مواضيع اليوم

الإستيطان أم الإستعمار؟؟؟

رأفت الظاهر طه

2010-03-13 20:23:27

0

الإستيطان أم الإستعمار؟؟؟

لا أتفقُ مع ايٍ كان على تسميته بالإستيطان بل هو الإستعمار و هناك فرق كبير بين المُستوطن و المُستعمر و لعل المُستوطن كما جاء في قاموس المُنجد 2000 هو من وطنِ الأرض (اتطن و أستوطن البلد : أتخذه وطناً) فهو يرتبط بالأرض أكثر من ارتباط المُستعمِر الذي سيرحل او يذهب يوما ما بانتهاء هدفهِ كما حصل بكل قوى الاستعمار العالمي في الحُقب الزمنية الماضية ... حيثُ كما نعلم انتهت امبراطورية بريطانيا العُظمى بالرغم من ظهور امبراطورية امريكا ... الا ان الاستعمار البريطاني للهند مثلا قد ولى و اصبح حدثا تاريخيا لانه إستعمار و ليس إستيطان ... و قد يكون لأنه وجد رجالا يرفضون العمل في مصانع الانجليز ... و نعرف ان دم الثوار تعرفه فرنسا ... إننا ننواجه اليوم الزحف الإستعماري الصهيوني في أرض فلسطين و كالعادة يبنون و يُطوِبون و يُقيمون و يبيعون و يشترون بأرضٍ هي ليست لهم و لا هي من مُلكُهم و حتى من ملّكَهُم إياها لم يكُن يملكْ الحق في ذلك و على الأقل كما قال المرحوم القائد الكبير جمال عبد الناصر (كان هذا وعد من لا يَملك لمن لا يستحق دون علم صاحب الحق)... و تبقى سياسة صهيون سياسة إستعمارية قائمة على القتل و الدمار و إستعمار اراض و عقارات الفلسطينين في فلسطين كُل فلسطين حتى من يعيشون بالداخل فهم يعيشون تحت ظروف قاهرة من سياسة التمييز العنصري الى القمع و التهميش ...إنها سياسة نشر السموم و الأجسام الغريبة ... إنها سياسة عمياء تتعمدها اسرائيل لكي تُحقق كل ما تُريد و تستولي على كل أحلامها التي رسمتها بشعارات الهاغاناة و البلماخ و غيرها من عصابات المجازر في ديرياسين و كفرقاسم و حتى في قانا و غزة و جنين ... إنه القرميدُ الأحمر و الذي حول لون الجبال و السهول و الهضاب دونما حسيب او رقيب و دونما اي اعتبار لقرار دولي (242) او اتفاقات سلام (أوسلو)  و جعلها مُحرمة علينا ... و مع مرور الزمن و صمت العرب و المسلمين أخشى ان يحولوا قبة الصخرة المُشرفة الى اللون الأحمر لا سمح الله ... و نصبحُ  نبحث عنها تائهون بين بيوت المقدسين الصابرين و الذين كُلَ يوم يعانون من عذابات و اهات الاستعمار الاسرائلي البغيض ... هؤلاء الصهاينة من اتباع هيرتصل الجُدد بل النازيون الجُدد يُنفذّون كل يوم بحق ابناء الشعب الفلسطيني أبشع أنواع الجرائم و أعتى أنواع التجويع و الحصار ... و للأسف عالم مُتفرج و كأنه لا حول له ولا قوة سوى لوم إسرائيل الاستعمارية او نهيها عن أفعالها ... و هي تتصرف كالطفل الصغير فسرعان ما تنهاهُ عن فعل شيء ما، حتى تجدهُ عاد يقوم به من جديد و هذا كُلهُ بسبب الدلال و التدليل الذي تحظى به الصهيونية من دول العالم الحُر الذي تنتهي مبادئه و قيمهُ عند ذكرِ الاستعمار في القُدس او حصار غزة بل عند ذكر الشعب الفلسطيني و يُصبح هذا العالم المُتصهين أكثرُ طَرشاً و عَـماً عند المُطالبة بقيام دولة فلسطينية على أرض فلسطين (194)... هذا المُستعمر يَظُن أنه ببناءه و تزويره للحقائق سيبقى و هو يَعلم بان ما يقوم به الى زوال و كما زال ما بناهُ في سيناء و جنوب لبنان و حتى في غزة القوية الصامدة ...

نحن شعب لنا قيادة و لنا على قيادتنا حقوق كما علينا واجبات و لكن نحن من طرفنا كشعب و كقيادة قدمنا كل الواجبات و لم نأخذ حقا واحداً لا من الثوابت ولا من المُتحركات ... و حتى أكون أكثر دقة حَصَلنا على بعض مُحركات السيارات و الوزارات و على مطارٍ مُدمر أستنفذت و تستنفذ الملايين من أموالنا و دماءنا و دونما فائدة او تحقيق جديد في عملية السلام او الاستسلام و التي لا يمكن تسميتُها بالتسوية ... فالتسوية تكون بالتساوي و المِثل ... حتى ها هُم مع الوقت سيُحرموننا من اسماءنا و تاريخنا ... ممنوع نُسمي دوار او نفق باسم دلال او وفاء و ممنوع ان نسمي مشفى او مدرسة باسم ياسر او خليل ... بل و نحن ببساطة و للاسف نخفي الصورة لمرور زعيم او نائب رئيس و نخافُ من التجريف ... نحنُ نريدُ كشعب من قيادتنا و على الأقل حفظ "ماء الوجه" لا أكثر ولا أقل و يجب ان لا نعيبُ زماننا و العيبُ فينا و يجب ان لا نأتي بغطاءٍ عربي لنبدأ المُفاوضات ... فالعرب جميعهم لا يعيشون الواقع مثل أهالي الغور او الخليل او القدس ... على الأقل هُم يموتون بحوادث سير مع ديانا و بأغاني روتانا  و نحن نموت بحادث سيرٍ واحد مع جيبٍ عسكري صهيوني سرعتهُ بسرعة البرق لحماية المُستعمرين في مُستعمرات الضفه ... نحن قبِلنا (جزء منا) بالعملية السلمية منذ مدريد و من الممكن القول منذ وقوف القائد في الامم المتحدة عام 1974 و إعلانه و لاول مرة عن استعداده لحمل غصن الزيتون الذي و للاسف جعل منه شهيدا عظيما خالدا نبكيه كل يوم كما نبكي ذلك الغُصن الذي يُقطَع و يُقلع كل يوم ...

قيادتنا : تذكري ان مشكلتنا مع بني صهيون ليست هي الجدار او المُستعمرات او الأسرى ... هي قضية بقاء و وجود و مُقدسات و دولة و عودة ... هي ذاتُها و كأنها في يومها الأول فكل ما قدمناه و اقول (قدمناه) لبني صهيون لم يُساعدنا لحظة في الحصول على أبسط حقوقنا في التحرُر او حتى في الحصول على حقوقنا كبشر في العيش و التنقُـل بامان و سلام ... هُم ذكيون يُطالبون بالأمن و والله نحنُ بحاجة للأمن اكثر منهم ... يُطالبون بوقف التحريض وإغلاق دور تحفيظ القران و ابن نتنياهو يفوز بجائزة لِحفظه التوراة و ان كانت دينية صحيحة فلا نعارض او نمانع مع التأكيد على (ان الدين عند الله الإسلام) بل ان اعلامهم يطولُ منا كشعب و تاريخ في كل كلمة و سطر و صورة و إعلامنا عليه فقط  بث المُسلسلات و الأغاني و برامج حزرني و فزرني و من شركة عيليت ربحني ...و كم انا اسف ... آآآسف من عظمِ و رنة صوتك يا أبا عرب ... انه الزمن و الضغوط "غيّبتك عنا" ... ارجوك سامحنا ...إنهم ينادون بحقوق الانسان و نحن نعاني الاعتقال الاداري و يطالبون بحقوق الطفل و اطفالنا يُصلبون في سجونهم و محاكمهم ... يريدون منا ان نُربي و نعلم ابناءنا على مناهج حديثة ديمقراطية سلمية و هُم يعلمون و يربون ابنائهم كيف تكره و تقتل العرب ... يهدمون منزلا لانه بدون ترخيص و يبنون عشرات الالاف دونما ترخيص او طلب إذن ... كانوا الف  و أصبحوا ملايين و نحن مهددون بالابعاد و التشريد ... نحن عمال و خدمْ و هم اهل الصناعه و الحضارة ... مُنتجاتهم لا تغادر حناجرنا و مُنتجاتنا ممنوع ان تراهم أعينهم او تدخل اسواقهم ... هم يريدون دولة آمنة و نحن نريد دولة ناقصة لا امن ولا سلام فيها و حتى بلا حدود ... هُم الصادقون و نحن الكاذبون و نريد ان نفاوضهم بطرق غير مباشرة و أيهما مضمون اكثر هدف من ضربة حرة مباشرة ام هدف من صفعه غير مباشرة ... نحن نُعلن التفاوض و السلام  و هم يُعلنون علينا البناء و الحرب ... نحن المُعطلون للعملية السلمية و هُم المُبادرون و البادئون و ان كان كذلك فهم فعليا لم يخسروا شيئا ... و العملية السلمية التفاوضية توفيت و انتهت و كُتب على نعشها ... خُذ كل شيء ولا تُعطي حرفاً ... و لكن حتى اللحظة لم يُعرف من الذي قتلها او دفنها و قد نحتاج لزمن او قرنٍ جديد حتى نلمُسُ خيوط وأدها ...  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !