مواضيع اليوم

الإسلام والديمقراطية الإسلام والمواطنة والإسلام والحريات عناوين تشكل مفاعلاً ثقافياً مهماً في ترشيد الثورات

maher marzougui

2011-11-21 21:10:53

0

الجعفري : (الإسلام والديمقراطية، الإسلام والمواطنة، والإسلام والحريات العامة) هذه العناوين وغيرها تشكل مفاعلاً ثقافياً مهماً في ترشيد عمل الثورات والصحوات

كلمة الدكتور إبراهيم الجعفري في المجلس المركزي للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية الذي أقيمت أعماله في طهران الأحد بتأريخ 20/11/2011

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أفضل السلام، وأتمّ السلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد، وعلى جميع عباد الله الصالحين..

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، كل الحمد، وكل الشكر لله (تعالى) على نعمه التي لا تـُعَد، ولا تـُحصى.

إن وُفـِّق هذا الجمع المبارك على مدى يومين فقط أن يخرجوا بنتائج نوعية مفصلية لها درجة عالية من الأهمية والخطورة؛ يكون قد وُفـّق ليلبّي حاجة مُلِحة وميدانية، هي ليست من وحي الترف الثقافي، بل من وحي الإرهاصات الحادة التي تتفاعل فيها أمتنا في كل ميدان من الميادين، وبدأ اليوم عصر الأمم وعصر الشعوب يتمظهر على شكل ثورات من شأنها أن تغيّر حكومات وحكاماً، وتقيم أنظمة جديدة؛ لتلبّي حاجة الجماهير الشعبية، وكلها شواهد على وجود صحوة عمّت أرجاء العالم الإسلامي، والمنطقة برمتها؛ لذا كانت أمام مؤتمر الصحوة وظيفة على أقصى درجات الخطورة بأن يلبّي هذه الحاجة، ويواكب مسيرة هذه الصحوات في كل بلد من البلدان.

الباقة التي حضرت هنا في هذا الاجتماع على مدى اليومين مثـّلت عدة بلدان وقوميات ومذاهب، وأثرت ثراءً رائعاً من خلال مشاركتها الفعالة سواء كانت في الجلسة الأولى التي أدارها أخونا الدكتور (القاضي حسين)، أم في جلسة اليوم، أو في اللجان التي تشكلت في اللجنتين اللتين تشكلت إحداهما برئاسة الشيخ نعيم قاسم، والثانية برئاسة الدكتور رمضان عبد الله.

خلال هذين اليومين دأب المشاركون بشكل فعال منطلقين من البيان الختامي والمؤتمر السابق، وبدفع من أخينا الأمين العام لمؤتمر الصحوة الإسلامية الدكتور على أكبر ولايتي، واليوم خلصوا إلى كتابة هذه التوصيات، وجرت مناقشتها قبل قليل، واعتـُبــِرت قرارات، وسألمح لها بنحو سريع، وتركت بعض الأمور الصياغية التي لا تمس جوهر ما كـُتِب إلى الأمانة العامة، ثم عهدت إلى الأمين العام مسؤولية اتخاذ نائبين من أعضاء الجمعية العامة أو الهيئة العامة؛ ليكونا نائبين للأمانة العامة جرى الاتفاق على مجموعة نقاط أساسية، وكثيرة منها: ضرورة الاهتمام بمؤتمر الشباب، ومؤتمر المرأة.

لقد أوصى أكثر من أخ مشارك برعاية هذين القطاعين الحساسين خصوصاً - وللأسف الشديد - أن المراة لاتزال مُغيَّبة في الكثير من مشاريعنا السياسية والاجتماعية، ونحن ندرك جيداً أن المرأة نصف المجتمع، لكنها ليست نصف مشاريعنا عندما ننطلق منها، وفي الوقت الذي أثبتت جدارة في عصر المواجهة هنا في إيران في (ميدان جالة)، وفي العراق عدد كبير من الشهيدات والشهداء، وكذلك في تونس، وفي الجزائر، وليبيا، ومصر، وفي مختلف المناطق إلا أن المرأة - للأسف الشديد - لم تزل مغيّبة؛ لذلك أوصى الإخوان جميعاً بضرورة الاهتمام بعقد مؤتمر يرعى شؤونها، ويمس واقعها بالصميم خصوصاً أن فكرنا لا يعاني من أزمة اهتمام بالمرأة إنما هنالك تقاليد بالية لا تصمد أمام الفكر الذي نحمله والتراث الزاهر بالاهتمام بالمرأة..

أزمتنا أزمة تقاليد، وليست أزمة فكر وقيم ومبادئ، وكذلك الشباب هؤلاء الذين يحملون ألوية الإصلاح، والتغيير في كل منحى من مناحي، وأبوا إلا أن يصمّموا أنظمة جديدة، وشكلوا البنية التحتية، وهبّت رياح غضبهم في تونس على يد الشاب (محمد بو عزيزي)، وانتقلت إلى مصر، وليبيا، ثم بلدان أخرى.

لابد من الاهتمام الجاد بعقد مؤتمر للشباب؛ حتى يواكب حركة الشباب، ويسجل حضوره الفعال.

أتلو عليكم بشكل مختصر: هناك لجنتان، لجنة التخطيط والبرمجة، وأكتفي ببعض العناوين البسيطة؛ لأنها ربما توزع عليكم صيغها فيما بعد، وهي أكثر من محور، فتبدأ برسالة ومهام المجمع، ثم انتقلت إلى أهداف المجمع أو مجلس الشورى، وأهداف مجلس الشورى، والهيكل التنظيمي، والقواعد التنظيمية لمجلس الشورى، ومجالات ومكونات وخطط العمل فيه، وتناولت أيضاً نقاطاً فرعية في مجالات عامة من خلال النقاش، وبرزت كثير من النقاط، وتحدثت فيها عن خطتها في مجال الفكر، وناقشت الصحوة الإسلامية من أكثر من زاوية، ولفتت الانتباه إلى ضرورة المواءمة، ومسّ المفاهيم المتعلقة بالصحوة الإسلامية فـ (الإسلام والديمقراطية، الإسلام والمواطنة، والإسلام والحريات العامة) هذه العناوين وغيرها تشكل مفاعلاً ثقافياً مهماً في ترشيد عمل الثورات والصحوات، وهنالك مجالات متعددة كتب الإخوة فيها ففي المجال السياسي جاء التركيز على السياسة، والسيادة الوطنية، وتعزيز الوحدة، والتصدي لكل محاولة إثارة الفتن بكل أشكالها سواء كانت طائفية أو قومية، والحفاظ على مبادئ ومنجزات هذه الثورات، والتأكيد على سلمية الثورات، وأنها لا تعتمد إلا على سلاح القلم وسلاح الكلمة الحضارية التي تعبّر عن إرادة الشعوب.

ولتأصيل العلاقة بين الثورات والمقاومة، والقيام بدور حلقة الوصل بينها والمواءمة فيما بينها في المجال الإعلامي أيضاً صبّت اللجنة اهتمامها بشكل موفـَّق، وركزت على وجود خطاب إعلامي مسؤول من شأنه أن ينقل بشكل دقيق أهداف الثورة ومعاناتها، وما عانته الثورة في كل هذه المناطق، ووضع خطة عمل لكيفية الاستفادة من وسائل الإعلام في المجال الميداني أيضاً طرحت مجموعة من التوصيات، وهناك توصيات عامة بعد أن ننتهي منها - إن شاء الله - تـُوزَّع لكم، وهنالك نقاط تفصيلية كثيرة.

أما اللجنة الثانية فهي لجنة الأهداف، وقد ركزت على النقاط التالية، أولاً: الالتزام بالإسلام، وضرورة مراعاة التربية، وإبراز الجانب المعنوي والأخلاقي خصوصاً أن الثورات مادتها الأساسية التضحية وبذل الدم فمن دون شك أن يلعب الجانب التربوي والأخلاقي والمعنوي دوراً غير ما يلعبه في المجالات الأخرى، والاهتمام بتعاليم الإسلام الحنيف الذي يرعى الجانب الإنساني، ويفتح آفاق المشاركة لكل المكونات؛ حتى يعبر إلى كل الديانات الاخرى، وركزت اللجنة على ضرورة حقن الدم في وقت تستباح فيه الدماء لا لشيء إلا لمجرد خلافات جزئية وبسيطة.

نناشد أن تكون هناك معالجات عملية ثقافية تحفظ هذا الشيء، وتركز على الوحدة الإسلامية، وتوفير مقوماتها الأساسية خصوصاً أن هذه الشعوب برهنت عملياً من خلال حركتها في الشارع بأنها متوحدة، وأن الواقع يلبّي، ويستلهم معاني الوحدة؛ نظراً لوجود هذه الفطرة السليمة، أما خيارات الشعوب فيجب أن تكون الشعوب هي الحاكمة، وهذا مبدأ قرآني:

((إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم))

البنى الفوقية إفراز البنية التحتية، وقد قالها الإمام علي (عليه السلام):

(كيفما تكونوا يُولَّ عليكم)

هذه مسلـّمة في علم النفس الاجتماعي.

كما ركزت الورقة على ضرورة احترام إرادة الشعوب ركزت الورقة كذلك في محورها السادس على ضرورة إقامة حكم رشيد في العدالة التي تعاني من غيابها الإنسانية المعذبة، ونجد أن الظلم قد أطبق بأنيابه؛ لينهش بالناس في كل مكان، فلابد للعدالة أن تسود، ولابد لصوتها أن يرتفع، وكذلك ركزت على استثمار الشباب في أجواء الصحوة المتصاعدة والشجاعة، وفي المحور الثامن: التصدي للهيمنة الأجنبية، وأن لا نتقبل أن تكون هنالك هيمنة أجنبية تتدخل في شؤوننا، وتخترق أوساطنا.

وهناك محاور ونقاط متعددة أشارت إليها بعد هذا التلخيص لهاتين الورقتين..

لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى الإخوة مسؤولي اللجان ونوابهم والأعضاء جميعاً، وكل الذين شرّفوا، واشتركوا في هذا الفعالية الرائعة، وهذا النتاج المبارك..

أود أن أتقدم بالشكر إلى الأخ الدكتور على أكبر ولايتي؛ لأنه استطاع خلال هذه المدة القصيرة أن يهيئ ما بين انتهاء عقد المؤتمر إلى عقد هذا الاجتماع بأن يأتي بهذا الإنجاز، وكان موفقاً بهذه التوليفة المتنوعة والرائعة، وقد كانت أجواء الحوار مفعمة بالمحبة والثقة والأخوّة.
 

للمزيد زوروا موقع الدكتور إبراهيم الجعفري:

http://www.al-jaffaary.net/

لمشاهدة الكلمة كاملة ، انقر على الرابط التالي:

http://www.youtube.com/user/aljaffaary?feature=mhee

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !