بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ،والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
يزعم بعض العلمانية أن دين الإسلام ليس فيه إلا التعطش للدماء ،وأن العلمانية هي الحل الحقيقي لأنها تحمي الإنسان في أمواه ودمه ،وعقله.
فأقول أولاًـ إذا نظرنا نظرة عابرة إلى ما فعلت العلمانية لرأينا العجب العجاب .! فماذا فعلت العلمانية الشيوعية لبث ثقافة الإلحاد؟ألم تسفك الدماء في عهد استالين وغيره .ثم سقطت ولم تكمل قرنها الأول ،رغم أن الناس عاشوا فيها إلا أنهم فارقوها قبل سقوطها.
وماذا تفعل الليبرالية التي تتدرع يقنابل الإمبريالية لنشر ثقافتها في العالم اليوم ؟!ألم تسفك الدماء في العراق والأفغان وفلسطين وغيرها من البلاد،وتيتم الأطفال وترمل النساء ،وتعذب الأسرى بأسوأ أنواع العذاب ،وتقتل المدنيين والضعفاء على حد سواء ،ثم بثت الفرقة والخلاف في الأوطان التي أحتلتها ؟! بلى والله كان ذلك .
واما ثانياً:فإن الدافع إلى الجهاد في الإسلام الحقيقي :هو بيان الحق للناس جميعاً ،وإزالة الموانع التي تحجب عنهم الحقيقة أو تشوهها .
أما اثالثاً :فإن الناس لا يكرهون على الإسلام ،بل يدعون إليه أولاً فإن قبلوا بسماع مايدعوا إليه الإسلام من أفكار ومعتقدات فهذا هو المطلوب فإن أسلموا فلهم ماللمسلمين ،وعليهم ما عليهم ،وهم سواسية كأسنان المشط.
وإن حال ملوكهم وجبابرتهم دون سماع الناس للإسلام واغتروا بقوتهم ونفوذهم الزموا بدفع جزية مالية لتدل شعوبهم على ضعف ملوكهم وليتسامع الناس بهذا الدين فيتحركوا للبحث فيه ،وسماع حججه والتعرف على براهينه.
فإن تفطن ملوكهم لهذا الدافع ورفضوا دفع الجزية لتبقى لهم السيطرة والوجاهة أمام شعوبهم أنذروهم بالقتال .
فإن أختاروا القتال على الإيمان ،وبذلوا سفك الدماء في سبيل حجب الناس عن معرفة الإسلام فإن القتال هو الخيار الأمثل حيث ستزول عروش المتنفعين الذين يحولون بين عموم الناس وبين معرفة دين الإسلام الذي يحترم العقل والروح ويصون العرض والنفس ،والمال.
ولا يمكن نشر أي ثقافة إلا إذا أصغى إليها الطرف الأخر ،فإذا كان هناك من يحول دون الإطلاع الواضح على حقائق تلك الثقافة المعتدلة وتأصيلها فيجب أن يزال هذا المانع.
وماالجزية إلا سبيلاً للتواصل بين المسلمين والذميين .ولولا المتنفعين الذين يحولون دون وصول الحق إلى الأخرين ،لما وصل الأمر إلى الجزية فضلاً عن القتال .ولكن لمصالحهم الشخصية يحولون دون نور العلم والمعرفة الحقيقية التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
رابعاً:أن جميع الأمم التي دخلت في الإسلام ،أنتفعت بذلك وعرفت الحق الأبلج ،وسعدت بالحكم الإسلامي في أنفسهم وأموالهم وعقولهم .
ومن عرف أسس الإسلام علم أن المسألة تتجلى في أمرين:
1ـ إزالة للعوائق التي تحول دون بلوغ الحق إلى الناس .
2ـ والدفاع عن الأوطان والمقدسات والأعراض والثقافة الإسلامية ،وقد أغتصبت بمرأى ومسمع من العالم كله.ثم لم نجد في ثقافة الإمبريالية والليبرالية إلا التعصب والإقصاء والتقتيل .
خامساً:أن المخالف للمسلمين على أقسام :فهو إمامحارب للإسلام سفاك لدماء أهله فليس للإنسان إلا الدفاع عن نفسه، وعرضه ،ودينه ،ووطنه .حسب الإستطاعة،وبدون ظلم للأخرين.واما معاهد فله الوفاء ،والذمة .واما أن يكون ذمياً فله الوفاء والحماية ،والحرية في دينه ،ولا غدر ولا حرب .ولن يجد من يحول بينه وبين تعلم ثقافة الإسلام ،بل هو دفتر مفتوح لجميع البشرية .وكلا الصنفين جاءت فيهم نصوص ضامنة فقال الله تعالى { يا أيها الذين أمنوا أوفوا بالعقود } وكما قال تعالى {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها }وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة )
أخيراً:فقد تصدر أخطاء من بعض من يحملون رايات الجهاد ،ولكن ذلك لا يعني أن الإسلام فيه خطأ.لأنني أتكلم عن الإسلام كديانة لا عن أخطاء بعض أتباعه المخالفين لتعاليم الإسلام الحقيقية.بل الخلل والخطأ ينسب إلى أصحاب الخطأ ،واما الإسلام فبريء مما يخالف القرآن والسنة .وقد نهى عن قتل الأطفال والنساء والضعفاء ،ونهى عن قتل غير المحاربين ،ونهى عن الغدر ،والظلم .وأمر بحسن معاملة الأسير .وغير ذلك مما هو معلوم عند المؤسسات الدينية بل هو مبسوط في كثير من كتب المذاهب الإسلامية.
وكتبه:ماطر بن عبدالله آل غنيم الأحمري
التعليقات (0)