الإسلام السياسي الخطاب والأفول
خطاب حركات الإسلام السياسي بمختلف تفرعاتها خطاب انفعالي يرفض الواقع و يتسم بالسذاجة والتعالي والسطحية، لم يحمل ذلك الخطاب أي رؤية حقيقية للمجتمعات ولم يضع خارطة طريق للنهوض حتى بعدما وصلت جماعات محسوبة عليه إلى السلطة، الخطاب الإسلامي خطاب يفتقد للكثير من الواقعية فهو يعيش في حقب التاريخ القديمة ويحاول انزلها على الواقع بشتى الطرق والسُبل، فشل الإسلام السياسي في النهوض بالمجتمعات لأنه لم يهتم بالتنمية كحقيقة ورغبة مجتمعية ولم يكرس الجهود لتحقيق تطلع المجتمعات، تركز اهتمام ذلك الخطاب والذي يعبر عن الحركات المتبنيه له والشخصيات الراعية والمؤيده له على الاهتمام بالروحانيات والأخلاق والاساطير مهملاً ماهو أهم من كل ذلك.
من الطبيعي جداً أن يتوارى الخطاب الاسلاموي عن الأنظار ومن الطبيعي أن تختفي بعض مظاهر ذلك الخطاب من المشهد كالشخصيات وبعض السلوكيات وكل ذلك بسبب وعي المجتمعات ودخول التنمية والمعرفة على الخط واحتلال مساحة من الحيز الذي كان يشغله وتشغله جماعات وحركات وشخصيات الإسلام السياسي، التنمية والمعرفة أعداء حقيقيين للإسلام السياسي فمتى ما حطت التنمية والمعرفة بركابها وسط المجتمعات فإنها ستكنس بقايا الظلام ويصبح المشهد واضحاً وتتكشف حقائق كانت المجتمعات غافلةُ عنها، الخلل ليس في الدين بل في تحويله واستخدامه كوسيلة للسيطرة على المجتمعات والوصول إلى السلطة، المجتمعات تتعلق بالدين فطرياً ويزداد تعلقها إذا شعرت أنها مهمشة وينهشها الفقر وتتحول تلقائياً إلى البحث عن ماوراء الطبيعة والخرافات وتعظيم الأساطير، التنمية والمعرفة المصل الحقيقي للتطرف ولفكرة الإسلام السياسي المتطرفة، أجيال اليوم ليست كأجيال الأمس تختلف توجهاتهم وطموحاتهم تبعاً للظروف التي يعيشون فيها من الطبيعي أن يرفض جيل اليوم خطاب الإسلام السياسي ويضع شخصياته على الهامش ويبدأ من تلقاء نفسه بالبحث عن الحقائق وإثبات الوجود والتطلع للمستقبل الذي لن يكون مُزدحماً بالقصص والخرافات والبحث عن وسيلة سريعة ومُميته للزواج من الحور العين..
التعليقات (0)