ما إن أعلنت المملكة السعودية عن نيتها طرح مشروع الاتحاد الخليجي في قمة الرياض، حتى استنفرت ماكينة الاعلام السعودي تبني قصورا من رمال الاتحاد، أحلاما عن غنائم اقتصادية، أوهاما عن عدو متربص وتطمينات الى أن الحوت السعودي لن يبتلع امراء الخليج، فهل يكون الاتحاد بسذاجة هذا الطرح أم أن المعوقات واقع لا يستخف به؟
وقد رأت صحيفة الرياض السعودية عبر مقال ليوسف الكويليت أن مثل هذا المشروع يحتاج إلى دراسات من أوجه عديدة للتغلب على التباينات والنظم، والقدرات الاقتصادية والاجتماعية، لكن هناك أولويات لا تقبل التأجيل، وخاصة تطوير العمل في درع الجزيرة، كنواة لتأسيس جيش مشترك، وبقوة تناسب حجم وإمكانات هذه الدول، خصوصاً أن النوايا لدى إيران، وحتى العراق المتحالفة معها لا تعطينا اليقين وسط حالات الاستفزاز واختيار مواقف التصعيد السياسي، وتوظيف الأقليات الشيعية لتكون وسيلة التأجيج والصدام الداخلي..
الجميع يدرك ألا مجال لاغماض العيون عما يجري حولنا، وحتى القوى الكبرى، التي تطرح مشاريع لحمايتنا، هي حالة استنزاف مادي ومعنوي، لأن السياسات لا تثبت على اتجاه معين، بل تعتبر متقلبة وخصوصاً القوى الكبرى وقد شهدنا كيف تخلى حلف الأطلسي عن أهم حليف له، ونعني شاه إيران، وأمثاله كثيرون، وعلى هذا الأساس لابد من الاعتماد على إمكاناتنا الذاتية باعتبارها درع الحماية وأساسه.
فكل هذه الدول تتمتع باقتصادات كبيرة، وحتى عمان والبحرين عندما نقيسهما بأوضاع دول عربية غنية جداً، فهما أفضل منها، ولن تكونا عبئاً على أحد، بل أن وجودهما في المجلس غنى بشري واقتصادي وثقافي، مجلس التعاون، لديه القدرة أن يسير بهذا الاتجاه بشرط أن ننتزع من أذهاننا البلد الأكبر أو الأصغر وطغيان أحدهما على الآخر، أو سلبه امتيازاته بل إن القواعد الاقتصادية وسير التنمية في هذه الدول، تفوق نظيراتها في الدول العربية الأخرى، والاقتصاد القوى حافز للتغلب على العديد من المصاعب طالما الموارد الراهنة كبيرة، بل وتفوق الوصف..
أما صحيفة "الوطن" السعودية فرأت ان "التفكير في الانتقال بالدول الخليجية من مرحلة التعاون إلى الاتحاد، جاء بعد إدراك الفوائد الجمة التي من الممكن أن تجنيها الدول الست مجتمعة من هكذا خطوة، كما أنه يأتي مواكبا لتطورات الأحداث في المنطقة، دون إغفال لحجم التحديات الكبيرة التي تواجه المجموعة الخليجية يوما بعد آخر".
مضيفة أن مشروع "الاتحاد الخليجي" من شأنه أن يحافظ على ديمومة استقرار المنطقة ودولها، سياسيا واقتصاديا، وحتى اجتماعيا، فالهدف الرئيس من الاتحاد يرمي إلى حماية وصيانة أمن واستقرار الدول الأعضاء وتأمين سلامتها بما يحافظ على كيانها وسلامة مواطنيها، فضلا عن الحفاظ على سيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
أن التهديدات التي تحيط بالمنطقة الخليجية تظل أهم الأسباب المحفزة للانضواء تحت "تكتل اتحادي" يكون المساس بأمن أي من أعضائه مساسا بأمن البقية.
و تنوه الصحيفة إلى أن المجموعة الخليجية تملك كافة المقومات المطلوبة للانتقال إلى "الاتحاد"، فهم أهل دين واحد ولغة واحدة، وهم يشتركون في القيم والعادات والتقاليد ذاتها، وكل هذا يقلل من لغة الاستصعاب التي يحاول البعض الترويج لها والتسليم بها كحقيقة ماثلة.
ومع الضعف الكبير الذي يعتري القرار العربي في مرحلة ما بعد الثورات، يبقى الدور الخليجي أحد أهم الأدوار التي يعول عليها في إحداث توازنات في قضايا المنطقة، وقد لا يتأتى ذلك دون أن يكون هناك تنسيق خليجي على مستوى عال، يختص بالقرارات السياسية الخارجية، وهو ما من شأنه إعادة ترتيب أولويات دول الخليج، بما يعزز من القدرة التفاوضية للمجموعة الخليجية على المستوى الدولي.
وفي تقرير بثته قناة العربية السعودية استعرضت فيه الاتحاد الخليجي المأمول وما سمته بالقوة السياسية والاقتصادية الجديدة
صحيفة ايلاف السعودية الالكترونية سلطت الضوء على مشروع الاتحاد من خلال فوائده الاقتصادية ونشرت تصريحات أحد خبراء الاقتصادي -حسين العويد- الذي قال أنه إذا تحولت دول مجلس التعاون الخليجي من مرحلة التعاون إلى الاتحاد على شاكلة الاتحاد الأوروبي خصوصا في الناحية الاقتصادية، فإن ذلك سيعود بالنفع الاقتصادي الكبير والفائدة الضخمة على كل مواطني دول المجلس خاصة المستثمرين منهم، حيث سيجد المستثمر سوقا عريضة مفتوحة للاستثمار فيها في كافة الأنشطة المختلفة.
وقال العويد "إذا أردنا اتحادا خليجيا واقعيا قويا في كافة المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، فيجب أن يولد هذا الاتحاد كاملا غير منقوص وأن يكون على شاكلة الاتحاد الأوروبي في كل شيء حتى تنشط وتزدهر جميع اقتصادات دول المجلس وتحقق معدلات التنمية الشاملة المرجوة ويصبح اقتصاد المنطقة حرا ومستقرا وقويا".
لكن ما تسعى القنوات الاعلامية السعودية لترسيخه في فكر المشاهد الخليجي من ضرورات قيام الاتحاد وسهولة تنفيذه مقارنة مع المخاطر التي تهدد وجوده، هذا الطرح بات محل الكثير من الانتقاد والاتهام بالتضليل والبعد عن الواقعية
كل ما قيل ويقال في الاعلام السعودي أوهام وأحلام وردية لتضليل الرأي العام في الجزيرة العربية، والاهم، التشويش على ما يخفيه النظام السعودي من أطماع خفية ونوايا مبيتة لتغيير وجه شبه الجزيرة وتوجهاتها المستقلة، السعودية التي تسعى لاستدراج دول الخليج لتكون فريسة سهلة بين يديها قد تنجح مع عدد من القادة كما في البحرين، لكن اعلامها لن ينجح في غسل أدمغة الشعوب التواقة لانهاء الديكتاتورية لا لتكبيلها باحتلال جديد.
خاص عربي برس
التعليقات (0)