اليمين المتطرف والوسط المتعجرف واليسار المتخلف والأسماء الأخرى النظرية والتي لا تحمل مدلولات حقيقية ذات معنى محدد هى أدوات المتحدثين في السياسة وكلها تعبيرات عن الخواء والفراغ الفكرى وسوف يقول البعض أن هذه نظرة جاهلة للسياسة رغم علمهم بأن السياسة ليست علما تحكمه قوانين محددة مثل قوانين الهندسة والرياضيات ...إن الأمم السابقة لم يكن لديها علوم سياسية ولكن الفكر البشرى المتجدد كان يبحث دائما فيما ينفع المجتمع ويقوم بتنفيذه مجموعة مختارة من الحكام أو حكام فرضوا أنفسهم على الشعب بحكم قيادتهم لمعركة ناجحة ضد معتد أو بحكم نجاحهم في تنمية الحالة الاقتصادية أو بتحقيق هدف اجتماعى يشعر بفائدته قاعدة كبيرة من الناس... لم تكن المجتمعات الإنسانية في عصر ما خالية من الرواد والقادة التاريخيين الذين سطروا أسماءهم في سجل التاريخ الخالد لأن البشر مثل كل الكائنات يتسيد عليهم سيد يرضونه ويقبلون قيادته وانظر إلى الطير في السماء تجد قائدا يتبعه سرب من الطيور فما هو القانون والنظرية التي تعلموها لكي ينظموا السرب هكذا؟ إنه قانون انتخاب طبيعى وإذا تطلعت الشعوب إلى تحقيق رفاهيتها من خلال التقدم في مجالات المعرفة والاجتهاد في العمل وموازنة المسئولية بالسلطة وتيسير الخدمات المؤدية بطبيعتها إلى الرفاهية والعيش الكريم فلن تكون هناك حاجة للتنظير السياسى ولا تسلق فئة على أكتاف الناس ليكونوا حكاما ظالمين لأن محاسبة الناس لهم على الإنجازات المحققة هى الوسيلة الوحيدة لقبولهم على رأس السلطة ومن هنا نقول أن الإنجاز الاقتصادى هو الهدف الشعبي وإذا لم يتحقق الإنجاز الاقتصادى والرفاهية فلتذهب السياسة والحكام إلى الجحيم
التعليقات (0)