اول مدخل : هو ما جاء به شاعرنا عالم عباس بمشهد نعيشه واقعاً اليوم:
يميع وطن
كقطعة الثلج وقد شواها لهب الظهيرة
ونحن حوله على رؤوسنا الطير
وفي العيون حيرة مطفأة
ودمعة كسيرة
نجول بين الحبل والجلاد
منفيين في البلاد
هدنا الوهن
وفي الجوانح الإحن
نسائل الدمن: هل التي تعممت أرجلنا؟
أم الرؤوس انتعلت أحذية؟
هل القميص ما نلبس أم كفن؟
وطن وطن كان لنا وطن...
مدخل ثاني : ما كنا نحلم به :
وطن حدادي مدادي
وطن بالفيهو نتساوي
خروج أول: الاقليم الاوسط (جبل الشيل)..
عماد الاقتصاد الوطني التي قامت عليه الدولة السودانية كان هذا الاقليم ، بل حينما اطلق علي السودان ( سلة غذاء العالم ) كان هذا الاقليم هو السودان والتي تمثل مساهمته اكثر من 80% من اقتصاد السودان .
فنظام الانقاذ نجح نجاحاً باهراً في العمل علي كل ما جاء في المؤتمر الإقتصادي الذي انعقد في 1986م في فترة الديمقراطية والذي خرج بتوصيات عمل نظام الانقاذ علي سحقها بنداً بنداً حتي وصلنا لهذه الحال فقد جاء في احدي توصيات المؤتمر الاقتصادي اعادة تعمير وتأهيل المؤسسات المشاريع الانتاجية والخدمية في القطاعين الخاص والعام ...فقد عملت حكومة الانقاذ علي سحق أي مشروع واي مؤسسة وتدميرها تدميرا شاملاً وذلك بالضرائب الباهظة والجبايات التي تفوقت فيها حكومة الانقاذ علي (التركية السابقة). وهذا مشروع الجزيرة خير شاهد وهو الضحية التي لا محالة من ان يستيقظ لها (المارد من نومه).
فكان اباءونا واجدادنا دائما ما يحدثوننا عن عظمة هذا المشروع وعن ان عدد من سكان الجزيرة (من شبابهم) كانوا يغتربون لعدداً من السنين لكي يجمع المال لامتلاك (ارض) في مشروع الجزيرة لزراعتها.
فسياسات الانقاذ عملت علي تشريد كل الايادي المنتجة التي كانت تساهم في الاقتصاد الوطني وترك اراضيهم ومناطقهم الزراعية بعد ان فقدت كل مقومات الحياة لاستيطان معظمهم في اطراف العاصمة (القومية) والعمل في الاعمال الهامشية في (السوق العربي وسوق امدرمان والاسواق الاخري). واكاد اجزم ان نسبة الفاقد التربوي في هذا الإقليم يضاهي كل الاقاليم الاخري التي تعاني ايضاً.. وذلك لأن هذا الاقليم جل سكانه يعتمدون اعتماداً اساسياً علي الزراعة وان 80% من مناطقه زراعية فالاطفال والشباب كلهم اصبحوا في رحلة البحث عن قوت اليوم كما ان متطلبات الدراسة اصبحت ( ان لا مجال للفقير فيها) فهي للمقتدرين والأغنياء فقط.
كما لا ننسي مشروع السوكي الزراعي اصبح في عداد الموتي وكذلك حال ( مشاريع النيل الازرق المروية ) ومشاريع الاعاشة بالنيل الابيض ومشاريع الاعاشة بسنار وقلة اداء مصانع السكر و (تشليع مصانع الغزل والنسيج) فقد ضرب الفقر كل بيت واصبح الكل ينام علي الفقر والفاقة واختفت كل ملامح الحياة .. فهذا وضعنا اليوم وهذا حالنا .
خروج أخير: أما من هبة نضرية تعدل الميل؟؟
اقليم به كل مقومات الدولة من مشاريع تحتاج لادارات مهنية حقيقية .. ومصانع تحتاج لاعادة نهضتها واخري لتحسين انتاجيتها ..
اقليم موعود ببترول في عدد من مناطقه ..
اقليم به محمية طبيعية من المحميات الفريدة في العالم ضربها الاهمال والتغول عليها من قبل اداراتها.. ويمكن ان تمثل مصدر دخل سياحي يكفينا الكثير ..(محمية الدندر الطبيعية).
لماذا نترك هذا الاقليم ( للمنخنقة والنطيحة والمتردية ...) ليفعلوا به ما يأمرون.وما تسول لهم نفسهم به.
وكل شي متاح ولا مستحيل تحت الشمس..
فلا بد من ان يستيقظ هذا المارد.
التعليقات (0)