مواضيع اليوم

الإصلاح المسيحى - الأيقونات

Michael Nagib

2010-02-24 17:46:03

0

تمتلئ الكنائس وبيوت المؤمنين بالصور والأيقونات التى تصور شخصيات مسيحية مختلفة للمسيح وأمه وتلاميذه وللقديسين والشهداء ، ويقيم الكثير من المسيحيين فى أنحاء العالم إحتفالات دينية متعددة يكرمون فيها أعياد قديسين وقديسات ، ويخرجون فى مواكب دينية يرفعون فيها صور وأيقونات وتماثيل هؤلاء الرجال والنساء ويلمسونها طلباً للبركة ويرفعون لها الصلوات ، فهل هذه الممارسات أمر بها الله ؟
لنترك كلمة الله تقودنا إلى طريق المعرفة الحقة ، نقرأ فى سفر الخروج 20 : 4 " لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما مما فى السماء من فوق وما فى الأرض من تحت وما فى الماء من تحت الأرض . لا تسجد لهن ولا تعبدهن " .
واضح النهى الكامل عن كل كل رموز العبادة التى يستخدمها الكثير من المؤمنين فى عالم اليوم والذين يعملون عكس كلام الله ، وفى الأنجيل يقول لنا يوحنا الرسول وصية " أحفظوا أنفسكم من الأصنام " 1 يوحنا 5 : 31 . وكلمة الأصنام يجب أن نفهمها ليس على أنها مجرد تماثيل ترمز إلى آلهة وثنية بل إلى كل ما له علاقة بالعادات والشعائر الوثنية ومنها الصور والأيقونات المنتشرة فى كل مكان .
إن العبادة الحقيقية لا تحتاج إلى تماثيل وصور وأيقونات يتم تقديسها وأحترامها وإجلالها ، وأمام كلام الوحى الذى يمنع مثل هذه العادات والتقاليد الوثنية يجب أن لا نقدم تبريرات فلسفية أو مشاعر صوفية تعكس مظهرية التقوى الدينية لكى نتعدى على وصية الله .
لقد أصبح لدينا تراث كبير من إبداعات الفنانين العالميين الذين تفننوا فى رسم لوحات المسيح وأمه مريم والكثير من الشخصيات الكتابية من رسل وأنبياء وكل هذا أسهم فى تكون تلك الصور الدينية تجارة وسوقاً رائجة يقومون فيها بتصنيع الصلبان والصور والأيقونات والتماثيل وغيرها من الرموز الدينية، يشتريها المسيحيون ويعلقونها على صدورهم أو فى بيوتهم ومكاتبهم ناقضين بأفعالهم تعاليم الله ، ورجال الدين يشجعون هذه الصناعة وهذا التعدى على تعاليم الله بصمتهم وعدم إعلان الحقيقة الإنجيلية التى تدين تلك الممارسات الوثنية ، ويجب أن نسأل أنفسنا : هل أمرنا الله بأن نعبده عن طريق الصور والأيقونات وأعتبارها وسائل مقدسة ونزين بها الكنائس ؟ وإن كانت إجابتنا لا ، فلماذا نستمر فى ممارسات وعبادات يرفضها الله ؟
قدم بولس الرسول مثالاً حياً لأهل عصره الوثنيين ومازال مثالاً حياً ينير فكرنا لإصلاح ما أصاب طريقنا من إعوجاج " فوقف بولس فى وسط أريوس باغوس وقال : أيها الرجال الأثينويون أراكم من كل وجه كأنكم متدينون كثيراً ، لأننى بينما كنت أجتاز وأنظر إلى معبوداتكم وجدت أيضاً مذبحاً مكتوباً عليه : لإله مجهول . فالذى تتقونه وأنتم تجهلونه هذا أنا أنادى لكم به . الإله الذى خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن فى هياكل مصنوعة بالأيادى ولا يُخدم بأيادى الناس كأنه محتاج إلى شئ " سفر أعمال الرسل 17 : 22 – 25 .
ينقل لنا الرسول بولس صورة الحياة الوثنية فى عصره وكيف كان الوثنيين يعبدون آلهتهم فى هياكل ومذابح ومعبودات كثيرة وينتقل من عرض هذا الواقع الوثنى إلى تقرير حقيقة الفكر المسيحى الجديد الذى جاء به السيد المسيح فى العهد الجديد حيث لا يحتاج المؤمن إلى هياكل ومذابح ليعبد فيها الله بل لا يحتاج الله إلى صور ومنحوتات من الذهب أو الفضة والصخر تلك الأشياء التى تشجع المؤمنين على عبادة المخلوق دون الخالق .
هل يحق لى أن أعبد الله وأقف وأصلى أمام أيقونة ؟ هل أتجاهل كلام السيد المسيح الذى أوصانا بالعلاقة المباشرة مع الله ورفض تلك الممارسات عندما قال " ومتى صليت فلا تكن كالمرائين ، فإنهم يحبون أن يصلٌوا قائمين فى المجامع وفى زوايا الشوارع لكى يظهروا للناس . الحق أقول لكم أنهم قد أستوفوا أجرهم ، وأما أنت فمتى صلٌَيت فأدخل إلى مخدعك وإغلق بابك وصلٌَ إلى أبيك الذى فى الخفاء . فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية " إنجيل متى 6 : 5 ، 6 . ؟؟؟
إن تنقية عقائدنا وإيماننا بالإله الحقيقى الوحيد ينبغى أن يكون هدفنا الكبير فى عصرنا الحاضر ، وبهذا نقترب من مفهوم الصلاح الذى يطلبه الله منا .

2005 / 4 / 24
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !