مواضيع اليوم

الإسلام والملكية الدستورية ضمان الاستقرار بالمغرب

محسن الندوي

2011-02-16 00:56:22

0

 أولا- الإسلام الدين الخالد للأمة المغربية :

انطلاقا مما جاء في القرآن الكريم في سورة ال عمران : " إِنَّ الدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ"  وفي سورة المائدة بقوله تعالى :" وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"وانطلاقا من الفصل السادس  الدستور المغربي  الذي ينص على أن الإسلام هو دين الدولة، وعليه فان الإسلام شرعا ودستورا هو الدين الرسمي للأمة في المغرب، والسبب الذي جعلني أؤكد هذه الشرعية الدينية للإسلام بالمغرب هو ما تناقلته وسائل الإعلام الالكتروني عن خليط من شباب علماني اشتراكي و ماركسي وشيوعي ومنهم مسيحي يزعمون الخروج للشوارع المغربية للحديث عن التغيير المزعوم باسم العلمانية  !في 20 فبراير الجاري.

والتساؤل المطروح هو كيف سينصر الله تعالى من يدافع عن غير دينه الإسلامي الخالد؟ كيف سينصر الله دعاة العلمانية والإلحاد يوم 20 فبراير؟ كيف سينصر الله تعالى دعاة الانحلال والشذوذ ودعاة إلغاء الإعدام المنصوص عليه شرعا في القرآن الكريم بالقصاص ؟ كيف سينصر الله تعالى دعاة المساواة في الإرث بين الذكر والأنثى ؟ كيف سينصر الله تعالى دعاة تغليب المواثيق والمعاهدات الدولية على القوانين الوطنية المحترمة للشرع والإسلام؟

 تقول إحدى الكاتبات المغربيات ، هنا وجب علي أن أتساءل، كمسلمة، ما يعنيها، قبل مغربيتها، ومواطنتها، وكرامتها، وحريتها، هو وجه الله. أين الإسلام من هذا كله، أين الدين من هذا كله، هل إن خرجت في المسيرة الإصلاحية مع دعاة العلمانية سأبغي بها وجه الله؟ هل إن شجعت التحول الديمقراطي لهذا البلد، واسترداد حقوقنا كمواطنين ممن سلبوها وثرواتنا ممن ضيعوها في إطار يدعو إلى العلمانية والتحرر وتقبل الإلحاد والشذوذ الجنسي أكون بذلك أخدم ديني الإسلام؟

ثانيا - الملكية بالمغرب هي الملكية الدستورية المواطنة :

إن طبيعة الشعب المغربي وتعدد الثقافات به من عربية وامازيغية ويهودية وتعددية ايديولجية ليبرالية واشتراكية وشيوعية ودين إسلامي خالد تستوجب على الحاكم أن يأخذ الحكم بقبضة من حديد، حاكم يسود ويحكم انطلاقا من الدستور والضمير الديني.

 إذن فالملك بالمغرب ينبغي أن يسود ويحكم ولا معنى لملك يسود ولا يحكم ،هو بذلك سيكون عالة على الأمة، لكن مع تحقيق  المزيد من العدل وتحكيم شرع الله مصداقا لقوله تعالى : " وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"

فالملكية بالمغرب تستمد صلاحياتها من الدستور، دورها أساسي وحيوي في المشهد العام ، يتجلى في توحيد الأمة دينيا وسياسيا ، ولعب دور التحكيم من خلال التوازن مع اخذ المسافة الفاصلة بين كل الأحزاب السياسية من اجل إضفاء الشفافية والمنافسة الشريفة بين الأحزاب السياسية، واعني بذلك حزب الأصالة والمعاصرة الذي يعتبره الكثير من السياسيين والباحثين المهتمين في الحقل السياسي حزب سياسي يحظى برضا ملكي .

ثالثا – الإصلاحات الديموقراطية المقترحة: اقتراحات إلى الملك محمد السادس :

إنني اقترح على الملك محمد السادس مايلي :

- ادعوكم إلى التفضل بالسير قدما في احترام قدسية الإسلام والعمل على نشر شريعته أكثر بين الناس ، والحكمة من هذا ان كل من يسير في طريق الله يكون الله تعالى معه ويحفظه ويؤيده ويشدد عضده بإلهامه بالبطانة الصالحة الحكيمة.

- ادعوكم إلى التفضل باستعجال اللجنة المكلفة بالجهوية الموسعة عما توصلت إليه من  نموذج المغرب في الجهوية الموسعة وإعلان ذلك للأمة .

- ادعوكم إلى التفضل  بتجديد عمل الدبلوماسية الرسمية الضعيفة .

- ادعوكم إلى التفضل بالتسريع في إصلاح القضاء وضمان استقلاله عن السلطتين التنفيذية والتشريعية، مع توضيح تشكيلة المجلس الأعلى للقضاء.

- ادعوكم إلى التفضل بالتسريع في حث مجلس الحكومة عموما ووزراء قطاعات التعليم والصحة والإسكان خصوصا بتعليماتكم السديدة، لما يعرف قطاع التعليم خصوصا التعليم المدرسي من مشكلات متفاقمة تزداد يوما بعد يوم، وقطاع الصحة الذي يشكو من الفساد الداخلي من جهة،ومن جهة أخرى ما يعرفه قطاع الصحة من تضرر المواطنين المساكين من عدم المجانية في العلاج، أما قطاع الإسكان بالدعوة للتسريع في دراسة الحلول السريعة لضمان السكن اللائق للمواطنين لما يعرفه من أثمان باهظة.

- ادعوكم لتأسيس المجلس الأعلى للشباب في المدى المنظور كهيئة وطنية عليا للشباب تدافع عن حقوق الشباب المغربي كافة.

- ادعوكم إلى التفضل  بالإعلان عن النسخة الثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لان النسخة الأولى قد استنفدت أغراضها واستفاد منها بعض الأحياء الفقيرة  في الحواضر والقرى، ومازالت أحياء فقيرة أخرى  بالمغرب لم تستفد منها لذلك ينبغي تخصيص موارد مالية لإحياء هامشية جديدة في المدن والقرى والهوامش.

- ادعوكم إلى التفضل بتأسيس صندوق دعم تشغيل الشباب بالمغرب ،تشرف عليه مؤسسة محمد الخامس للتضامن ، يساهم في منح مساعدات مادية للشباب بدون مقابل ، من اجل حث الشباب على إنشاء مقاولات صغيرة مع تقديم تكوين لهم في كيفية تسيير المقاولات.

وختاما ، أدعو بالخير للمغاربة بأن يعيشوا في تقدم وسكينة ورقي في ظل الإسلام برعاية من ملكهم المحبوب ونصرة من ربهم العلي القدير.

 

 محسن الندوي

باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !