أحيانا أطلق العنان للحيتي ، كإلتفاتة مني لمكوّن الشعر الحي الذي ينموا على ذقني ، ولاأكاد أفعل ذلك حتى أتعرض لهجومات ساخرة ، لكنها سهام موجهة إلى صميم حريتي الشخصية ، مِن أناسٍ مقربين كوالديّ أو أصدقائي أو حتى مَن لاتربطني بهم علاقة سوى علاقة المحيط ، لكن الغريب في أمري هو أنني لاأنصاع لكل تلك الإنتقادات ولاتؤثر في توجهي مطلقا ، وأقابلها بالإبتسامة الواثقة ، ما منحني إحتراما إضافيا ومستحقا ..
وثقتي تلك نابعة من منطق ساذج لكنه حقيقي ، وهو أنني لست من يجبر شعري على النمو ، كما أن اللحية مظهر إنساني قبل أن تكون مظهر إسلامي ، فالبشر جميعا تنموا لهم لِحى ، ولهم حرية حلقها أو تركها ، وإشمئزاز البعض من مظهرها هو إشمئزاز غير مبرر ، ومرتبط بأفكار لامنطقية في عقولهم عن الإسلام والإرهاب ، والغريب أن هاجس اللحية وخلفياتها يغيب إذا ماتعلق الأمر بأقارب هؤلاء المشككين ، ولاتتعدى في هذه الحالة كونها حرية شخصية كما كل الحريات ، لكن حين يتعلق الأمر بالغرباء عامة والمسلمين خاصة ، يغيب مظهر الإستحسان ، وتُغيّب فكرة الحرية والمنطق ، وتُطلق أحكام مسبقة بأنها لحية مُنفرة وإرهابية .. ؟!
والحق أن الإسلام لايعتبر اللحية شيء قدسي أو شرط إلزامي للقيام بالعبادات والفروض الإسلامية ، بل وينهى عن تركها في حالة بشعة ومُنفرة ، ويدعوا الملتحي إلى الأخذ في الإعتبار ردة فعل المشاهد ، والحرص على ترك إنطباع حسن لدى الآخر ، تجسيدا للتواصل وللإجتماعية ، وحرصا على الجمال كيف لا والخالق جميل ويحب الجمال ، وفي النهاية تبقى اللحية رمزا من رموز النضج والوقار .. وما أطلق في عالم اليوم من تساويف عنها لايمكن أن يجعل البشر يصدقون بأنها رمزا من رموز الإرهاب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن : 02 - 2010
التعليقات (0)