يتغنى كل فريق وحزب وطائفة وجماعة...الخ بأنهم هم المسلمون دون غيرهم، وهذا أمر لا يحتاج لدليل فأحوال العرب والمسلمين خير شاهد على ذلك. إذن أين المشكلة؟ المشكلة تتلخص في أن الإسلام الحقيقي ليس بمهيمن بل مغلوب على أمره، وهذا ليس عيبا في الإسلام بل في أهله، فأحكامه وسلطته ورحمته ...الخ ليست مالكا له ولا يعرفها إلا قليل، وربما يصح الحديث النبوي القائل: جاء الإسلام غريبا وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء. وأحد أسباب تشوه الإسلام، هو أهله، فقد خلطوا السياسة بالدين، والتجارة، والمصالح الشخصية للسلاطين ومن جاء بعدهم إلى يومنا هذا ليكون الدين لهم لا لله. فسلوك المسلم ليس بسلوك القرآن، بل سلوك شكله وصنعه وأملاه الحكام على رعيتهم، وقامت الرعية بقبوله، عن قصد أو تعمد لا أدري، وإضافة التقاليد والعادات والأعراف لتكون هي الدين الحقيقي بالنسبة لهم، أما الحكام فلهم دينهم الخاص الذي يضرب بيد من حديد كل من يعارضه قديما وحديثا، أما الدين الحق دين القرآن فهو حبيس الدفتين وقلوب من رحم الله. يا أهل الإسلام دعوا الدين وحده، ولا تشركوه في سياستكم وتجارتكم ...ألخ، فإن لم تفعلوا ضاعت ريحكم، وقد ضاعت فأنقذوا ما يمكن إنقاذه و ما أراه ببعيد.
التعليقات (0)