مواضيع اليوم

الإصلاح المسيحى والإنسان

Michael Nagib

2010-02-24 17:51:29

0

إن المسيحية رسالتها هى خلاص النفوس التى من أجلها جاء المسيح ، أى أن الإنسان هو محور رسالة المسيح ، ومن أجل هذا علينا مسئولية تخليص عقائدنا وأفكارنا الدينية من شوائب الماضى وأن تكون عيوننا شاخصة فى صورة المسيح الحى القائم من بين الأموات ، وأن نستعيد يقظتنا الروحية ونسترجع حقيقتنا الإنسانية التى فقدناها وسط إهتمام الكنائس الشامل بمفاهيم لاهوتية وطقوس ومقدسات وأصبح الإنسان مجرد وسيلة لإرضاء الدين ولا قيمة لحياته فالمنطق السائد فى عالمنا يقول : ليموت الإنسان ويحيا الدين !
الإصلاح يعنى أن لا يفكر أحداً ويقول فى نفسه : إننى أمتلك الحقيقة وباقى البشر على خطأ ، الإصلاح يعنى أن أتخلص من هشاشة أفكارى التى ورثتها وأرددها دون عناء فحصها كما يجب ، أن أتعلم التفكير بعقلى وأستخدام ما وهبنى الله من حواس لإدراك كيف يسير العالم من حولى لأضع أقدامى على أرض ثابتة تقودنى وسط هذا العالم بواقعية وبأفكار نقية متجاوزاً رواسب الماضى الدينية .
إن الأرض فى عصرنا الحديث تهتز تحت أقدام تراث الأديان ، لكن أحداً لا يشعر بذلك بل لا يريد أحد الوقوف للتأمل والتبصر وسماع صوت التحذير ، والسبب راجع إلى العقائد التى تُربى عدم مشروعية التفكير الإنسانى وضرورة أخذ التفكير الإلهى بما وصل إلينا عن طريق الكتب المقدسة وعن طريق رجال وفقهاء الأديان الذين لا يكفوا عن تذكير أتباعهم المؤمنين بعدم جواز بحثهم ونقدهم وشكهم فى كلام الله حتى لا يصابوا باللعنة والنقمة الإلهية ، بل عليهم قبول كل شئ بأعتباره مقدس ، مما جعلنا نصل إلى عصرنا الحاضر والمؤمن بدين ما تم تغييب قدرته على التفكير بشكل إيجابى وأصبح يعيش فى ظلمة روحية .
إن عقلنا المحاصر بالفكر الدينى الغيبى جعلنا نتقبل أن يكون فى مجتمعنا الإنسانى أخوة بشر مثلنا لكنهم مميزين فى زيهم وأطلقنا عليهم ألقاب دينية وعلمية ووضعناهم فى مراتب أعلى من آى سلطة إنسانية وخضعنا لأوامرهم ونواهيهم وما أستحدثوه من تفاسير وعقائد وعادات وآراء سياسية .
دعوة الإصلاح هذه ليست مقصورة على المسيحية فقط بل تنطبق على كل الأديان والمسيحية كمثال لها، وإذا كان أتباع كل دين مخلصاً فى معرفة الحق وفى بحثه المتواصل عن هذا الحق ، عليه أن يتعلم النقد والحوار من أجل البناء ، وليس عيباً أن يكون آباؤنا وأجدادنا الأولين قد أخطأوا لأسباب كثيرة فى عصرهم ، لكن العيب أن نستمر فى نفس الطريق الخاطئ لأن كبرياء البشر يجعلنا نرفع تراث الأقدمين إلى مصاف القديسين وكأنهم معصومين من الخطأ أو أنهم قد وصلوا إلى درجة من الذكاء لن نصل إليها أبناء هذا العصر !
هناك الكثير من الإصلاحات التى تحتاجها المسيحية والتى يمكن للفرد المسيحى أن يكتشفها بنفسه متى بدأ يقرأ ويتأمل بالفعل فيما يؤمن ويفكر به، لكن بدون وجود الأستعداد النفسى والتهيئة العقلية لقبول هذه الإصلاحات وهذا التغيير لا يمكن أن يتغير شيئاً بل سيستمر المسيحى يتكلم بلغة أجداده الموتى منذ ألفى سنة .
إن إظهار قيم وحقائق الإنجيل فى عصرنا الحاصر يشكل تحدياً حقيقياً ، لأن السلوك العام السائد اليوم هو محاولة إرضاء العالم ومسايرة الواقع ورفض كل محاولة لمراجعة الإيمان الدينى .
لنختبر أنفسنا تطبيقاً لقول السيد المسيح " بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى إن كان لكم حب بعضاً لبعض " يوحنا 13 : 35 . فهل تحب حقاً من يختلف عنك فى الطائفة أو الديانة أو فى الفكر ذاته ؟ إجابتك هى التى ستقول لك إن كنت مؤمن حقيقى أو لا وعليه يجب أن تبادر بإصلاح نفسك وإصلاح ما لديك من تعاليم وأفكار لا ترضى إنسانيتك ولا ترضى الإله الحقيقى .
لكن المقياس الحقيقى لنا هو الكتاب المقدس وما ينبهنا إليه " كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم يا رب يا رب أليس بأسمك تنبأنا وبأسمك أخرجنا شياطين وبأسمك صنعنا قوات ( معجزات ) كثيرة ، فحينئذ أصرح لهم إنى لم أعرفكم قط . أذهبوا عنى يا فاعلى الأثم " متى 7 : 32 ، 33 .

2005 / 5 / 10

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !