الإساءة للثوابت ليست بحرية
من أين ابدأ من أخر إساءة أم من أول إساءة أم نترك ذلك جانباً ونبدأ بالأهم , فالإساءة للثوابت ليست حرية ولا تندرج تحت بنود حرية الرأي والتعبير , فالثوابت والرموز الدينية لا يمكننا القبول بالإساءة لها ومن يتطاول على تلك الرموز فلابد من محاسبته ومعاقبته مهما كان سنه أو مركزة أو موقعه .
ومع علو صوت البعض والمطالبة بمحاكمة من يسيء فإنهم يغضون الطرف عن إساءات إطلاقها البعض ويختلقون الأعذار والسبب لاداعي لتوضيحه وتبيانه فهو كالشمس لا يحجبها غربال .
التعدي على الرموز الدينية والثوابت ليس من الحرية في شيء لكن ماالذي جعل تلك الأصوات وتلك الأقلام تسيء وتتعدى , اهو حب الانطلاق أم الكبت السابق الذي سقط سورة مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي , أم أن تلك الأصوات لم تجد إجابات لما يدور في عقلها الباطن من تساؤلات مشروعة وغلبت بعض الأفكار على صوت العقل فأحدثت صدمه فكرية استفاق البعض على بكاء وعويل أشخاص وعلى علامات تعجب أخفاها البعض .
في نظري سبب تلك الإساءات والنوايا علمها عن الخالق سبحانه هو الكبت الذي سقطت أسواره وتحطمت أمام فناء مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك غياب اللقاءات الغير مؤد لجة التي تؤمن بالحوار وطرح كل التساؤلات التي تفضي لتصحيح بعض المفاهيم وتٌجيب على تساؤلات الفرد الذي أصبح اليوم يعيش في عالم متغير كذلك لا نستطيع إغفال ما يمر به الشخص من صراع فكري ونفسي وثقافي واجتماعي تلك الصراعات تبدأ من سن 18عام حتى سن 40 عام وتؤثر على سلوك الشخص وما يصدر عنه ولا يستقر الفكر وتستقر النفس وتطمئن الافي سن الأربعين عام والدليل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام لم تكن إلا في سن الأربعين من عمره ودلت الدراسات والأبحاث التربوية والسلوكية والنفسية على ذلك ولا يمكنننا إغفال تلك الحقيقة .
تدجين الناس وانكشاف الألاعيب والدجل أصاب البعض بحالة نفسية أثرت على قواه وارتكب بفعل تلك الصدمة النفسية جريمة لا يمكن أن نصمت عليها لكن وللإنصاف لابد من البحث عن السبب وإيجاد حل لحالة بدأت تتمدد بين أوساط الشباب وأوساط بعض الكٌتاب .
صحيح أن بعض المتعلمين ومن كثرة العلم تختلط عليه بعض المعلومات وتتداخل لكن ذلك الاختلاط الغير محمود لا يبرر الإساءة ولا يبرر صمت البعض ولا يبرر الاكتفاء باعتذار كل من أساء لابد أن يٌعرض على القضاء والقضاء يٌقرر أهي إساءة أم اختلاط فكر ومفاهيم عندئذٍ ستتحقق العدالة وسيٌغلق باب النواح وتصفية الحسابات .
حرية التعبير وحرية الرأي إذا لم يٌقابلها انضباط ورقابة ذاتية من الفرد نفسه قبل المؤسسات فإنها ستتحول لانسلاخ وصراعات ودمار فالحرية وحرية التعبير تبني ولا تهدم وتصحح ولا تٌخطيء وتتعايش ولا تٌقصي , والتعدي على الثوابت والرموز الدينية التي ليست محل خلاف وتأويل جريمة لابد أن يٌعاقب صاحبها ولابد من معرفة الأسباب الحقيقية , فكل الشرائع والقوانين لا تقبل بذلك فكيف يقبل بها عاقل .
مهما كان التيار الذي ينتمي له صاحب الإساءة ومهما كان موقعه وحجمه ومركزة فالعقاب لا يستثني احد والإساءة لا تؤل ولا يغض الطرف عنها ومن يفعل ذلك فهو المنافق الأعمى لكن علينا عدم إغفال التحولات الفكرية والصراعات النفسية فهي جزء من طبيعة النفس البشرية ؟؟|
اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى ....
التعليقات (0)