وقعت معظم القنوات الإعلامية العراقية في فخّ الإعلام الإيراني عندما غيّرت عن قصد أو دوت قصد اسم شطّ العرب والذي يعرف بهذا الاسم في معظم الاتفاقيات الدولية غيّرته الى "أروند رود" وهي تسمية فارسية أطلقت على هذا الممر المائي بين إيران والعراق بعد تأسيس الدولة الإيرانية الحديثة عام 1932. جاء هذا الحدث أثناء توقيع وزير الدفاع الإيراني والعراقي على اتفاقية تعاون بحري بين البلدين تشمل شط العرب. رغم ذلك ظلت معظم الوثائق الإيرانية الرسمية والتاريخية تستخدم لحد الآن التسمية التاريخية لهذا النهر وهي شط العرب. لكنّ وقوع الإعلام العراقي في فخّ الإعلام والدبلوماسية الإيرانية يوحي تعتبر خطيئة لا تغتفر لا بل تشير الى مدلولات على التوسّع والنفوذ الإيراني في العراق.
لم يقتصر التأثير الإعلامي و حتى السياسي العراقي بتغيير اسم هذا الممر المائي بل ظلّ يردد هذا الإعلام و بعض الإعلام العربي ما يتلقّاه من الإعلام الإيراني الذي يعتبر متقدّماً على الإعلام العربي الموجّه حيث أنّ للإعلام الإيراني خبراء وأخصّائيون باللغات المحلية في الشرق الأوسط و يطلق قنوات عربية موجهة لجميع الدول العربية هذا ما يفتقده الإعلام العربي حيث لم تتوسّع الدول العربية بمجال الإعلام السياسي الفارسي و لم تستطع التغلغل و لا حتى توجيه رسائلها الدبلوماسية الى الشعوب الإيرانية بسبب فقر كوادر و محطات التلفزة العربية.
إنّ الدرس الذي من المفترض أن يتعلّمه الإعلام العراقي ومن وراءه العربي من أخطاءه هو عدم نشر أي خبر يتلقّفه من الإعلام التابع للأمن والحرس الثوري الإيراني وهو يعتبر أكثر حنكة من نظيره العربي في مجال الفبركة الإعلامية و تدليس الأخبار في خدمة القضايا القومية الإيرانية. و كذلك على الإعلام العراقي والعربي توسيع دائرة إعلامه الموجّه للشعوب الإيرانية وخاصة استخدام اللغة الفارسية لمخاطبة الإيرانيين ولتحاشي الأخطاء القاتلة التي يقع فيها يومياً بسبب انعدام المعرفة بلغة الطرف المقابل.
التعليقات (0)