عندما بدأ الإعلان عن فيلم -الإرهاب والكباب - للفنان عادل إمام , فى عقد التسعينات حرت فى إيجاد علاقة بين الإرهاب كترويع للآمنين وبين الكباب كطعام لذيذ المذاق غالى الثمن ! لكن العلاقة واضحة جدا بين معنى الإرهاب وظاهرة الحجاب التى شملت رؤوس الغالبية الكاسحة من نساءمصر . أقول ذلك بمناسبة ما ورد فى حيثيات الحكم الذى أصدرته محكمة القضاء الإدرى بالاسكندرية لصالح مذيعة بالقناة الخامسة تعرضت لمشاكل بسبب إصرارها على الظهور على الشاشة وهى ترتدى الحجاب . لقد جاء فى حيثيات حكم تمكين المذيعة من لبس الحجاب ما يلى - إن الحجاب يصون جسد المرأة ويحفظ كرامتها باعتبارها امرأة مسلمة ملتزمة بتعاليم دينها - , ويفهم من هذه الحيثيات أن المذيعة غير المحجبة والمرأة غير المحجبة بصفة عامة غير محافظة على كرامتها , مفرطة فى صون جسدها , غير ملتزمة بتعاليم دينها , وأعتقد أن هذا يمثل نوعا من الإرهاب الفكرى لغير المحجبات . لقد كان من الممكن ان يكتفى الحكم بذكر أن الحجاب لا يحول بين المذيعة وبين أداء عملها , وأن منعها منه فيه اعتداء على حريتها الشخصية , ويكون فى ذلك تبرير كاف للحكم لصالحها , أما أن يأخذ القاضى وظيفة الواعظ فهذا ما أعترض عليه , نعم إننى أعرف أن الإجابة على ذلك أن القاضى استند إلى المادة الثانية من الدستور , ولكنى أقول ما هى الجهة المخولة بتفسير الشريعة الإسلامية ؟ وإذا كانت الشريعة تقضى بحتمية فرض الحجاب , فهل سيطبق ذلك على كل النساء أم لا ؟ . انا لا أريد الخوض فى بحر الفتاوى , ولكنى أقول إن مصر لا تزال حتى الآن دولة مدنية , من ناحية أخرى فإنه إذا كان غطاء الرأس حرية شخصية فإن عدم الالتزام به يدخل فى نفس الإطار -الحرية الشخصية - . أما إذا تحدثت عن الواقع الذى يتم تجاهله عمدا فإننى أقول بضمير مستريح من خلال تعاملى الوظيفى مع الأوساط النسائية لما يقرب من أربعين عاما أقول إن من تعاملت معهن فى عصر ما قبل الحجاب كن الأكثر علما وكفاءة والأخلص عملا والأقوم سلوكا . بالطبع انا أتحدث عن المجموع لا عن حالات فردية . . يا سادة علينا أن نعلم أن الفضيلة وصون الكرامة وجوهر الدين قيم تتعدى مجرد قطعة قماش توضع فوق الرأس
التعليقات (0)