اعتبرت المؤسسات والمجاميع الدولية أنّ عام 1392 الشمسي الإيراني و جميع الـ 365 يوماً في إيران كانت هي الأسواء بالنسبة للإثنيات والمجاميع الدينية في إيران منذ 15 عاماً ولحدّ الآن . فبرغم هبوب نسائم المصالحة التي بدأت تخيّم على علاقات إيران بالغرب فيما يخصّ الملف النووي . لكنّ ملف الشعوب غير الفارسية ظلّ يراوح مكانه . فرغم الوعود التي أعطاها روحاني للشعوب غيرالفارسية فيما يتعلّق بانتهاج سياسة أكثر مرونة مع ملفات الشعوب في الأقاليم غير الفارسية . لكنّ لم تتغير سياسة الحكومة بل تضاعفت الضغوط والإعدامات والإعتقالات بين أوساط الشعوب غير الفارسية فقد أعدمت السلطات الإيرانية في العام الماضي أكثر من 25 بلوشياً وأحوازياً وكردياً باتهامات تتفاوت ما بين محاربة الله والإفساد والعناد لثورة الخوميني.و ارتفعت وتيرة اعتقالات الناشطين المدنيين الداعين للحريات المدينية للشعوب غير الفارسية فقد تمّ القبض على العديد من المطالبين بحقّ تدريس اللغات غير الفارسية في المدارس والجامعات الإيرانية.
من الوعود الكثيرة التي وعد بها روحاني الشعوب غير الفارسية ولم تتحقق لحد هذه اللحظة هو تأسيس "مجامع اللغة للناطقين بالتركية الآذرية" على غرار مجمع اللغة الفارسية لكنّ جاء مجمع اللغة الفارسية ليمنع روحاني من اعطاء الشعوب غير الفارسية حق تدريس اللغات غير الفارسية.رغم أنّ الدستور منح تلك الشعوب هذا الحق وذلك بدعوى أنّ تدريس اللغات غير الفارسية من شأنها تفكيك إيران الى دويلات وتمزيقها والقضاء على مكانة اللغة الفارسية في إيران.
واليوم تتزايد حملات القمع والتنكيل بالشعوب غير الفارسية وعدم الإعتراف بحقوقها المكفولة ضمن الدستور الإيراني الحالي. في حين تدرّ مناطق الإثنيات غير الفارسية ريع جميع ما يحصل عليه النظام الإيراني من نفط وغاز ومنتوجات غذائية وزراعية. فخارطة الإضطهاد القومي والإثني في إيران متمحورة بالمناطق المنتجة والكادحة في إيران. فبدل أن يثني النظام الإيراني على أبناء تلك المناطق ويمنحهم حقوقهم كجزاء لهم لما يقومون به من دور كبير في إدارة العجلة الإقتصادية في البلاد يقوم بقمع وتنكيل أبناء تلك المناطق. فمناطق الأحوازخير دليل على ما تتعرض له مناطق الشعوب غير الفارسية من حرمان و تنكيل .فما يتعرض له الشعب الأحوازي من ظلم من قبل نظام يدعي الإسلام والرحمة في الخارطة الإيراني يثير اسئلة كثيرة حول ماهية النظام الإيراني و توجهاته العقائدية والسياسية و الإنسانية.
التعليقات (0)