الإمام علي رمز الوسطية والاعتدال.. المحقق المعلم متأسيًا
بقلم/ باسم البغدادي
إن من يتكلم أو يبحث في شخصية عظيمة, متكاملة معصومة, مثل شخصية العملاق الموحد الإمام علي-عليه السلام- يتيه في بحر متلاطم من العلم والمعرفة والحكمة والشجاعة والاقدام على الحق ونصرته ولا تأخذه لومة لائم في قول ذلك الحق, حيث قال عن مقارعة الباطل وطلب الحق(ماترك لي الحق من صديق؟).
الإمام علي-عليه السلام- كان ولا يزال عنوان ورمز الوسطية والاعتدال, المأخوذة والمترجمة من بطن القرأن, وحديثه المشهور الذي صار عنوانًا للسلام الأممي إلى يومنا هذا (الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق), وجسد هذا الحديث -عليه السلام- بكل مواقفه حيث كان في اختلاف مع كبار الصحابة فكريًا أو عقديًا, ولكن لم يترك مجالسهم ولم يتوانا في مساعدهم في أمور الرعية, وكان مساندًا لهم في الحروب ويقدم الاستشارة, كيف لا وهو القائل عنه عمر بن الخطاب (لولا علي لهلك عمر), فضلا أنه كان في دولته التعايش السلمي وكان يعامل باقي الأديان كما يعامل المسلمين, وقصة اليهودي الفقير الذي وجده الإمام في الأسواق ووبخ أصحابه لمعرفته بفقر ذلك اليهودي, ومن مواقفه لاتعد ولا تحصى, لم يكن الإمام علي -عليه السلام- قائدًا للإرهاب أو القتل والتمثيل بالجثث, بل كان منصفًا حتى مع قاتله الذي طبر رأسه بدون سبب سوى الحقد الذي أعمى بصيرته.
وعلى هذا النهج والطريق سار ويسير المحقق المرجع الصرخي في الوسطية والاعتدال, حيث تجد الأمة قد تكالبت عليه وعلى أصحابه والتشريد والتمثيل بالجثث وهدم بيته والاعتداء على حرماته, ولكنه لم يكل ولا يمل في تصديه للنصح وإرشاد الناس والساسيين ورجال الدين, وتربية المجتمع واطلاق المشاريع الإصلاحية والعلاجية للأمراض المجتمعية, رغم ضعف الامكانيات وتكتيم الإعلام عليه.
التعليقات (0)