنهاية يصب في مصلحته ؟! بدءا من سيناريو حمايته من عدو مفترض لاوجود له على الأرض ألبته , الى الحفاظ على الإنجازات التي تحققت له من خلال هذه الإدارة المدعومة من اللوبي الصهيوني, وهي الجاثمة على صدور الأمريكيين رغم إختلاف أصولهم ومنابتهم , هذه الإدارة المتصهينة الضعيفة والسيئة الأداء, هي التي زرعت لدى هذا الناخب الذهنية العنصرية العدائية الإستعلائية تجاه الشعوب الأخرى,مما أدى الى تحفيز الخواطر العدائية والنظرة الدونية, من قبل هذه الشعوب إتجاه هذا الناخب المخذول والمخدوع . هذه الإدارة التي إستخدمت الأبواق الدعائية, لتسويق مبادئ الحرية والديمقراطية, ورصدت لها الملايين لأجل تمرير هذه الإدعاءات على الشعوب المستضعفة, والتي بدورها هي سئمت وعود حكامها بالإصلاح السياسي والإقتصادي وباقي الميادين, التي لها مساس مباشر بحياتها اليومية , وهؤلاء الحكام الذين نراهم منبطحين أزاء هذه التسويقات, وقد أوكلت لهم المهمة من قبل هذه الإدارة, التي مافتأت أن دعمت هذه الأنظمة في أيامها الأولى بكل ما اتيح لها من أسباب البقاء عليها, لأنها وجدت في هذه الأنظمة الوسيلة الأفضل لخدمة مشروعها في المنطقة ضد المشروع المقاوم وهامات الممانعة , لاشك أن هذه الإدارة, تمتلك لبعض أسباب دعايتها والتي قد يتقبلها الناخب الأمريكي بفتور وريبة, رغم شعوره بعدم مصداقيتها ورداءة أجوائها, إلا إنه يتوجه الى صناديق الإقتراع نتيجة لشعوره بالخوف المفترض .
 
 
 وقراءته الى الكم الهائل للأوضاع المتردية لدى الكثير من الدول, وسواء كانت هذه الأوضاع من صنع أنظمتها, أو الإبتلاء بالكوارث الطبيعية التي حلت ببعضها, والتي مع الأسف جعلت منها هذه الإدارة المسعورة مادة دسمة لتدس أنفها في إدارت هذه الأزمات, وبالتالي لتسوقها الى الناخب الامريكي كي يتوجه الى صناديق الإقتراع وهو يرفل بثوب الزهو المرقع, متشدقا بإنجازات إدارته هذه والتي إصطادتها في الماء العكر . إن هذه الإدارة الخارجة عن الشرعية الدولية, والتي لاتمتلك الحد الأدنى من الخلق السياسي, هي الآن بصدد إظهار ورقة الجوكر التي إحتفظت به ولم تلعبه لافي ثقافة الحرب على الإرهاب, ولا في إحتلال الشعوب ونهب ثرواتها, بحجة الحد من إنتشار أسلحة الدمار الشامل, لانها هي من صنعت الإرهاب وتغذيه, وهي أيضا من صنعت أسلحة الدمار الشامل والفتاك, والشاهد لايزال حيا على الأرض ( اليابان ) والجمهورية الإسلامية الإيرانية, عندما زودت هذه الإدارة عميلها صدام, إذ بان الحرب الوحشية التي شنها في حقبة الثمانينات, على ايران بتلك الأسلحة, و مازال المجاهدون يعانون من آثارها المدمرة, وكذا الحال بفك لغز الأمراض والأوبئة الفتاكة, التي تعصف بالعالم, وهي التي إبتكرت فايروساتها وصنعت مضاداتها, وذلك لإبتزاز الدول إقتصاديا وبتالي تضعيفها سياسيا , ولا في نشر العولمة ذات القطب الواحد, ولا في تعميم ثقافة المنتديات الإقتصادية لوضع اليد على رأس المال , ولا في خلق الأزمات على متلف أنواعها وأشكالها , ولا في تكبيل الدول بالديون ذات الأرباح الخيالية من خلال صندوق النقد الدولي, والتي هي من اكبر المساهمين فيه , ولا في منتدى باريس للدول الدائنة , ولا في خلق معارضات وهمية عميلة ومأجورة تفضح شعوبها قبل الانظمة , ولا في تغيير المناهج التدريسية في الشرق الأوسط أو آسيا عموما والعالم الإسلامي تحديدا لكي يتماشى مع عصرنة المعرفة , ولا في إصدار قوانين محاسبة الدول كما حصل لسوريا , ولا في سياسة التجويع لتركيع الشعوب وبالتالي إذلالها ( وإستحمارها ) كما فعلت مع العراق, ويبدو أنها ماضية في هذا المنهج لما له من آثار إيجابية تعول عليها, من خلال ضرب مصادر الطاقة والتي تستفيد من أسعارها الدول المالكة وخصوصا البترول , فهي التي ضربت الدولار لأنه العملة العالمية في التعاملات اليومية بين الدول, كي لايستفيد المالك من الأرباح للنهوض بواقع شعوبها وإرساء دعائم البنى التحتية للتطور والتنمية الشاملة , ومن ثم إشاعة حالة من الوعي لدى العالم أنها, من الممكن أن تبتكر مصادر أخرى من الطاقة تغنيها نوعما عن البترول وتضرب إقتصاد الدول المنتجة له , لذا افصحت عن الطاقة الحيوية, وهذه الطاقة هي من المواد الزراعية, فكم يكفيها من هذه المواد كي تحصل على الحد الأدنى من الطاقة ؟! حتما الكثير, والذي بدوره لايكفي, وهذا مما يؤدي الى عدم تصدير ما هو فائض من الإنتاج الى الدول التي تعاني من قلته وبالتالي ستكون ورقة رابحة بيد هذه الإدارة حسب ماهي مخططة لذلك .
 
 هاهي في السودان وكأنها حمامة السلام, التي بمنقارها تنقش مبادئه بعد أن روعت هذا البلد بالإقتتال على مدى طويل, مما أدى الى تمزيق وحدته الجغرافية والديموغرافية والإقتصادية بل حتى الإجتماعية , وهي في أوروبا لتحسين صورة رامبو المنقذ, الذي أصبح سارقا ومحتلا وقاتلا , وهي في الهند وباكستان تلعب بورقة كشمير, وهي في أفغانستان التي مزقته بحجة القضاء على طالبان, وهي من خلقتها وتربت في أحضانها لتكون خنجرا في خاصرة إيران الجنوبية , وهي في تركيا من أجل إدخالها في الإتحاد الاوروبي بغية عزلها عن عالمها الإسلامي من خلال الإغراءات الإقتصادية والتلويح بقضية قبرص , وهي في اليابان لتدميرها, وكي تعيد الى أذهان اليابانيين مجدهم السابق, والذي إنصهر على وقع هيرو شيما ونكازاكي, وهما الكابوس الذي لايفارق أيا منهم ولو للحظة واحدة, إلا هذه الحكومة التي تريد أن تبني لهم الأطلال, هنا وهناك كي تذكر الرجل الياباني أنه قادر على إعادة مجده الذي تكسر على عنفوانه, على هوس الصخرة الأمريكية , وهي في لبنان, هذا البلد المقاوم الذي أذاقها مر العلقم في صموده وسحقه والى الأبد ما كان يعرف بجيش الأسطورة جيش العدو الصهيوني, الذي تشرذم في الأيام الأولى من حرب تموز التي شنها على الجنوب الطاهر, بإيعازمن تلك الإدارة المسعورة, وما يجري الآن وما جرى من إغتيالات وما سيجري لاحقا منها, هو من ضمن المسار العام والمخطط لضرب المقاومة وإنهاء وجودها, لذا نراها كل ساعة تعطي الجرعات لعملائها وكلابها في الداخل لعلها تصل الى ماتريد.
 
 
أما في بلدان الطوق وجوار الطوق ( البلاد العربية ) فحدث ولا حرج, فهي التي أعطتها جرعة المورفين كي تنام تحت خيمة الذل والخنوع , هذه الخيمة التي نصبتها هذه الإدارة كي تحافظ عليها وتحميها من شعوبها, حتى وصلت الوقاحة ببعض رموزها لتعلن أنها لاتخجل من الوصاية والحماية الأمريكية, ولن تأبه للتاريخ ولعنته بإقامة العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني, وهو الكيان الغاصب للحق الإسلامي, وهي ليست عابئة بما يحصل للشعب الفلسطيني ( يصعب حصره ) لأنه يفوق التصور,  وهي الآن لاحول لها ولا قوة إلا الإذعان والسمع والطاعة للإملاءات الأمريكية وربيبتها الصهيونية . وأما فضيحتها الكبرى والخسيسة والتضليل الذي مارسته هذه الإدارة على العالم كله بإحتلالها العراق وما ادراك ما العراق , هذه الاكاذيب التي روجت وسوقت لها, بغية الحصول على الغالبية الدولية لشرعنة غزوها البربري الوحشي الهمجي المسعور, وهي اليوم تذوق العلقم جراء فعلتها الشنيعة هذه والتي أقحمت جيشها في أتون هذه الحرب اللاأخلاقية, أصبحت اليوم تفقد صوابها من جراء وضعها المأساوي هناك, فهي لن تقدر أن تقنع لا الناخب ولا العالم بأسباب غزوها لهذا البلد المسالم, فلا ادلة تشير لإمتلاك العراق لأسلحة دمار شامل كما تدعي, ولا تنظيم قاعدة ولا هو يهدد الأمن القومي الأمريكي, ولا هو تهديد للأمن والسلام العالمي, وهنا المقصود هو أمن الكيان الصهيوني ؟ والمتمترس خلف جدار العنجهية والقوة المتمثلة بتيار المحافظين الجدد .
 
 وعود على بدء, فإن الناخب الأمريكي وهو الذي يتأرجح بين عقلية وثقافة تصدير الحرية والديمقراطية والمحافظة على حقوق الإنسان, وما بين الإضطهاد والضغط النفسي الذي زرع قسرا بين مجموعة القيم والمبادئ التي ينادي بها هذا الناخب المسكين, والذي مورست بحقه كافة أنواع الأكاذيب والذي صار يستهجنها, وهو يتسائل كل يوم, عن جدوى وجود الجيش الأمريكي في شتى أنحاء العالم, وعن هذه الاموال الطائلة التي تصرف بسخاء غير معهود على العمليات العسكرية التي يقوم بها هذا الجيش, ولأجل ماذا ومن أجل من ؟ وهو يرى أن لاغذاء ولا دواء ولا حرية للعراقيين, مثلما وعدتهم هذه الإدارة ...ويبدو أن ورقة الجوكر التي قد تستعملها هذه الإدارة الشريرة, هي ما قد تقدم عليه من حماقة سترتد عليها لامحال إن هي فكرت بها, وهي أن توجه ضربة عسكرية لإيران, أو قد تشن هجوما بريا , رغم أن المعطيات على الأرض, لاترجح هذا التوجه على الأقل في هذه المرحلة لكن الفكرة مطروحة , وقد تفكر بإرجاع ماء وجهها الذي فقدته, فتشن هجوما على من تعتقد أنهم حلفاء لإيران أو يمثلون خط الممانعة أو مثلث الشر أو تحرض الكيان الصهيوني على فعل ذلك , ونعتقد أن هذا كله سيؤدي الى إنكسار كامل وشامل لإستراتيجيتها, وتصاب بالشلل والنكوص والتداعي وستسقط والى الابد, وهي غارقة في أوهامها للسيطرة على الأرض والجو معا, وهي المغمورة بأفكار لاهوتية لانصيب ولا حظوة لها بين شعوب الأرض كافة .....

علي المطيري
4  5 2008




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !