إذا سألنا احد آثمة شيء أجمل في كل ما تجود به الشتاء فمن المؤكد انه سيجيبنا : انه الثلج .
منظر أخاذ يأسر الألباب ....ولكن إذا أطال الإقامة صار يشبه الكفن وأخذ يفك شفرات الموت على قارعة الطرق ويقرأ كف نزلائها من المتشردين إنذارا بالهلاك تحت الصقيع... حاصرهم الثلج وحاصرنا في المداشر والجبال والمدن ، بذل بعض عناصر الجيش جهدهم في فك العزلة والأخذ بيد المواطنين ولكن هذا لا يكفي ...فالأزمة مهلكة تحتاج إلى إفراغ عديد من الثكنات وإغاثة للمحاصرين ولسنا نملي على الجيش الجزائري الطريقة المثلى لذلك وان أردنا التطاول عليه بالإملاء : على طريقة أم درمان ونقل المؤونة للمشجعين، فهل هنالك تعلق الأمر بشرف وطن؟؟ وهنا لا يتعلق الأمر بشرف وطن وحياة شعب؟؟؟.
حاصر حصارك لا مفر ، والثلج قام بسبي مدن بكاملها وقام بأسر نصف الشعب الجزائري والحكومة الموقرة تزمر للانتخابات عوض الانتحاب لما قد تؤول إليه الأمور إذا بقي التماطل على حاله.
حاصر حصارك لا مفر والشغل الشاغل للسادة الكرام وجهاء البلاد هو الحديث عن نيام البرلمان وأميار البلديات وولاة المدن ولا يدركون بأنه إذا استمر الوضع هكذا فالناس ستنتفض انتفاضة الثلج ، وإذا أصبحنا كائنات جليدية وتجمدنا فمن سينتخبهم ، أقصد هل سيجدون من يلصقون به تهمة الانتخاب عليه ومنحه إياهم صوته .
حاصر حصارك لا مفر ، الثلج يهيئ صناديق نعوشه الواحدة تلوى الأخرى والحكومة الموقرة تهيء صناديق الانتخاب ، وعندما يتعلق الأمر بالانتخاب يستطعون الوصول إلى قمم الجبال والى عمق الصحراء ...وقطع أميال وأميال لتسول الأصوات ...صوت لم تسمعوا له وهو يستنجد لن تسمعوه وأنتم تتبارون من اجل النوم تحت قبة البرلمان...
و في خطابه اليوم الرئيس المرؤوس بوتفليقة حث الشعب لانتخاب بكل قوة و بكل حماس .وهل يريد أن يضحك على ذقون الشعب أو أنه يدعوه إلى ثورة ضده و ضد الجنرالات ؟؟؟؟؟.الشعب نصفه منكوب و محاصر بدل أن يعلن عن حالة الطوارئ في البلاد في هذه المحنة البيضاء اخذ يهرج و يرقص على جثث أكثر من 50 قتيل الذين تأجل دفنهم إلى أجل غير مسمى عسى أن تفتح طرقات الأمل بعدما عجز هو و وزرائه الفاشلين عن فعل ذلك .
جزائر العزة و الكرامة على الطريقة البوتفليقية أين كل شيء يقتل حتى الثلج و الشعب المغلوب وحده الضحية بعيدا عن العزة و الكرامة .
fares.77@live.fr
التعليقات (0)