ازدادت التهديدات الاسرائيلية للمسجد الاقصى من خلال تكثيف الحفريات اسفله وحوله مؤخرا ، وذلك بهدف انهيار المسجد وبناء الهيكل اليهودي مكانه ، تحقيقا للنبوءات الاسرائيلية بحسب ما نشرته الصحافة العبرية في تشرين الثاني الماضي من توقع هدم المسجد بالكامل في16 من آذار المقبل . و الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى بدأت منذ 1968 .
وتوقعت صحيفة هآرتس العبرية في عددها الصادر في الرابع من تشرين الثاني الماضي شروع الكيان الصهيوني في بناء هيكل سليمان الثالث وهدم المسجد الأقصى في الـ 16 من آذار المقبل.
وذكرت الصحيفة - أن هناك نبوءة تعود لأحد حاخامات القرن الـثامن عشر والمعروف باسم جاؤون فيلنا حدد فيها موعد بداية بناء الهيكل الثالث بيوم الـ 16 آذار المقبل موضحة أن النبوءة تضمنت إشارات إلى أن اليهود سيشرعون في بناء الهيكل الثالث مع تدشين معبد حوربا الكائن بالحي اليهودي بالقدس ، لافتة إلى أن الحكومة الصهيونية ستنتهي بالفعل وفي الـ15 من اذار من إعادة تشييد المعبد الذي يعد احد أهم دور العبادة اليهودية في القدس وتم تدميره خلال حرب عام 1948 .
أمين عام وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الاردن الدكتور محمد الرعود قال : إن التخطيط لإيذاء المسجد الأقصى ليس وليد اللحظة بل هو عملية قديمة جديدة متكررة لتحقيق نبوءات مبنية على خرافات ليس لها أي أساس عقدي أو شرعي أو علمي.
ويؤكد أن هذا الأمر يستدعي تحركا دبلوماسيا جادا من الدول العربية والإسلامية واستخدام نفوذها لمنع أي شكل من أشكال الإيذاء التي يمكن أن تلحق بالمسجد الأقصى .
وهيكل سليمان هو الهيكل أو المعبد الذي يرغب المستوطنون اليهود في بنائه في نفس موقع الأقصى اعتقادا منهم أن بقايا وأثار الهيكلين الأول والثاني ما زالت موجودة تحت المسجد وتطالب بهدمه لبناء المعبد المزعوم مكانه .
أستاذ كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور محمد القضاة قال:إن ازدياد الحفر حول المسجد الاقصى وتحته قد يؤدي إلى هدمه.
وعن الهيكل المزعوم قال : ليس هنالك رواية تاريخية صحيحة وصادقة تدعم ما يذهب إليه الصهاينة في أن الهيكل موجود تحت المسجد الأقصى وإنما هم يستندون في روايتهم هذه على ما حرفوه في التوراة حيث من عاداتهم التحريف والتبديل.
ولاحظ أن الهدف من الإصرار على هدم الأقصى هو كسر شوكة العرب والمسلمين باعتباره رمزا للمسلمين وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين فهو يمثل عزة المسلمين وكبرياءهم .
والإسرائيليون بحفرياتهم المستمرة كمن يقول انه لا قيمة لعزتكم في مقابل الأعمال التي نقوم بها.
إلى ذلك اتهم الدكتور حسن خاطر أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية في القدس ، وسائل الإعلام العبرية بالتحريض على هدم الأقصى وتخريب القدس .منتقدا بشدة ما نشرته صحيفة هآرتس العبرية مؤخرا حول نبوءة الشروع في بناء هيكلهم الثالث فوق أنقاض الأقصى في السادس عشر من آذار 2010م.
وأضاف: إن إطلاق هذا التحريض سيجعل من هدم الأقصى بمثابة العمل الديني والوطني الأول الذي ستحرص كل منظمة يهودية على أن تكون صاحبة السبق في تحقيقه.مؤكدا أن الأيام والشهور القادمة ستكون هي الأسوأ على المدينة المقدسة.
وطالب الأمة العربية والإسلامية بعدم الاستهانة بهذه التحريضات والتهديدات التي باتت تتزايد يوما بعد يوم في حق الأقصى والقدس وحول الهوية العربية للمدينة بصورة عامة.
يشار إلى أن قبة الصخرة تعد أحد معالم المسجد الأقصى الذي يشمل 200 معلم. فيما يعد المسجد الأقصى المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة في جنوب شرق مدينة القدس وتبلغ مساحة المسجد قرابة الـ 144 دونما ويشمل قبة الصخرة المشرفة و المسجد الأقصى المسمى الجامع القبلي والمسجد وقبة الصخرة يقعان فوق هضبة صغيرة تسمى هضبة موريا وتعتبر الصخرة المشرفة أعلى نقطة في المسجد وتقع في موقع القلب
بالنسبة للمسجد الأقصى. وقد بنيت القبة على الصخرة الشريفة التي عرج منها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام إلى السماء.
وتبلغ أبعاد المسجد الأقصى: من الجنوب 281 مترا ومن الشمال 310 متر ومن الشرق 462 مترا ومن الغرب 491 مترا. وتشكل هذه المساحة سدس مساحة القدس القديمة، وهذه الحدود لم تتغير منذ وضع المسجد أول مرة للصلاة بخلاف المسجد الحرام و المسجد النبوي اللذين تم توسعتهما عدة مرات.
ومنذ احتلال القدس في سنة 1967 ما زالت تتكرر مؤامرات حرق أو هدم المسجد الأقصى إلى جانب أعمال جماعة أبناء الهيكل التي تأسست عام 1988 وحصلت على ترخيص رسمي إسرائيلي بممارسة نشاطها تحت مسمى مؤسسة العلوم والأبحاث و بناء الهيكل. التي يقوم أعضاؤها بجمع وإعداد المواد اللازمة لبناء الهيكل إلى جانب إعدادهم رسما تخطيطيا للهيكل المزمع إقامته مكان المسجد الأقصى.
فيما تطرح سلطات الاحتلال حاليا فتح المسجد الأقصى لزيارة اليهود والصلاة فيه لليهود على غرار ما يحدث في الحرم الإبراهيمي بالخليل الذي فرض عليه التقسيم فعليا فتحول إلى جامع و كنيس معا أي تتم فيه الصلاة للمسلمين واليهود على حد سوا. المصدر/مركز اعلام القدس
التعليقات (0)