جيل " الفايس بوك " اليوم ، وإن،كان، يعاني ، برأي الكثيرين ، من " أزمة " التواصل الواقعي ، فإنه ، إلى حد ما ، استطاع ، أن يتفوق ، عبر المواقع الاجتماعية ، في خلق شبكة تواصلية ، تنتشر فيها "الأخبار" ، وتتبادل عبرها " المعلومة"، بسرعة انتشار النار في الهشيم ، بحيث أن الكثير من الدعوات ، التي يطلقها ، شباب اليوم ، عبر " الفايس بوك " أو " التويتر " ، تجد من يساهم في نشرها ، عبر خلق مجموعات أو صفحات خاصة بالموقع ، وبشكل يثير ، أكثر من تساؤل :
- هل ، حقا ، أن جيل اليوم ، كل همه ، هو البحث عن المختلف ؟ا
- هل ، حقا ، أن المجموعات التي تدعو إلى الحرية الجنسية ؟ا وإلى الإفطار الجماعي العلني ، خلال النهار، في رمضان ؟ا وإلى تشجيع المثلية الجنسية ؟ا تعبر، عن اهتمامات ، جيل اليوم ، أم ، هي لا تعبر ، إلا عن رأي أصحابها ؟ا
فجيل ، يعاني ، من وجهة ، نظري على الأقل ، من قلة الشغل ، وضيق الأفق في مجتمع ، لا مكان فيه للكفاءات و الطاقات ، لا يمكن ، أن تكون من أولويات معظمهم ، هو البحث عن " برتوش " لممارسة الجنس بحرية و لا ارتياد الفنادق ، دون مطالبة أصحابها ، بعقد " النكاح " و لا منع " تعدد " الزوجات " ولا إلى الإفطار الجماعي ، العلني ، نهارا ، وأمام الملء ؟ا وغيرها ، من الدعوات ، التي تشجع ، على الإلحاد والفوضى الدينية ، باسم الحرية الفردية .
لأن ، جيل ، يعاني من غياب العديد من المرافق الشبابية و من الحقوق كحقه ، في الشغل ، في الزواج ، في التغطية الصحية ، في التعليم ، في العدل ، لا يمكن ، أن يصرف ، كل جهده ، من أجل البحث عن الاختلاف و ضرب كل القيم والمبادئ والأخلاق .
ومن ، هنا ، تأتي "وقاحة " الدعوة ، التي أطلقها ، بعض الشباب للإفطار الجماعي ، خلا ل النهار ، في رمضان ، بحيث ، في الوقت ، الذي يفترض ، أن تقدم فيه ، مقترحات حلول ، لأولويات الشباب المغربي ، اليوم ، تلتف حول بعض القضايا ، الهامشية و السطحية ، من أجل ملء الفراغ و إلهاء الشباب ، عن الأهم ، من القضايا الحياتية ، التي ، لها علاقة ، ببدل مزيد ، من الجهد والتعب ، في قضايا تهم مستقبله ومصيره .
وليس ، إلى تلبية " دعوات " مغرضة و " مشبوهة " باسم حرية "المعتقد " و الحرية الفردية ، التي تقود بصاحبها ، إلى " غضب " الله و تنكر أقرب الناس ، إليه .
لا لشيء ، إلا ، لأن " الهدف " الحقيقي ، من مثل هذه الدعوات " الفيسبوكية " ، هو خلق " الفتنة " و " الفوضى " و كل ما من شأنه ، عرقلة ، تقدم الأمة .
لأنه ، عوض ، أن ندعو ، الشباب ، إلى " عدم " الصيام ، أو إلى الإلحاد وشرب الخمر ، كان ، حريا ، بأن ندعوهم ، إلى البحث ، عن حلول " واقعية " لظاهرة " البطالة " وجلب " الاستثمار " و تشجيع " المبادرة الفردية " و إلى تقديم مشاريع مقترحات ، للقضاء ، على آفة " القرقوبي " و" المخدرات " وكل آفات المجتمع ، التي تنخر ، جسده ك" الدعارة ".
من ، هنا ، يجب ، أن تنطلق الدعوات و المساهمة في نشرها ، من أجل انقاد " جيل " فقد الثقة في كل شيء ، جيل لا يرى ، الحلول العالقة لمشاكله ، إلا في " الهجرة " ، إن سرا أو علنا ، أو في الارتماء في بئر " الإدمان " هروبا ، من شبح " الحاجة " و" قلة ذات اليد " .
دورنا ، عبر " التويتر " و" الفايس بوك " ، هو أن ندعمه روحيا وأن نعيد الثقة لذاته وفي قدراته ، في كل مجالات الحياة والإبداع ، أن ندعوه إلى حب الحياة ، إلى العطاء ، إلى البدل ، إلى الإبداع ، إلى الاختراع ، إلى كل الطرق ، التي تحبب إليه الحياة ، في عمقها ، وليس إلا التي تجعله ، يعيش على هامشها .
الإفطار العلني ، خلال النهار ، في رمضان ...هل،هو، من أولويات الشباب المغربي ؟ا
علي مسعاد
Msaadali1971@gmail.com
التعليقات (0)