قبل أيام من المواجهة بين الأشقاء (الذين آثروا العداء) ، ركنت قنوات (الصرف الصحي )على القمر نايل سات ، إلى تهدئة النفوس ، بأنفاس كريهة ونتنة شممناها على بعد آلاف الأميال من القاهرة (المقهورة بسلطة العصا والسندان) ..
هي لم تكن تهدئة جادة ، ولاهي دعوات جدية لمحو آثار التجاوزات التي طالت المقابلات الرياضية بين الجانبين الجزائري والمصري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم المقبلة ، والدليل لم يلبث سوى ثواني معدودات بعد صافرة حكم اللقاء (الثأري) بينهما في مقابلة النصف النهائي من البطولة الإفريقية ، لتطل على المشاهد العربي وجوه (أشباه الإعلاميين) الذين تفننوا في النفاق قبل اللقاء ، وألسنتهم هذه المرة كانت على الشعب الجزائري بأكمله أمرّ من العلقم ، وأكثر نابية ، كما لو أن منتخب مصر هو الذي خسر مرة أخرى برباعية نظيفة أمام المنتخب الجزائري، أوهو الذي أنهى اللقاء بثمانية لاعبين ، أو أن المنتخب الجزائري هو من لجأ إلى الأساليب الملتوية وشراء ذمة الحكم للفوز باللقاء!
والحق أن أشباه الإعلاميين كانوا خائفين قبل المباراة من الفريق الجزائري الذي ظهر أمام ساحل العاج بمستوى عكس ماتوقعوه منذ بداية البطولة ، بالتالي هم يعرفون بأنه بمستواه ذاك قادر على إقصاء منتخبهم الذي تعود على ذلك ، لذلك سارعوا إلى تلطيف الأجواء على مضض ، والإعتراف مسبقا بالهزيمة الحتمية .
نحن المشاهدين لانريد التفريق بين الصحة والتمثيل عن عمد وليس عن غباء ، لأننا بالبساطة التي تجعلنا نرغب في قرارات نفوسنا أن تكون دعوات رص الصفوف تلك والوحدة التي ينادون بها ذات نتائج إيجابية حتى ولو كانت تمثيليات متجمّلة بمستحضرات النفاق .
لكن الصدمة تكون حين تتغير تلك النبرة الهادئة بين عشية وضحاها ، وتتحول مصطلحات (الأخوة في الدين) إلى (عداء حقيقي في الكرة) .
وأكثر مايزيد إستغرابي الشخصي هو ذاك الربط العجيب الذي تقوم به (أبواق الفساد) بين كرامة المواطن المصري المحترق بنيران السلطة ، وعبثها ، وقمعها ، واضطهادها ، وبين مباراة في كرة قدم يتناقلها اللاعبين (بأرجلهم) ؟! .. وهنا أتساءل هل كرامة المواطن المصري مربوطة فعلا بأقدام اللاعبين ؟! .. وللأمانة لاأريد جوابا من صديق ولامن عدو .. مادمت على يقين بأن المواطن العربي عموما مسلوب الأحلام والطموح سوى ماتعلق بسفاسف الأمور، وأكثرها عبثية ووضاعة..
فاز منتخب مصر الذي عُلقت عيون المصريين وأحلامهم وطموحاتهم وكراماتهم الفردية والجماعية وشرفهم به ، وخسر المنتخب الجزائري الذي كسب وأكسب الشعب الجزائري وشهدائه مزيدا من الحسنات المجانية من منافقين لم يدعوا شيئا من الوضاعة والسباب والشتم ولم يذروا .
وعلى مسؤوليتي الشخصية فليذهب الإعلام المصري إلى الجحيم.
ــــــــــــــــــــ
تاج الديــن : 2010
التعليقات (0)