منذ النشأة الأولى للإسلام، والإسلام يواجه حملات متعددة تريد التشكيك في معتقداته وثوابته، ومن ضمن الأبواب التي يريد المشككون الدخول من خلالها جانب المرأة، يريد هؤلاء المشككون أن يرسموا صورة للمرأة في الإسلام أنها مظلومة ومحتقرة وسليبة الحقوق، ولذلك بين الحين والآخر تظهر حملات تنادي مرة بحقوق المرأة وتنادي مرة بحرية المرأة، وتنادي مرة بالمساواة بين الرجل والمرأة وهكذا، وخاصة ونحن في زمن الفضائيات والسماوات المفتوحة تجد العديد من القنوات الفضائية تركز على هذه القضية وتزعم أن الإسلام يفرض قيودًا على المرأة أن تتحرر منها، ذلك الذي دعانا لكي نخصص لهذه القضية لقاء اليوم وأن نجعله تحت عنوان "الإسلام وقضايا المرأة"، نحاول من خلاله تصحيح هذه المفاهيم والرد على بعض هذه الشكوك التي تثيرها هذه القنوات حول المرأة.
بداية نريد أن نوضح ماذا تعني المرأة في المجتمع المسلم؟ ربنا تبارك وتعالى استخلف الجنس البشري لعمارة هذه الأرض، ولكن هذا الجنس البشري ينقسم إلى نوعين، ذكر وأنثى، هذا الانقسام إلى نوعين يدل على أن كل نوع من النوعين له مهمة وله دور يختلف عن الآخر، فلو كانت المهمة واحدة ولو كان الدور الذي يلعبه كل منهما في عمار الكون دور واحد لما كانت هناك حاجة لهذا الانقسام، وسنضرب مثالاً أراد الله عز وجل أن يبينه لنا واضحاً في سورة الليل، حيث يقول ربنا وتعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل 1 – 4]، فربنا تبارك وتعالى يبين لنا أن هناك جنس الزمن، والزمن له معنى وهو ظرف لحدوث الأشياء فيه، هذا الزمن ينقسم إلى نوعين الليل والنهار، إذا كل من الليل والنهار له المواصفات العامة من حيث كونه ظرف لحدوث الأشياء فيه، ولكن كل من الليل والنهار أصبحت له مواصفات خاصة تؤهله للدور الذي من أجله خلقه الله له، فالليل من مواصفاته الظلام والسكون لماذا لأن الله عز وجل خلقه لمهمة وهي أن يرتاح فيه الناس وتتوقف فيه أنشطة البشر من حيث العمل والسعي على الرزق، فمواصفاته تتناسب مع مهمته في الكون، أما النهار فقد خلقه الله عز وجل وجعل له صفة النور لماذا؟ لأن الله عز وجل جعل مهمة النهار أن يتحرك فيه الناس ويلمسون فيه أسباب المعايش. وهنا يجب علينا أن نسأل أنفسنا سؤالين، السؤال الأول: هل هناك تعارض بين مهمة الليل ومهمة النهار؟ بالطبع لا إن العلاقة التي بينهما ليست علاقة تعارض بل هي علاقة تكامل فكل منهما يكمل الآخر، السؤال الثاني: أيهما أفضل الليل أم النهار، والإجابة أنه ليس هناك واحد منهما أفضل من الآخر فهذا له دوره ومهمته، وهذا له دوره ومهمته، لا يمكن أن يستقيم الكون بنهار فقط دون ليل يستريح فيه الناس، ولا يمكن أن يستقيم الكون بليل فقط دون نهار يعمل فيه الناس، الملفت للنظر في سورة الليل أن الله عز وجل بعد أن جاء بذكر الليل والنهار جاء بذكر الذكر والأنثى ليبين لنا أن الكلام ينسحب بتمامه على الذكر والأنثى، فالمبدأ العام من حيث عمارة الأرض ينطبق على الذكر وعلى الأنثى ولكن لكل واحد منهما دوره ومهمته ، وأن دور ومهمة الرجل لا تتعارض بل تتكامل مع دور ومهمة المرأة، ولا نستطيع أن نقول أن الرجل أفضل أو أن المرأة أفضل فلن تستقيم الحياة إذا كان البشر كلهم رجالاً، ولن تستقيم الحياة إذا كان البشر كلهم نساءًا، وإنما تستقيم الحياة إذا عرف الرجل دوره وقام به وعرفت المرأة دورها وقامت به دون أن يطغى أحدهما على دور الآخر، ودون أن يعتقد أحدهم أنه أفضل من الآخر، حتى أن الله عز وجل نهانا عن أن نتمنى أن يعيش أحدنا دور الآخر فقال: { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ} [النساء 32]، فلا يتمنى الرجل أن يكون امرأة ولا تتمنى المرأة أن تكون رجلاً، فما هو دور كل من الرجل والمرأة من وجهة نظر الإسلام؟
لعلك تتعجب حينما أقول لك أن الإسلام قد اختار للمرأة الدور الأرقى والأعلى في مهمة إعمار الأرض، ربنا تبارك وتعالى جعل للمرأة مهمتين أساسيتين، المهمة الأولى حيث قال: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} [الروم 21]، كلمة لتسكنوا كلمة معبرة، أي أن الإنسان كان متحركا، يذهب ويجيء ويعمل ويجتهد، ثم يعود إلى زوجته ليجد عندا السكن ليجد عندها السكينة والهدوء والمؤانسة التي تزيل عنه الشقاء الذي كان يعانيه طول اليوم، المهمة الثانية يخبرنا عنها ربنا تبارك وتعالى فيقول: {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً} [النحل 72]، فالمهمة الثانية للمرأة أنها وعاء التكاثر ، وأنها المدرسة الأولى التي يتربى فيها الرجال، نحن نريد من المرأة اليوم أن تتأمل في هذه المهمة التي خلقها الله من أجلها لتجد أنها أصعب وظيفة وأهم وظيفة يمكن أن يقوم بها إنسان، أن تقوم على شئون زوجها وتهيئ له السكون ولن يحدث ذلك إلا إذا وجد لقمته هنيئة وملابسه نظيفة وجو أسري هادئ وأبناء منضبطون، وزوجة مهتمة بنفسها وتتجمل لزوجها، حتى تقوم المرأة بكل هذا تحتاج إلى مجهود عظيم، وإذا قصرت المرأة في ذلك فإنها لم تقم بمهمتها في إعمار الأرض كما ينبغي.
هذه هي النظرة العامة للمرأة في الإسلام، وتعالوا بنا لنصحح بعض المفاهيم حول بعض الشكوك الذي يثيرها هؤلاء حول المرأة، أولها مسألة عمل المرأة، وقالوا أن الإسلام يريد أن يحبس المرأة في البيت، إذا نظرنا إلى نظرة الإسلام لعمل المرأة فقد رأينا أن الرجل في الإسلام عليه الجبهة الخارجية من التعامل مع العالم وكسب أسباب المعاش، وذلك يتناسب حتى مع البنية الجسمانية التي خلقه الله عليها، في حين أن الإسلام قد أراد أن تتفرغ المرأة لهذه المهمة العظيمة التي خلقت من أجلها ويكون على الرجل أن يجلب لها أسباب المعاش، فعليها هي الجبهة الداخلية، وهذا التقسيم موجود حتى على مستوى الوزارات في الدول المختلفة، ومع ذلك إذا وجدت الظروف التي تقضي أن تخرج المرأة للعمل فإن الإسلام لا يمنع ذلك، ولكن بضوابط كما خرجت ابنتا شعيب لتسقيا الأغنام، أولا كان هناك سبب وهو كبر الأب وعدم قدرته على السقي، ثانيا أمن الفتنة ومنع الاختلاط بالرجال حتى أنهما كانا يبعدان الغنم عن الماء حتى ينتهي الرجال من السقي فيسقيان، أما المرأة التي تخرج بغرض زيادة الدخل للوصول إلى مستوى معيشي معين، فنقول لها أن المسلم يختلف عن أي شخص أخر، فالناس عموما يحددون المستوى المعيشي الذي يريدونه ويسعون بشتى الوسائل للوصول إليه فيضطرهم ذلك أحيانا إلى طرق غير مشروعة كالرشوة والسرقة وغيرها، أما المسلم فيرضى برزق الله ويحدد المستوى المعيشي على قدر ما رزقه الله إياه.
ثانيا: من قضاياهم أيضا أنهم يهاجمون الحجاب، ويعتبرونه تخلفاً ورجعية، وأن حرية المرأة تقتضي لها أن تلبس ما تشاء وقتما تشاء، ونقول لهم أن تشريع الحجاب جاء لصالح الرجل والمرأة والمجتمع، حتى في المجتمعات التي لا تؤمن بدين، طالما أن الرجل عنده نخوة ورجولة فهو لا يقبل أن تقيم امرأته علاقات مع رجل آخر، الإسلام قطع الطريق من بدايته على هذا السلوك بتشريعين، حجاب المرأة وغض البصر، السلوك الإنساني له ثلاثة مراحل: إدراك ووجدان ونزوع، الخطوة الأولى أنت رأيت وردة، إذا الوردة دخلت بالنسبة لك حيز الإدراك، حينما نظرت إلى الوردة وتأملت فيها وبدأت تشم عبيرها، فأعجبتك بشكلها وعبيرها هذه مرحلة الوجدان، فقررت أن تقطف الوردة ومددت يدك وقطفتها، هذه مرحلة النزوع، فأراد ربنا تبارك وتعالى أن يقضي على هذا السلوك الخاطئ وهو التعدي على نساء الغير بأن يغلق الباب من المرحلة الأولى مرحلة الإدراك، فجعل الحجاب للمرأة حتى لا يرى الرجل من المرأة ولا يدرك فيها ما يكون سببا للإعجاب ثم للنزوع، بل وأمر ربنا تبارك وتعالى الرجل أن يغض بصره فحتى لة تبرجت المرأة لا تنظر لها، وطالما أن الإدراك غير موجود فلن يكون هناك وجدان ولا نزوع، ثم تعالى لنتأمل فنجد أن هذه التبرج بالدرجة الأولى ليس في مصلحة المرأة، المرأة المتبرجة ستظهر جمالها وسيكون ذلك في مصلحتها طالما كانت شابة صغيرة في السن، فإذا ما كبرت في السن شيئا فشيئا ومع الحمل والولادة والخدمة بدأت تفقد جمالها وجاذبيتها، فينظر زوجها فيجد غيرها من الشابات أجمل منها فيتركها ليذهب لغيرها، هذا يحدث في المجتمع المتبرج، أما المجتمع المسلم التي تتحجب فيه المرأة، فلن يشعر الرجل بذلك لأن جمال المرأة لا يذهب بين يوم وليلة بل ينسحب انسحاباً لن يلحظه الزوج طالما كان لا يقارن بين زوجته وغيرها، إذا تشريع الحجاب بالدرجة الأولى في مصلحة الزوجة.
ثالثا: من القضايا التي يثيرونها مسألة الميراث، ويقولون: كيف يأخذ الرجل ضعف الأنثى؟ هذا ليس عدلاً وفيه ظلم للمرأة، وحقيقة الأمر أن هذا فيه محاباة للمرأة، لأن الإسلام لا تؤخذ أحكامه منفردة، الإسلام أعطى الذكر نصيبان وطلب منه إعالة المرأة والنفقة عليها، في حين أنه أعطى المرأة نصيب واحد ولكنه جعلها دائما مسئولة من رجل، فإن كانت بنتا فهي مسئولة من أبيها، وإن كانت زوجه فهي مسئولة من زوجها، وإن كانت أما ومات زوجها فهي مسئولة من ابنها، وهكذا فهي في جميع الأحوال غير مطالبة بالإنفاق على أسرة ولا عن نفسها، معنى ذلك أن هذا النصيب الواحد الذي أخذته من الميراث سيكون وفراً عندها، ثم يأتي تساؤل: إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم تحرم من الميراث بالكلية؟ لأن الله عز وجل أراد للمرأة ألا تستعمل سلاح الأنوثة في حياتها، ففي بعض الحالات تجد المرأة نفسها بلا عائل، أو قصر المسئول عنها في حقها في هذه الحالة لو تركت المرأة بلا معونة على أسباب الحياة ربما تلجأ إلى كسب الرزق ببيع جسدها للرجال، فأراد الله أن يعصمها من ذلك فجعل لها نصيب واحد من الميراث.
رابعاً: من القضايا التي يثيرونها مسألة تعدد الزوجات، ويقولون أن في ذلك ظلم للمرأة في أن تشاركها امرأة أخرى في زوجها، ونحن نسأل هؤلاء: متى يكون التعدد؟ فكرة التعدد منطقياً وواقعياً في أي شيء لا تكون إلا إذا كان هناك فائضاً، بمعنى لو أننا عشرة أشخاص في حجرة بها عشرة كراسي، كل منا سيأخذ أحد هذه الكراسي ويقعد عليه ولن يكون هناك مجال للتعدد، فلو كنا تسعة أشخاص والحجرة بها عشرة كراسي معنى ذلك أنه سيبقى كرسي لا يجلس عليه أحد، في هذه الحالة بإمكان أحد الأشخاص أن يجلس على كرسي ويتكئ على الآخر، الواقع والإحصائيات يخبروننا بهذا الفائض، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تخبرنا أن هذا الفائض سيزيد وفي الصحيحين أنه لن تقوم الساعة حتى يكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد، والسؤال هنا إذا كان هناك فائض، ماذا سيحدث لهذا الفائض، لو نفترض أن لدينا مجتمع فيه عشرة رجال وإحدى عشرة امرأة ، كيف سيكون حال هذه المرأة؟ إما أن تكون هذه المرأة ضعيفة الإيمان قليلة الدين، وبالتالي ستغوي من استطاعت من هؤلاء الرجال، فإن سلموا من إغوائها فلن يسلموا من فتنتها، وإن كانت عفيفة فستكبت احتياجاتها الأنثوية فيحدث لها تنفيس في أسباب أخرى من شأنها أن تسبب الفتنة في المجتمع، مثلا أخوها متزوج، وسعيد مع زوجته وأسرته، هي في داخلها تقارن حالها بحال زوجة أخيها، يمنعها الحياء من إظهار ذلك ولكن يظهر ذلك في صورة مشاكل وفتنة أختك فعلت زوجتك فعلت، وهكذا ، والسبب الحقيقي هو بقائها دون زوج. لو أنك سألت النساء ما رأيكن في تعدد الزوجات، بالتأكيد أن نسبة 95% من المتزوجات سيرفضن ذلك، لا لشي إلا لأنها لا تحب أن يشاركها أحد في زوجها، ولكنك لو سألت هؤلاء الذين فاتهن قطار الزواج، أو الأرامل من الشابات أو المطلقات، من المؤكد أنها تقبل بأن يكون لها نصف رجل أفضل من لا شيء.
للأسف الشديد أننا نجد في كثير من الأحيان أن الذين يعيبون على تعدد الزوجات بنوا حكمهم هذا على واقع ملموس، والسبب في ذلك الكثيرين من الذين عددوا الزوجات لم يفعلوا ذلك على أساس سليم، فالله عز وجل حين أباح التعدد فقد اشترط له شرطان، القدرة والعدل، وأنت تجد بعض الرجال إذا تزوج من الثانية أهمل في حق الأولى، أو عامل أبناءه من الثانية بخلاف ما يعامل به أبناء الأولى، وهذا نقول له أنت أخذت بحكم الله في التعدد، ولكنك لم تأخذ بحكم الله في العدل، فعدم التعدد بالنسبة لك كان أفضل، ولذلك نجد أن بعض العلماء يعتبرون أن تعدد الزوجات في الإسلام يخضع للأحكام الخمسة، فقد يكون حراما إذا تيقن الرجل أنه لن يعدل، وأحيانا يكون واجباً، إذا كان في الرجل قوة لا يجد لها متنفساً عند زوجته ورأى أن ذلك سيؤدي به إلى الحرام فالتعدد له واجب، وهكذا، فالعيب ليس في التشريع وإنما في الذين ينفذون هذا التشريع.
خامساً: من القضايا التي يثيرونها مسألة الطلاق، وكيف يجعل الإسلام الطلاق في كلمة؟ ونحن نقول لهم، أولا: وكيف كان الزواج؟ لقد كان بكلمة، وإذا كان الزواج قد حدث بكلمة زوجني زوجتك، فلماذا تستبعدون أن يكون الطلاق بكلمة طلقتك؟ ففي الإسلام المسلم مسئول عن الكلمة التي تخرج من فمه فبكلمة يدخل في الإسلام، وبكلمة يخرج منه، فطالما أنك رجل كامل الأهلية فأنت مسئول عن الكلمة، ثم أن الله عز وجل يعلم ما في البشر من ضعف ونقص وتهور، فلم يجعل الطلاق بكلمة تنهي كل شيء، بل جعل الطلقة الأولى رجعية، فإذا ما تهور وأخطأ وطلق زوجته يحق له أن يراجعها مرة أخرى، فإذا طلقها مرة ثانية يحق له أن يراجعها مرة ثانية، فإذا طلقها للمرة الثالثة فهذا دليل على أن هناك خلل، وأن الحياة بينهما لا تستقيم، وهنا اشترط عليه بعد الطلقة الثالثة ألا يتزوجها مرة أخرى حتى تنكح زوجا غيره، ليكون ذلك تأنيب لرجولته.
ثم كون أن الطلاق يكون بكلمة، وعلمت المرأة أن هدم كيان الأسرة مربوط بكلمة، وكون أن هذه الكلمة بيد الرجل، هذا يجعل المرأة تفكر ألف مرة ومرة في من تعطيه هذا الحق، هذا يجعلها تحسن اختيار من تأتمنه على هذا الحق، ولذلك وضع النبي صلى الله عليه وسلم مقياس التدين للزوجين، فأخبر الرجل أن يكون اختياره لزوجته على أساس الدين، فاظفر بذات الدين تربت يداك، وأخبر المرأة أنه إذا جاءها صاحب الدين والخلق فعليه أن تقبله، فإذا كان الدين هو الأساس الذي تقام عليه الأسرة، فلن يعرف الطلاق طريقه إلى هذه الأسرة، فالزوجة تعرف واجباتها وتراعي الله في زوجها وبيتها، والزوج أمين على أسرته وعلى زوجته، إذا أحبها أكرمها وإذا كرهها لم يظلمها، فمن أين يأتي الطلاق؟
التعليقات (0)