مواضيع اليوم

الإغتيالات ديدن النظام الايراني

نزار جاف

2011-10-14 16:08:20

0

هناك مثل کوردي مشهور يقول: ان مسکتني فأنا من قام بذلك، وإن لم تمسکني، فأنا لص! أي بمعنى أدق، أن مسکتني بالجرم المشهود فمن قام بالجريمة هو أنا، وإن لم تمسکني فمن قام بذلك هو مجرد لص!
طوال 30 عاما من عمر النظام الديني المتطرف في إيران، سعى هذا النظام و عبر طرق و اساليب متباينة لمد أياديه بمختلف الاتجاهات و نجح و بتفوق في إبتکار صيغ جديدة في النفوذ الى مناطق عديدة من المنطقة و العالم، ويمکن الجزم بأنه قد نجح بمغافلة و مشاغلة و مراوغة أهم و أخطر الاجهزة الاستخبارية في العالم بفعل طرقه و اساليبه الجديدة التي لايفکر فيها او يبتدع نظيرا لها سوى الشيطان نفسه!
سقوط نظام الشاه في 11 شباط 1979، والذي کان في محصلته النهائية جهدا سياسيا و شعبيا إيرانيا خالصا، کان حدثا تأريخيا بالغ الاهمية و الخطورة لم يکن بوسع شعوب المنطقة بمختلف أعراقها سوى الترحيب بهذا التغيير الاستثنائي و التفاعل معه، لکن، لم يعلم أحد ماکان يحاك خلف الابواب المغلقة في طهران من مخططات و أحابيل مختلفة لتوظيف هذا الترحيب الشعبي واسع النطاق من جانب التيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية من أجل مصالح ضيقة، وقطعا فإن النظام الديني بزعامة آية الله الخميني قد تمکن و بنجاح فائق من إتمام أکبر عملية خداع و تمويه تأريخية في المنطقة، عندما أداف المبادئ و الاصول الدينية بمسائل و أهداف و أجندة سياسية محضة، وأظهر نفسه وکأنه حامي حمى الدين و الرسالة السمحاء التي قام بتبليغها للبشرية النبي الاکرم محمد(ص)، عملية الخداع و الدجل و الزيف هذه لم تنکشف(الى حد ما)، إلا بعد مرور أکثر من عقدين على ذلك، وهو مکان مبعث زرع حالة من الشك و التوجس بين مختلف الاوساط المذهبية في المنطقة و صار منطلق لکي تطرح أوساط و احزاب و منظمات دينية متطرفة أخرى على أنها تمثل الدين الاسلامي و تتشرف بحمل لواء الدفاع عنه، لکن الحقيقة الکبرى أن النظام الديني الطائفي الايراني و کل تلك الاحزاب و التنظيمات المتطرفة المسايرة له بعدائها للسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، براء من تمثيل الاسلام و الدفاع عنه.
ان کشف المخطط الخاص للنظام الايراني و الهادف الى إغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة الامريکية، يفضح ماهية و معدن هذا النظام و يثبت و بالدليل القاطع من أنه لاتجدي أية محاولات او مساع لإحتوائه و تطبيع العلاقات معه، إنه نظام هجين غريب على المبادئ و القيم السماوية و الانسانية ولايمکن تأهيله و تقبله في المجتمعن الدولي لاسباب متباينة أهمها انه لايؤمن بالآخر و يعتبر کل مخالف له لايستحق الحياة و الاهم بل و الاخطر من ذلك، انه يعتبر مواقفه و تصريحاته"سماوية"خالصة!
بالامس، وتحديدا في عام 1981، عندما تمت عملية إغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات، أميط اللثام فيما بعد عن تلك العلاقة الوثيقة للنظام الديني المتطرف و الخميني بحد ذاته بذلك التنظيم الذي قام بالاغتيال والتي ذکرت بالنص ضمن تلك الرسالة الخطية التي بعث بها"مهدي هاشمي"، ،مسؤول حرکات التحرر في الحرس الثوري الايراني عام 1981، الى کل من الخميني و نائبه آية الله المنتظري، وذکر هاشمي بأن کل المسائل المتعلة بتلك العملية قد کانت تبلغ اول الامر للخامنئي ذاته قبل غيره، وعلى الرغم من ان النظام الايراني قد قام بعدة عمليات إغتيال و تصفية لشخصيات سياسية و ثقافية إيرانية، لکنه و بعد الضجة التي أثيرت بخصوص عمليته الارهابية في الارجنتين، فقد آثر إلتزام الصمت و الحيطة و الحذر و تنفيذ خططه بسرية بالغة بل وانه أدخل جهات أخرى تابعة له لکي تنفذ عوضا عنه عمليات إغتيال و تصفيات لشخصيات غير إيرانية، لکن العملية الاخيرة التي إستهدف بها السفير السعودي في واشنطن، و التي فشلت فشلا ذريعا لأن العصر الذهبي لهذا النظام قد ولى بموت الخميني، وانه لم يعد لديه ذلك البريق الوهمي الذي خدع الکثيرين ليلهثوا خلفه.
فشل العملية التي أفتضح أمرها قبل التنفيذ، أزاح القناع عن الوجه الکالح للنظام و انه من المستحيل أن يعدل عن الاساليب و الطرق الارهابية التي تمرس عليها، وان کل قد قيل و أشيع عن(تأهيل)و(تطبيع)النظام الايراني ثبت بالدليل القاطع انه مجرد لهاث غير مجد خلف سراب بقيعة ينخدع به الظمآن.
النظام الايراني کعادته، رفض الاعتراف بمسؤوليته عن تلك العملية الارهابية و کذلك عن عمليات ارهابية أخرى کان سينفذها في الولايات المتحدة الامريکية، لکنه يعلم علم اليقين بأن قد اسقط من يده و أفتضح أمره تماما ولم تعد محاولاته المکشوفة بالتنصل من المسؤولية تخدع أحدا حتى أقرب المقربين إليه وان المجتمع الدولي قد صار أمام حقيقة ضلوع النظام الايراني بالاعمال الارهابية و صار لزاما عليه تبعا لذلك ان يتخذ موقفا يتسم بروح المسؤولية و يضع حدا عمليا لتمادي هذا النظام و عدم إکتراثه بأية أعراف و قوانين دولية.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات