الإسرائيليون في كوردستان العراق، أهلاً و سهلاً بهم
مهدي مجيد عبدالله
-1-
خاض الاسرائيليون منذ تأسيس دولتهم القوية، عدة تجارب في الحكم تعتبر كل منها درسا من دروس العيش الديمقراطي التي يجب أن تتعلمها دول الشرق الاوسط كافة وتسعى لأستيرادها من هذه الدولة المعجزة وتطبقها في مجتمعاتها، ولا حاجة لتسطير تأريخ هذه التجارب هاهنا خشية الأبتعاد عن الموضوع الذي نحن بصدده، فضلا عن تشتيت ذهن القارئ العزيز.
من المؤكد ان بعض قارئي هذه السطور سيتهموني منذ الوهلة الأولى عند وقوع نظرهم على عنوان المقالة بأنني عميل لأسرائيل أو أسعى أن أكون كذلك، لكن هذه التهمة وغيرها لن تقف عائقا أمامنا كي نعبر عن رأينا ونكسر طوق الغشاوة الذي وضعه الظالمون والمستبدون حول عقول وبصيرة هؤلاء الشاتمين، ومن لف لفهم.
ربما تسأل صديقي القارئ لماذا أهلا و سهلا بالاسرائيليين في بلدي كوردستان العراق؟
- أسرائيل قومية مضطهدة كما الكورد، وقد ذاقت مرارة من جراء ظلم المستبدين والظالمين لها، وضحت بملايين الشهداء من الأطفال والشيوخ والنساء الى ان وصلت لما نشهده اليوم من أمن وأستقرار ورفاهية بين صفوف أفرادها، وكورد العراق يماثلونها في هذا أذ انهم ضحوا بمئات الآلاف من الشهداء كي يصلوا الى ما ينعمون به اليوم من أمن وأستقرار الى حد لا بأس به ضمن أطار أقليمهم. إذا الهولوكوست الالماني والانفال البعثي يجمع الكورد واليهود برابط أخوي قوي ومتين.
- عانت أسرائيل من الفساد السياسي والأداري والأقتصادي واستطاعت أن تتغلب عليه وتمحوه وتزيل أثاره رويدا رويدا، أيضا أقليم كردستان يعاني من الفساد ذاته ويخطو أبنائه الى أزالته رغم وجود صعوبات وعوائق كثيرة تعترضهم نابعة من سياسة حزبي جلال ومسعود.
- تقبع أسرائيل وسط دول تريد الكيد بها وأزالتها ومحوها من الخارطة فضلا عن تدمير وأسقاط تجربتها الديمقراطية والسلام والهدوء الذي وفرته لشعبها طوال سنوات ليست بالقليلة، أيضا كورد العراق يجاورهم دول لا تريد الخير لهم، وهذه الدول تتحين الفرصة للأنقضاض عليهم وأفتراسهم كما تفترس الأسود الغزالة البريئة الضعيفة.
- دولة أسرائيل تقع ضمن خارطة الشرق الأوسط وبيئتها السياسية والمجتمعية قريبة الى حد لا بأس به من بيئة أقليم كردستان، بعكس الدول العربية الشرق أوسطية أيضا واللاتي تختلف كثيراً والى حدٍ كبير عن كوردستان ومن النواحي كافة (بإستثناء الدين سيما دين الاسلام).
- إستيراد الثقافة السلمية والديمقراطية الإسرائيلية إلى كوردستان والتي تسمح بتعدد الإديان والمذاهب والأحزاب وتؤمن بتداول السلطة وعدم إحتكارها، وتغيير وجوه الحكام والمسؤولين كل عدة سنوات.
- غرس روح القانون والعدالة الإسرائيلية في نفوس وأذهان قانونيي كوردستان، وألتي تحاسب رئيس الدولة ورئيس الحكومة والوزراء والمسؤولين السياسيين والعسكريين والموظفين الحكوميين وغير الحكوميين صغارا و كبارا، على مستوى واحد، دون محسوبية وتفضيل أحدهم على الآخر.
- تلقي ابناء كوردستان دورات علمية على أيدي خبراء إسرائيلين في مجال العمران والإقتصاد والتجارة..ألخ، ولك أن تنظر إلى تل أبيب وكافة مناطق ومدن إسرائيل التي أصبحت جنات عدن، حيث العمارات الشاهقة التي تناطح السحاب والمناطق المخضرة والمعامل والمصانع والمدارس والجامعات والاسواق والمنتجعات والمناطق الزراعية والتجارية والصناعية.
- تعلم الفنون والمهارات والخبرات الأسرائيلية التي تجعل من كردستان إقليما مصدرا بدل كونه مستهلكا، وقد أستطاعت إسرائيل خلال عشرين سنة أن تصبح من أكبر الدول المصدرة، بعد أن كانت دولة مستهلكة من الدرجة الأولى.
- تعلم سياسيي وعسكريي كوردستان مباديء ( الولاء للوطن، عدم خيانة الشعب، الإبتعاد عن سرقة الاموال العامة) من السياسيين والعسكريين الإسرائيليين المخلصين لبلدهم و شعبهم.
فضلا عن تلكم الأسباب توجد اسباب ودوافع اخرى يطول بنا المقام في ذكرها.
-2-
صديقي القارئ أستطيع القول جازما لو كانت كوردستان الكبرى بأجزائها الاربعة المقسمة (الشرقية و الغربية و الشمالية و الجنوبية) مجاورة لإسرائيل بدلا من الدول العربية وتركيا وإيران لكانت الأن دولة مستقلة متطورة ديمقراطية يضرب بها المثل في الإبداع والذكاء كما هو الحال مع دولة إسرائيل اليوم.
ومن المؤكد إن معظم الشعوب العربية ترغب من صميم قلبها أن تحكمها عقول اسرئيلية مبدعة عادلة مخلصة بدلا من حكامهم المستبدين الطغاة، لكن أزداواجية شخصايتهم وانغلاقها وعنصريتها تمنعهم من التصريح بذلك وأظهار المخالف له وهو العداء والكره ونبذ كل ما هو يهودي وإسرائيلي.
وجدير بالذكر إن الاختراعات والانجازات العلمية والأدبية والاقتصادية التي أنتفع منها العالم منذ غابر الازمان وإلى يومنا أتت من عقول اليهود أو كانوا مشاركين فيها، على سيبل المثال ( آينشتايين وأديسون ووليم جيمس وفرويد وكارل ماركس وأصحاب ومؤسسي شركة ياهو وغوغول ومايكروسوفت ومخترع الانترنت ومخترع دواء الاسبرين والسل والامراض التي كانت مستعصية سابقا وباتت هينة سهلة العلاج حاليا) وغيرهم من مبدعين وعظماء، هم يهود إسرائيليين أفادوا العالم ودفعوا عجلته الى الامام والحضارة.
عليه أذا ما أتبع الكورد خطى سير القومية اليهودية والدولة الأسرائيلية في سياستها الداخلية فأنهم سوف يصلون الى ما يرنون اليه ويحققون أهدافهم وتصبح أحلامهم كافة حقيقة ملموسة.
صديقي القارئ بعد الذي سطرته هل تلومُني إن قلت مرة أخرى: (أهلا و سهلا بالاسرائيليين في كوردستان العراق)..
المصدر : ايلاف
التعليقات (0)