مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة في العراق يتسائل المواطنون هل ان الزحامات ستستمر؟ ام ان الدولة ومديرية المرور العامة. وأمانة العاصمة ستجد حلول منطقية لظاهرة الزحام التي تعصف في شوارع العاصمة لاسيما ان الانتظار في داخل السيارة امر لا يطاق في الصيف فكيف يستطيع المواطن ان ينتظر لساعات داخل المركبة التي تتحول الى فرن كهربائي اذا تعرضت لأشعة الشمس في فصل الصيف ، وعلى الرغم من ان المسؤولين في هذا الجانب وعدو بإيجاد حلول منطقية لهذه الظاهرة التي تهدر اغلب أوقات المواطنين وتجعل الطريق يتحول الى جحيم بسبب السيطرات وإغلاق الشوارع وزيادة عدد السيارات التي أصبحت إعدادها تفوق نفوس سكان العراق ، الا ان هذه الحلول أصبحت معدومة بل العكس نرى ان الزحام يزداد بين الحين والاخر مع حدوث كل خرق امني يزداد عدد السيطرات التي يصفها البعض انها ازعاج لا فائدة منه وانها تزيد من اعباء المواطن الذي يفتقر الى ابسط مقومات العيش الكريم في بلد اغناء الله من خيره ،
ومن يتجول في شوارع العاصمة سيرى المعانات الحقيقية التي تجعل المواطن يفضل السير على الاقدام في بعض الأحيان على الركوب في الباص ، التي تقتل ساعات طويلة في الزحام ، جريدة بلادي اليوم استطلعت أراء المواطنين الذين عبروا عن مدى تذمرهم من هذه الظاهرة المستعصية حسب وصفهم .
سيراً على الاقدام
الطالب الجامعي مناف حسين من اهالي الشعلة يقول ان: الزحام يجعله مضطر للخروج في وقت مبكر جدا من الصباح من اجل الوصول الى الجامعة التي تقع في باب المعظم قبل زيادة الزحام الذي يصعب من عملية التنقل من مكان لاخر، ويضيف انه الزحام يكون بشكل فضيع اثناء خروج الطلبة والموظفين والعمال في الصباح وتحديدا من الساعة السابعة الى الثامنة ، اذ ان هذا الوقت يكون موعد خروج جميع المواطنين الى إعمالهم لذلك افضل الخروج قبل هذا الوقت ،
واضاف حسين ان: المسافة من منطقة الشعلة الى باب المعظم في الشوارع الخالية لا تزيد عن الثلث ساعة ، اما في ايام الزحام فقد تصل الى ساعتين ونصف او اكثر ، لاسيما اذا كانت هنالك شوارع مغلقة كما يحدث في بعض الاحيان ، ويضيف انه: يضطر الى النزول من الحافلة التي يستقلها ويسير مسافة لعبور الزحام ثم يركب حافلة جديدة لكي توصله الى المكان المنشود ، وفي بعض الاحيان يقطع مسافات طويلة سيراً على الاقدام ويصل قبل الحافلة بسبب الزحام المستمر على طول الطريق ،
وبين حسين ان: هذا الزحام اصبح ظاهرة يومية تعود عليها العراقيون في كل صباح ، لاسيما ان هنالك الكثير من الطلبة الذين يمتلكون سيارات شخصية ولكن يفضلون ألمجي الى الجامعة بالباصات الاهلية بسبب الزحام ، اذ انه من الممكن ان تنزل وتسير على الاقدام ولكن اذا كنت تمتلك سيارة شخصية ستكون مضطر الى انتظار الخروج من الزحام والذي يطول الى ساعات في بعض الأحيان ، وهذا الامر يجعل العديد من المحاضرات التي تكون في الساعة التاسعة تفوت الطلبة لاسيما الذين يسكنون في مناطق بعيدة ، على الرغم من انه اغلب الاساتذة متفهمين لهذا الوضع لكن المتضرر الوحيد هو الطالب .
الوقت من ذهب
الموظف تيسير رياض يقول ان: الامثال التي تدل على احترام الوقت كثيرة منها (الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك) ( الوقت كالذهب) الا في العراق اصبح الوقت ليس له قيمه اذ ان العراقيون يقضون اغلب ساعات النهار في عملية الذهاب والاياب من العمل الى الدار، وهذا الأمر يعد مؤشر خطير جدا على مستقبل البلد بصورة عامة ، اذ ان هذه الساعات الثمينة التي تهدر في الزحام من الممكن ان يستغلها الإنسان في اشياء اخرى كان يكون قضاء عمل معين داخل البيت او التفرغ لعبادة الله او زيارة مريض او جار او قراءة كتاب يرفد ثقافته بشي جديد وغيرها من الامور.
الزحام يقطع الرزاق
ابو رائد سائق تكسي يقول ان: الزحام سبب من اسباب قطع رزق العديد من الذين يمارسون مهنته لاسيما ان اغلب الشوارع مغلقة وهذا الامر يتطلب من السائق السير لمسافات ابعد من اجل الوصول الى المكان المحدد ، وهذا يتطلب صرف المزيد من الوقود واذا ما قارنا سعر الاجرة المتفق عليها مع الراكب وكمية الوقود المصروف للوصول الى المكان المنشود يصبح الامر خسارا فادحة للسائق ، لذلك غادر العديد هذه المهنة بسبب الزحام ، ويضيف ان: اعداد السيارات الصفر المخصصة (التاكسي) أصبحت اكثر من الخصوصي وكان كل العراقيين يمتهنون هذه المهنة فضلا عن عدم تسقيط الموديلات القديمة من السيارات التي تعد من اسباب زيادة الزحام كون ان الشوارع اغلبها ضيقة ولا تستطيع ان تتحمل هذا الكم الهائل من السيارات التي تملأ الشوارع.
ويعلق المواطن امجد علاء قائلا ان: الزحام أمر مزعج جدا ويعد حرب نفسية تستهدف المواطن حسب وصفه ، ويضيف ان من غير المعقول ان يستمر هذا الامر لسنوات طويلة اذ لا بد من وجود حلول لتقليل هذا الكم الهائل من الزحام الذي يشهده العراق من عدة سنوات ،
واضاف علاء ان: الزحام يعيق تحرك المواطنين ويعطل اعمال الكثير منهم فضلا عن انه هدر للوقت ، وهذا امر غير حضاري اذ ان اغلب البلدان تحدد ساعات العمل مسبقا سواه للموظف او العامل وتكون هنالك ساعات محدد للعمل ، اما في العراق فان الزحام لا يجعل العمل محدد بساعات اذ ليس من الممكن ان تصل الى مكان عملت بالموعد المحدد ،
واشار علاء الى ان: الزحام يسبب العديد من المتاعب للمواطن لاسيما اذ كان مريض ويريد ان يصل الى المستشفى في اسرع وقت ممكن من اجل الوقوف على حالته الصحية وهنالك حالات تكون في وضع محرج ولا تحتمل التاخير .
استثمار الوقت
الباحث الاجتماعي حسين عطوان يقول ان: مسئلة هدر الوقت تعد خطيرا جدا على المجتمع بصورة عامة ، اذ ان اغلب المختصين في مسئلة استثمار الوقت اصبحوا يواجهون مشكلة حقيقية تتعلق بالزحام الذي يقتل الوقت دون مبرر ، وعلى الرغم من وجود عوامل أخرى كانت تعد سبب من أسباب عدم استغلال الوقت بشكل مثالي مثل تجمع الشباب في المقاهي والكازينوهات والكافتيريات لساعات طويلة ناهيك عن ما يجري بينهم من احاديث غير مجدية لتمضية اوقات فراغهم و هباء دون الشعور بمسؤولية الوقت الذي يجب ان يستغل بجوانب تخدم مصالحهم ومستقبلهم
واضاف عطوان ان: على المؤسسات الحكومية لاسيما المعنية منها بالمرأة والشباب ان تهتم بصورة كبيرة بمراكز ومنتديات الشباب واستيعابهم واستثمار اوقاتهم بما يعود بالنفع عليهم في التوعية واكتساب الخبرات المهنية والاجتماعية، وكذلك يعود بالنفع على المجتمع في تطويره. ولفتا الى ان : المجتمع هو الذي يخلق الفرص ويستغل الوقت بصورة حضارية لافراده ، اذ ان مسئلة الزحام والبطالة والتاخير الحاصل في كل مجالات الحياة في العراق يعد امر خطير ، وربما سيزيد من الصعوبات التي تواجة المواطن مثل قلة فرص العمل عدم استغلال الطاقات الشبابية زيادة التخلف والانحراف ارتفاع معدل الجريمة ، ويضيف ان: عامل الوقت مهم جدا في شتى المجالات الحياتية ولا يمكن ان يذهب هباء في الزحامات وغيرها من الامور الاخرى
مخالفات مرورية
الملازم عباس كاظم منتسب في دائرة المرور العامة يقول ان: رجال المرور يسعون الى تقليل الزحام في الشوارع من خلال الواجبات والخطط المرورية التي يلتزم بها المنتسبون ولكن المشاكل التي تواجه رجال المرور عديدة منها اغلاق العديد من الشوارع وكثرة اعداد السيارات وعدم استحداث شوارع جديدة تتناسب طرديا مع الزيادة الحاصلة في اعداد السيارات فضلا عن المخالفات المرورية التي يرتكبها اصحاب السيارات مثل ألمجي عكس السير والتوقف في الاماكن الغير مخصصة للوقوف وعدم الالتزام في تعليمات رجل المرور في بعض الأحيان ، وهذا الأسباب ايضا ساعدت على زيادة الزحام في الشوارع على الرغم من الجهد المبذول من قبل دائرة المرور العامة ،
ويرى كاظم ان: الحل الامثل للتقليل من ظاهرة الزحام هو اللجوء الى تسقيط موديلات السيارات القديمة وعدم السماح باستيراد سيارات جديدة لعدة سنوات مقبلة من اجل تقليل إعداد السيارات الموجودة في العراق.
رفع (42) الف كتلة كونكريتية
عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي يقول ان: هنالك خطة بالتنسيق مع عمليات بغداد من اجل رفع السيطرات في اغلب مناطق العاصمة لاسيما بعد ان اصبح الوضع الامني افضل من السابق وان السيطرات التابعة لعمليات بغداد سوف ترفع بشكل تدريجي وهنالك فتح جسور كانت مغلقة في السابق سيتم عن قريب ،
وطالب الربيعي من خلال (جريدة بلادي اليوم) قائد عمليات بغداد ورئيس الوزراء ان يقوموا بفتح الجسر المعلق من الاسفل لكي يتم فتح الطريق بشكل انسيابي ، ويضيف ان: عمليات الرصافة بداء قبل ست اشهر برفع (42) الف كتلة كونكريتية ، وانا شخصيا شاركت برفع (14) الف كتلة كفريق عمل مشترك ، اما في الكرخ فان نسب رفع الكتل الكونكريتية قليلة لكن منطقة السيدية كان لها صحة الاسد برفع الكتل عنها ، وهذه الامور مؤثرة لتقليل الزحام الحاصل ،
واضاف الربيعي ان: على دائرة المرور العامة ان تعمل بالتنسيق مع وزارة النقل ومع مجلس المحافظة ومع الأمانة لغرض وضع خطة لسياسة النقل في بغداد ، وهذا الامر يحتاج الى دراسات ومخططات لتوسع عملية النقل ، ويضيف ان: يجب الغاء بعض السيارات ذات الموديلات القديمة عمل مترو في بغداد تمشية القطار المعلق ويجب تطوير الكثير من الامور التي تهتم بالنقل العام والنقل الخاص ،
وبين الشمري ان: هنالك شوارع جديدة سوف يتم العمل بها ضمن خطة تطوير بغداد بالتنسيق مع امانة العاصمة وهذه الشوارع سوف تخفف بشكل كبير من عملية الزحام الحاصل في شوارع العاصمة ، وهنالك شوارع يتم تطويرها وقد خصص مجلس المحافظة مبلغ اكثر من (350) مليار دينار لخطة عام 2012 للطرق المنتهية والتي تحتاج الى إعادة تطوير .
التعليقات (0)