لعب الإعلام الدور البارز ولازال كذالك في رسم معالم السياسات وآفاقها وإيضاح كل القضايا بين مختلف المجالات فكان أن وضع صورة مقاربة متضحة تجعل المواطن على دراية بما يحيط به من قضايا وتطورات.
لكن الأهم هو أن الإعلام بإمكانياته المرئية والمسموعة والمقروءة ( لا نعرف إن استجد جديد فأصبح لنا نوع أخر ) يمكنه التاتير على المتلقي بحقيقة سعى للسبق بها أو لتزوير له مرامي وراءها ونحن على دراية بان وراء الإعلام أشخاص لهم أهداف وأفكار ومن خلال منبرهم يسعون جاهدين لطرح طروحاتهم وبناء منظوماتهم الفكرية .
نتحدث عن الإعلام ولسنا نجهل انه عمل أخلاقي بالدرجة الأولى هو شريف بما يأتي به للمتلقي متحيز لما يراه من خلال تقاريره من واقع قد يعيشه أو يتعايش معه أو يواكبه عن كتب تم نأتي ونقول بان إعلامنا المغربي ليس بعيدا عن سالف ماذكرناه.. قنوات وإذاعات راديو وجرائد ومجلات .. تتنوع بتنوع صادريها وأفكار مروجيها كل صباح نقرا أخبارا جديدة ومنوعة شؤون سياسية وثقافية ورياضية .. لكن قد نكون متعايشين لمعضلة تجعلنا على طواف بين حرية التعبير والرسمية فنحن نبحت عن إعلام يعطينا الحقيقة وليس إعلاما ينتظر التعليمات ..
وقد سعى العديد من الصحفيين إلى كسر الرسميات والخروج عن المألوف وبدءوا عملا جادا يتضمن الاستقلالية بمفهومها الواسع خصوصا بعد سنة 2000 فكان أن خرج في الأسواق جرائد ومجلات تنبض بالحرية والحماس أتتنا وكلها أخبار عن واقع نعيشه في بلاد قيموها بنظراتهم الحرفية أنتجوا لنا مقالات ونشرات أشبعت رغبة كانت مكبوتة لفترات طويلة لكن رغم هذا وذاك مازال هناك احتشام.. ولم يرقى بعد إعلامنا لما وصل إليه الأخير في دول أخرى فسياسة التعليمات أصبحت داء عضال يستخدم كي يكون دواء لبعض الجهات فينير وجوههم المكتسحة بالسواد
ونحن نتحدث عن الإعلام والتحرر في الكتابة والنشر تطالعنا هذه السنة تقارير حقوقية عن انتهاكات الدولة للصحافة والصحفيين تنوعت بين القمع ألمخزني المعهود بالتعدي على الصحفيين في أماكن عامة وهو ما حدت للزميل الصحفي رشيد نيني مدير جريدة المساء بل تعدى الأمر لمحاكمته وتغريم جريدته بمبلغ أشبه بالخيال وكأن الصحافة أصبحت في بلادنا شركات كبرى للإنتاج تذر الملايير ناهيك عن الاعتقال الذي تعرض له المدون الزميل محمد الراجي بتهمة إهانة الملك مرورا بحجب المواقع الإعلامية على الانترنت التابعة لجماعة العدل والإحسان واللائحة طويلة ..
في واقع مازالت فيه الحرية مقيدة طموحنا وأهدافنا تكبر وتتوسع أملا في غد أفضل يعترف فيه المعتدي بحقوق الصحفي بل ويحترم عمله ومهنته ولا يجعله فقط بضاعة تباع وتشترى فالإعلام سلطة رابعة مكانها مكان عظيم وعملها عمل أخلاقي شريف
التعليقات (0)