ظاهرة الإسلام السياسي وحركاتة بحاجة للمزيد من النقد والتحليل والدراسة المعمقة خاصة بعد وصول ذلك الفكر إلى السلطة عقب الربيع العربي الذي أٌختطف من قبل منظري ومؤيدي ذلك الفكر السياسي الدموي, ظاهرة الإسلام السياسي نشأت منذ القدم خاصة مع تحول الخلافة لنظام مٌلك متداول في طبقة معينة ولن يقف الباحث على تاريخ النشأة دون المرور بأسباب مقتل الخلفاء "عمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم " ؟ حركات الإسلام السياسي ذات المدارس المتعددة والأراء المتشعبة والأهداف الغامضة بحاجة لمجهر نقدي يحلل بداياتها ويضع النقاط على حروفها الهلامية , فالتطرف الفكري والشعارات التضليلية سمه بارزة في أدبياتها فهي تتغنى باشياء وتنتهك ما تتغنى به عند تمكنها من زمام الأمور . لا يكفي أن تٌناقش تلك الظاهرة "ظاهرة الإسلام السياسي " في مهرجان يتيم "مهرجان الجنادرية 29السعودية "فالفعاليات الثقافية للمهرجان تناقش مواضيع ذات حساسية بالغة دون أن يكون لتلك النقاشات أثر ظاهر , وهذه الأيام قد يكون مفهوم وموضع حركات الإسلام السياسي هو الابرز والطاغي على الفعاليات الثقافية ,قد يتحرج من دٌعي للمناقشة وإبدأ الرأي من ذكر بعض الحقائق وبعض النماذج وبعض المواقف التاريخية , تحرج له ظروفة و مبراراته عند من تحرج , أما المتابع فلا مبرارات لديه يٌريد حرية في الطرح فلا يمكن القضاء على الآراء والمواقف الشاذة والأدبيات المنحرفة والتوصل إلى الحقيقة الفكرية الإ في ظل حرية طرح وحرية رد حرية شعارها البحث عن الحقيقة بكل تجرد وأمانة وبغير تلك الحرية لا يمكننا التوصل لنتائج ملموسة تنعكس على ذلك المفهوم وعلى أدبياته . لبعض مراكز الأبحاث جهود في مناقشة تلك الظاهرة لكن ما أفضت إليه تلك المراكز من دراسات لا يرقى لطموح المتعطشين والمهتمين , فالمجتمعات العربية تحركها العاطفة وتلك الحركات حركت عاطفة المجتمعات بشعارات اشبه ما تكون بالمخدرات في التأثير , شعارات متعددة كالقرآن هو الدستور , والإسلام هو الحل , معتمده على الفقر والجهل المتجذر بالمجتمعات العربية ؟ قد يختلف الجميع حول تاريخ وأهداف وشعارات ورؤى تلك الحركات ومدارسها التنظيرية المختلفة , لكن لا يختلف أحد حول إختطافها لأحلام الشعوب وتضليل العامة وتسييس الدين لأغراض سياسية بحته خاصة إذا علم الغافل أن نهاية ذلك التسييس هو العودة بالشعوب لعصور الظلام السابقة فالخلافة الإسلامية حلم هلامي تسعى تلك الحركات لبعثه من جديد , متناسيه أن لكل زمن ظروفه فما صلح في حقبة ليس بالضرورة أن يكون صالحاً في هذه الحقبة الزمنية ؟ هناك ظاهرة في تصاعد مستمر لأسباب عديدة منها قوة تنظيم تلك الحركات , وغياب مشاريع النهضة المشتركة ذات الأهداف الواضحة و النتائج الملموسة , وغياب الفقهاء وأهل المشورة الصحيحة عن هموم الناس ومستجدات العصر , والجهل الذي أصبح ملازماً للمجتمع العربي ! نماذج كثيرة لدول أختطفها الإسلام السياسي بعضها يعيش في براثن الإرهاب والدموية والتخلف وبعضها بدأ يتحرر ويتجه نحو المدنية العرجاء , وبين تلك النماذج عقول لا تعلم حقيقة تلك الحركات وطموحها السياسي الكبير الذي هو على حساب الدين وأرواح البشر , لن يكشف حقائق تلك الحركات الإ المزيد من الابحاث والدراسات المتخصصة والمركزة بوعي وإستقلال تام فمجهر النقد والبحث والتحليل كفيل بإيقاض من نام بحضن الأدبيات الدموية والمنحرفة !..
التعليقات (0)