الإسلام دين أخلاق ورحمة وإعتدال قال الرسول صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وليس دين لحية وعمامة، وتشدد وإقتتال، جاء ليخرج الناس من عبادة البعاد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعت الدنيا والأخرة، وليعرف الناس بخالقهم الواحد الأوحد، وما كان غزو الصحابة للعالم إلا ليعرفو الناس بخالقهم الحقيقي، ويحرروهم من الإستعباد والإستبداد الذي كان مفروض عليهم، يقول الشيخ محمد الغزالي إن الإسلام لم يقتل كسرى ليستبدل به كسرى أخر.
واليوم غرتنا المظاهر الخلابة، واصحاب الكلمات المزينة، والرائحة الفواحة، والثوب القصير واللحية الطويلة والعمامة السوداء، الذي قُتل المسلمين بسمها، وأنتشر الفساد والإفساد في البر والبحر بما يظهروه هاؤلاء الأشخاص، المتجردين من أخلاقيات الإسلام. يحكى أن رجل دخل على أبو حنيفة النعمان ذو هيبه وثوب قصير وعمامة و لحية، وأبوحنيفة ماد رجله، فظن ابو حنيفة أن الرجل صاحب علم وذو شأن عظيم فرفع رجله، واستمر في حديثه، وبعدالإنتهى من حديثه، بادره الرجل بسؤال فقال له متى يُفطر الناس؟ فقال له عند غروب الشمس، فأردف سائلاً واذا لم تغرب الشمس فارجع أبو حنيفة النعمان رجله مثل ما كانت وقال مد يا أبو حنيفة ولاتبالي. فكم من مظاهر أنخدعنا بها بانت حقيقتها.
وعلينا أولاً أن يكون لنا أخلاق العرب الأوائل، وإسلام وإيمان المسلمين الأوائل بعمقه وبساطته، الذين جالوا وصالو الأرض بأخلاقهم وإيمانهم، قال الدكتور مصطفى محمود إن أخلاقيات الإسلام وقيمه هي القضية…وليست القضية ماذا نلبس على رؤوسنا وماذا يكون طول الجلباب ولون العباءة،؟!…إنما القضية ماذا يكون في داخل رؤوسنا؟ وماذا يشغل عقولنا وقلوبنا؟ وكيف نفكر وكيف نعمل وبأى روح نعمل؟
ولم تكون اللحية والقميص والعمامة ركن من أركان الإسلام، ولا ركن من أركان الإيمان، ولا شرط من شروط دخول الإسلام، عندما كان يدخل الشخص الإسلام يُؤمر بالغسل ثم بشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وكان الرسول يلبس ما تيسر له من لباس قومه، ويأكل ماتيسر له، وكان الرسول يمارس هذا العادات كونه بشر وليس نبي مشرع.
والمظاهر لا تغنى ولا تسمن شيئاً عند الله يوم القيامة، والله لا ينظر الى الهيكل الخارجي، ولكن محل نظر الله ذلك المضغة الصغيره التى إن صلحت صلح الجسد كله، وإن فسدت فسد الجسد كله، وخسرت الدنيا والأخرة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هُريْرة "إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ " رب رجل حالق لحيته يلبس سروال طويل أشعث الرأس لو أقسم على الله لتُقبل منه،
وإذا كانت اللحية هي مخالفتاً لليهود، فأولى لنا أن نحلقها مخالفتاً لليهود والنصارى والمنافقين، الذين عاثوا في الأرض الفساد، والثوب القصير يقول عنه مصطفى محمود تقصير الثوب لم يعد يعني في زمننا أي شيء…وإذا كانت إطالة الثوب رمز خيلاء في الماضي، فإن الناس تختال الأن بالقصور والطائرات الخاصة…وفي النهاية لن يوحد تقصير الثوب العرب! ولن يضفى على لابسه تواضعاً…ولن يكسبهم خلقاً إسلامياً. ولن نحرر به القدس والأقصى .
التعليقات (0)