برنامج (كلمة ) للشيخ محمد حسان
الإستقامة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اللهم لك الحمد أنت نور السوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيوم السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت ملك السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت الحق ووعدك حق ولقائك حق والجنه حق والنار حق والساعه حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق
اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اعلنت وما اسررت أنت المقدم وانت المؤخر لا اله الا أنت
واشهد ان لا اله الا الله الموصوف بصفات الكمال والجمال والجلال المنزه عن العيوب والنقائص والمثال تمت كلماته صدقا وعدلا ووسعت رحمته الخلق احسانا وفضلا له الخق والامر له النعمه والفضل له الثناء والمجد له الملك والحمد
واشهد ان سيدنا محمد عبد الله ورسوله وصفي الله وخليله البشير النذير السراج المزهر المنير خير الانبياء مقاما واحسن الانبياء كلاما لبنة تمامهم ومسك ختامهم رافع الاصر والاغلال الداعي الى خير الاقوال والاعمال والافعال الذي بعثه ربه جل وعلا بالهدى ودين الحق بين يدي الساعه بشيرا ونذيرا وداعي الى الله بأذنه وسراجا منيرا فختم به الرساله وعلم به من الجهاله وهدى به من الضلاله وفتح به اعينن عميى واذانا صمى وقلوبا غلفى وتركنا على المحجه البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك... اللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبي عن امته ورسول عن دعوته ورسالته وصلي اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى اله واصحابه واتباعه واحبابه واتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى اثره الى يوم الدين
اما بعد :
فحياكم الله جميعا ايها الاخوه الفضلاء الاعزاء وايتها الاخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبؤتم جميعا من الجنه منزلا واسال الله الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذه الساعه المباركه على طاعته ان يجمعنا في الاخره مع سيد الدعاه وامام النبين في جنته ودار مقامته انه ولي ذلك والقادر عليه
احبتي في الله (كلمه) برنامج اختار فيه كل ليله كلمة واحده ازرع في بستانها ورد حياتي وازهار انفاسي ورحيق حبي وحلال عليكم ايها الاكارم قطف الزهار وجني الثمار ونحن اليلله على موعد مع كلمة كريمه جليله مباركه نعم اننا الليله اخذه بمجامع الدين كله هذه جملة عجيبه نعم انها كلمه
الاستقامه :
تعالو بنا كعادتنا لنؤصل لهذه الفظه الرقراقه تاصيلا لغويا واصطلاحيا واسال الله ان يرزقنا الاستقامه
الاستقامه لغه:مصدر استقام يقال استقام الشيء اي استوى واعتدل ومنها قوله تعالى (وان هذا صراطي مستقيم فاتبعوه ولا تتبعو السبل فتفرق بكم عن سبيله) ومن معاني الاستقامه الغويه الجميله ايضا ضد الطغيان والطغيان مجاوزه الحد في كل شيء وقوله تعالى (فستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا)
الاستقامه اصطلاحا:
لزوم الصراط المستقيم والقيام بين يدي رب العالمين بمتثال الاوامر واجنتناب النواهي والوقوف عند الحدود بعلم واخلاص واتباع فهي دائره على الاعمال والاقوال والافعال والاحوال اي ان تسقيم على الصدق والتياع والاخلاص
الصراط المستقيم :
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ضرب الله مثلا صراطا مستقيما ً، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيها أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى الصراط داع يدعو يقول: يا أيها الناس!! اسلكوا الصراط جميعا ولا تعوجوا، وداع يدعو على الصراط، فإذا أراد أحكم فتح شيء من تلك الأبواب قال: ويلك! لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه. فالصراط: الإسلام. والستور: حدود الله. والأبواب المفتحة: محارم الله . والداعي من فوق: واعظ الله يذكر في قلب كل مسلم
الاستقامه عرفها سلفنا الصالح تعريفات تاخذ بالقلب اعظم الناس استقامه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل ابو بكر وقيل له يا ابا بكر ما الاستقامه اسمع الى هذا التعريف الجامع (الاستقامه هي الا تشرك بالله شيء) فهو رد الاستقامه الى اصلها الاول وهو التوحيد قال الحافظ ابن رجب في كتابه (واصل الاستقامه ان يستقيم القلب على التوحيد فان استقام القلب على التوحيد استقامت الجوارح كلها على طاعه الله العزيز الحميد ) فاصل الاستقامه ان يستقيم القلب على التوحيد فان استقام القلب استقامت الجوارح كلها
قال ابو هريره(القلب ملك الاعضاء ولاجوارح جنوده ورعاياه فان طاب الملك طابت الجنود والرعايا وان خبث الملك خبثت الجنود والرعايا)
بقول ابن القيم(اعلم ان الاعمال انما تتفاضل عند الله عز وجل بتفاضل ما في القلوب وليس بكثرة الاعمال وصورها ) فالصديق يعرف الاستقامه بردها للاصل الاول الا وهو تحقيق التوحيد قال تعالى (يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ) وقال تعالى لامام الموحدين (ولقد اوحيي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله اعبد وكن من الشاكرين )
قال صلى الله عليه وسلم(من لقي الله عز وجل لا يشرك به شيء دخل الجنه ومن لقي الله يشرك به شيء دخل النار)
قال ابن القيم رحمه الله:
والشرك فاحذره فشرك ظاهر
ذا القسم ليس بقابل الغفران
وهو اتخاذ ند للرحمن أيا
كان من حجر و من إنسان
يدعوه أو يرجوه ثم يخافه
ويحبه كمحبة الديان
قال عمر (لو وزن ايمان ابي بكر بايمان اهل الارض لرجح ايمان ابي بكر )تتفاضل الاعمال بتفاضل ما في القلوب
قالعمر ابن الخطاب(الاستقامه هي ان تستقيم على طاعه الله وان لا تروغ روغان الثعالب) يا من تبكي ساعه من خشيه الله تعالى وتصوم وتصلي وبعد انتهائك من تلك الصلاه تبحث عن موقع اباحيا هذا هو الروغان حاله الروغانهذه التى أنت فيها بعيده عن الاستقامه ولا تستطيع وانتفي هذه الحاله لا تستطيع ان تنصر دينا ولا امه
وقد يحتج البعض بكلمه رسول الله (ساعه وساعه )ويقول بعضهم ساعه لقلبك وساعه لربك هذا خلل وخطاء لم يقول هذا الرسول ابدا انما ساعه وساعه أي ساعه عافس فيها الازواج والاولاد وانشغل بالتجاره وساعه ابكي من خشية ربك حتى تخضل لحيتك فساعه التى هي للدنيا انما هي في اعمال البر والخير وليست في اعمال الفسق والمعاصي والبعد عن الله تبارك وتعالى ما هذه الحاله من التفلت مع اول ليله من ليلالي شهر شوال بعد انقضاء رمضان وتوقف صلاه التراويح ترى حاله من التفلت في الامه الا من رحم ربي سبحانه ترى حاله من الخروج الى المعاصي والى اللهو بصوره تستشعر فيها بان هؤلاء الذين كانو يصومون ويصلون كانهم كانو في سجن مغلق بقيود شديده فلما فكت هذه الاقفال والاغلال انطلق هؤلاء الى المعاصي هذا روغان الثعالب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة متفق عليه .
وفي رواية لمسلم لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح
قال عثمان ابن عفان(هي اخلاص العمل لله ) الاستقامه على الطاعه سبب لحسن الخاتمه وذهاب الهم والغم وسبب لجنه الاخره هنا ردها عثمان لشرط من شروط قبول العمل الا وهي الاخلاص (وما امرو الا ليعبدو الله مخلصين له الدين حنفاء) الاخلاص هو تصفية عمل القلب واللسان والجوارح بصالح النيه عن جميع شوائب الشرك وسنقف مع الاخلاص في ليلة رزقني الله واياكم الاخلاص وجعلنا من اهله قال تعالى في الحديث القدسي(انا اغنى الاغنياء عن الشرك فمن عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه)
قال على ابن ابي طالب رضي الله عنه (هي اداء الفرائض) ان تؤدي ما افترضه الله عز وجل عليك ولا يتقرب عبدا الى الله سبحانه وتعالى بشيء كلفرائض كما في الحديث القدسي( ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال تعالى (من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي من ما افترضته عليه ولا يزال يتقرب عبدي الي بالنوافل حتى احبه )تاتي النوافل بعد الفرائض ولا يقبل الله نفلا لمن ضيع فرضا
قال ابن تيميه (اعظم الكرامه لزوم الاستقامه)فالكرامه الحقيقيه هي ان تستقيم على الاوامر والنواهي والحدود لاننا لا ننكر الكرامه ونؤمن بالمعجزاتللانبياء ونقر بالكرمات للاولياء فستبقى الكرمات دائمه لامه محمد من المؤمنين المتقين وهؤلاء هم اولياء رب العالمين (الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
اخبرنا رسول الله انه لا احد يستتطيع ان يحقق الاستقامه كامله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " استقيموا ولن تحصوا)
أي لن تستطيعو ان تحصو كامل الاستقامه واعلمو ان خير اعمالكم الصلاه ولا يحافظ على الوضؤ الا مؤمن )
يبين لنا ان بلوغ الاستقامه امر عسير لا يستطيع كل احد ان يحققه هذا مقام الصديق ومقام ذو النورين هذا مقام علي بن ابي طالب هذا مقام الصحابه رضوان الله عليهم
ينقلنا النبي صلى اله عليه وسلم نقلة قريبه من الاستقامه او من السداد فيقول (عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ(
سدد اجتهد ان تستقيم كما بينت لك فان لم تستطيع فقارب وان قاربت الاستقامه فابشر بخيري الدنيا والاخره
ثم دلك صلى الله عليه وسلم على بعض الاسباب التي تعينك على السداد فقال استعينو بالغدوه
حتى ان سددت وقاربت فااك ان تغتر بعمل بل اعلم يقيتنا انه لن ينجو احدا بعمله قال صلى الله عليه وسلم ( قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا يا رسول الله ولا أنت قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل )
فلا تغتر بطاعه ولا تغتر بعمل ولا تفهم ايضا حديث رسول الله فهما خاطيء ةتثقول خلاص ما في عمل منذ الليله طالما اانني لن انجو بعملي فلا عمل بعد الان هذا فهم خاطيء انما المراد تدبر معي (فالباء نوعان الباء السببيه وباء العوض فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقول لن ينجو احدا منكم بعمله قال تعالى (تلكم الجنه اورثتموها بما كنتم تعملون ) لا تعارض قال تعالى بما كنتم تعملون الباء في الايه هي باء السببيه فما من شيء في الدنيا وفي الاخره الا بسبب
فالباء سببيه اما الباء في حديث سسيد البشريه فهي باء العوض يعني مهما عملتم من طاعات واعمال فاياك ان تتوهم ان عملك هذا يساوي موضوع سوط في جنه الله جل وعلا
تنال مكانة في الجنه من باب السبب فلا تعارض بين القران والسنه لان الحق يخرج من مشكاة واحده استقيمو ولن تحصو
ثمرات الاستقامه:
قال تعالى (ان الذين قالو ربنا الله ثم استقامو فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال :قلت : يارسول قلي قولا في الاسلام لا اسال عنه احدا غيرك قال : <<قل امنت بالله ثم استقم > قال فما اخوف ما تخاف علي فاخذ النبي بلسانه وقال اخوف ما اخاف عليك هذا
والله اهل الايمان والاستقامه في امان وسعاده وان وقعت بهم المحن والمصائب لانهم قد علقت قلوبهم بمن قدر عليهم البلاء وهم يعلمون يقينا انه حكيم في عطائه وحكيم في منعه فكيف انسب الحكمه لنفسي في عطائي ومنعي وانفي الحكمه عن العزيز الحكيم في عطائه واخذه
اتنفي عن افعاله واقداره الحكمه فالله جل وعلا حكيم
وتدبرو معي هذا الموضوع الاخر(والو استقامو على الطريقه لاسقيناهم ماء غدقا )سا من تريدون السعه والمال والبركه في الارزاق حققو الاستقامه ودعوا النتائج لله جل وعلا
افيرزق ربك الكفار وينسى ان يرزق ويوسع على من وحدوا العزيز الغفار هذا محال
ثم تدبروا هذه الثمره الجميله في الاخره(ان الذين قالو ربنا الله ثم استقامو تتنزل عليهم الملائكه ان لا تخافو ولا تحزنو وابشروا بالجنه التى كنتم توعدون نحن اوليائكم في الحياه الدنيا وفي الاخره ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم )
متى تتنزل الملائكه على اهل الايمان والاستقامه للعلماء قولان 1- تتنزل الملائكه على اهل الاستقامه وهم على فراش الموت في لحظات سكرات والكربات يرى المؤمن المستقيم في الدنيا على الطاعه يرى ملائكة الله جل وعلا تحيط به في كل جانب تبشره الم تسمع كثيرا من جيرانك واهلك يقولون لك بلسانهم فلان وهو على فراش الموت كان بيبتسم او تغير لون بشرته وتبشره بمكانه في الجنه وقد يرى مقعده في جنه الله تبارك وعلا وتراه سعيد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني قدموني وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق
قال رسول الله إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله. قيل : كيف يستعمله؟ قال : يوفِّقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه عليه.
ما هو الوقت الاخر لتنزل الملائكه قال ابن عباس (عند خروجهم من ىالقبور عند البعث والنشور) اول خروجه لا يخاف ولا يحزن يجد ملائكه الله تنتظره وتعد له الركب ليركب فيها ولا يخطو خطوه واحده الملائكه تقول له لا تحزن ولا تخاف وابشروا بالجنه التى كنتم توعدون
النزل هو ما يعد للضيف من كرامه فارجو ان تتخيل نزلا من غفور ورحيم غفر لكم الذنوب ورحمكم
كيف نحقق الاستقامه:
بتحقيق التوحيد
وتجديد الايمان
والبعد عن الشرك كبيره وصغيره
وتحقيق الاتباع
وامتثال الامر بجتناب النهي والوقوف عند لاحدود
وتجديد التوبه عند المعصيه والزله
لا تنسى ان تطلب العون من الله فهو وحده القادر على ان يثبتك ويرزقك الاستقامه على الطاعه ويحميك من الوقوع في الزله
اصحب الاخيار واهل الايمان واهل الاستقامه فؤلائك تذكرك وجوههم بالله (لا تصاحب الا مؤمنا ولا ياكل طعامك الا تقي
اسال الله ان يرزقني واياكم الايمان والاستقامه وان يذيقني واياكم ثمراتها وان يختم لاي ولكم بالايمان والاستقامه وان يجعلنا من اهل تلك البشرى في الدنيا والاخره
واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم وصلى الله علي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
التعليقات (0)