الإعلام الحكومي يساند جمال مبارك في حملته لانتخابات الرئاسة
اشتدت المعركة السياسية والإعلامية لخلافة الرئيس المصري حسني مبارك، وسط غموض وتكهنات متضاربة حول حقيقة حالته الصحية، وصمت رهيب من المؤسسة العسكرية الحاكمة منذ العام 1952، وانطلاق "قطار التوريث" بعد أن غطت صور جمال مبارك شوارع القاهرة في حملة لدعمه مرشحاً للرئاسة تحت عنوان "جمال مصر" قام بها كيان غامض يدعى (الائتلاف الشعبي).
وكذلك بدأ انطلاق حملة جديدة لدعم وتأييد جمال مبارك أطلق عليها أصحابها "الحملة الشعبية العليا لتأييد جمال مبارك"، وقال أصحاب محال ومقاهي: إن أعضاء بالحزب الوطني مروا عليهم وأمروهم بتعليق صور وبوسترات لأمين السياسات بالحزب الوطنى جاء فيها "باسم الشعب بإرادة شعبية جمال مبارك مرشحنا المقبل لرئاسة الجمهورية"، وتزيل تلك البوسترات بأسماء أصحاب المحال.
وحسب صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية فإن مصر تنجرف نحو انتقال مجهول للسلطة بعد أن يغادر الرئيس حسني مبارك المشهد السياسي، وأضافت في تقرير لمراسلتها بالقاهرة إن النظام السلطوي منع ظهور أي متنافسين حقيقيين على المنصب الرئاسي، مشيرة إلى أن الدكتور محمد البرادعي الذي عاد إلى مصر وقاد حملة للتغيير، قد يرشح نفسه للرئاسة، لكن البرادعي، بحسب الصحيفة، فشل في حشد جموع الشعب للتغيير.
ولعل الحملة التي قادها مناصرون لمبارك الابن جعلت القراصنة لا يكتفون باختراق الجروب الرئيسي لحملة "الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك" داخل موقع فيس بوك الاجتماعي الشهير، بل تمكنوا مساء الاثنين الماضي، من قرصنة البريد الإلكتروني الرسمي لحملة دعم جمال، معلنين اكتشاف 80 توقيعًا فقط لأمين السياسات، بعكس ما كتب على صدر "الجروب" بأن التوقيعات الإلكترونية بلغت 7912 توقيع.
ومما يؤكد بدء حملة مبارك الابن للمنافسة على الرئاسة أن الإعلام الحكومي بدأ حملة لدعمه كمرشح لانتخابات الرئاسية خريف العام القادم، حيث خرج بعض رجال الحزب الوطني الديمقراطي عن صمتهم بالإعلان عن احتمال "أن ينافس مبارك الابن على منصب الرئاسة". وخصصت بعض الصحف الحكومية، مثل صحيفة "الجمهورية" صفحتها الأولى لتغطية لقاء جمال مبارك مع شباب الجامعات، وأفردت صفحتين كاملتين للحدث، كما خرجت بعض قيادات الحزب الحاكم عن صمتها في القنوات الفضائية الحكومية، والخاصة لتلمح بترشيح جمال مبارك لمنصب الرئاسة.
وهذا ما جعل صحف المعارضة والمستقلة تشن حملة على الإعلام الحكومي، واصفة إياه بأنه يدعم جمال مبارك معتبرة ذلك "تحيزًا فاضحًا لدعم مرشح محتمل على منصب الرئاسة لا يتوافر لمرشح محتمل آخر"، وطالبت بدعم المرشحين المحتملين الآخرين مثل البرادعي، وأيمن نور، وحمدين صباحي، والسيد البدوي، وأي شخص آخر بصفتهم مرشحين محتملين للرئاسة، والسماح لأي شخص منهم بلقاء طلاب الجامعات، وإجراء حوارات مفتوحة معهم، أو مع أي فئة من فئات المجتمع.
فيما علق الدكتور حسن نافعة منسق الجمعية الوطنية للتغيير قائلا: "إن جمال مبارك يسعى لتدشين حملة شعبية لدعم ترشيحه في الوقت الذي يعتقل شباب الجمعية بالرغم أن مطالبهم مطالب عامة وليست شخصية".
التعليقات (0)