الإستفادة من مراكز الأمر بالمعروف المٌنظمة
بعد مرور وقت على صدور قرار مجلس الوزراء القاضي بتنظيم عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبعد أن هدأت وسكنت أرواح المتشددين المؤمنين بالعقاب قبل الرحمة هاهو ذلك الجهاز يقضي أيامه بهدوء وسكينه بلا مطاردات ماراثونية أو مغامرات مجنونة أو حماقات يرتكبها العضو الصالح بعد أن يسحل مواطن /ة طالح /ة على قارعة الطريق ؟
تنظيم عمل جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرورة فرضتها الوقائع والأحداث فذلك الجهاز أقترب من أن يتحول لجهاز تشبيح لولا لطف الله بالمواطنين والمواطنات والمقيمين والمقيمات , غالبية أفراد ذلك الجهاز من جماعة لا أريكم الإ ما أرى , جماعة تحتكر كل شيء وترفض ما لا ينسجم مع هواها ومستوى تفكيرها , فهي تؤمن بكذا وكذا ولابد أن يؤمن الجميع بما تؤمن به , التدخل في الحريات وحشر الأنوف في سلوكيات الأفراد وتغليب الظن السيء جميعها ظواهر أرتبطت بعضو الهيئة الذي يرتدي الثوب القصير ويتمظهر بمظهر العابد الزاهد , بعد أن وصل المجتمع لمرحلة عدم تقبل تلك الفئة المتزمتة والمتشددة كان الفرج يلوح في الأفق فحلت اللعنة على المتزمتين والمتشددين وتنفس المجتمع الصعداء بعد عقود من الظلام والنوايا السيئة ؟
اليوم وبعد تنظيم وتحسين ذلك الجهاز ومع إجراءات التقشف التي تتبعها الحكومة لمواجهة إنخفاض اسعار النفط يتوجب على الحكومة إجراء المزيد من الإصلاحات ومكافحة الفساد وتفكيك أجهزة تشكل عبئاً على جسم الحكومة الإداري وجهاز الهيئة من أكثر الأجهزة عبئاً على الحكومة إدراياً ومالياً !
تفكيك ذلك الجهاز يعني تحويل جميع موظفية لجهات حكومية أخرى كالشؤون الإسلامية أو وزارة الحج أو اي قطاع يرغبه الموظف بعد أن يتم تأهليه فكرياً وهذا هو الأهم في مسألة التفكيك , أيضاً الإستفادة من جميع مقرات ذلك الجهاز وألياته وتحويلها لمنشأت ثقافية أو تعليمية أو أمنية والاستفادة من ألياته المميزة في دعم قطاعات بحاجة لأليات مجهزة وحديثة , لو تم ذلك فإن هناك الكثير من الملايين التي ستوفرها الحكومة وسيبدأ سرطان التزمت والتشدد في الإنكماش لأنه لم يعد هناك وكر يحتضنه أو عقل يبرر وجوده في أوساط المجتمع المغلوب على أمره ..
التعليقات (0)