"تؤكِّد الحكومة واجب الدولة وسعيها الى تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر وذلك بشتى الوسائل المشروعة، مع تأكيد حق المواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الاسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأرض المحتلة". التوقيع "سعد الحريري" "حزب الإرهاب المنظم" و..."إسرائيل"!
بدون مقدمات، نبدأ من حيث انتهينا في المقال السابق: مع "تيار المستقبل" وهذا التحالف الوهمي لـ 14آذار كل شيء كارثي وارد، بل مرجّح! لقد فعلها الرئيس الحريري من جديد وغرَسَها جريًا على عادته طعنة مسمومة إضافية في قلب "ثورة الأرز"، وفي ظهر "تحالف" 14آذار، وفي رأس الجمهور الاستقلالي (غير الاستزلامي) وفي يوم الذكرى التاسعة للتظاهرة المليونية التي كسرت جميع الحواجز من أجل "لبنان أولاً"... نعم لقد شرّع الحريري من جديد السلاح الإرهابي المتلطي خلف كذبة "المقاومة"، مع رفض وزراء "الكتائب" وتحفظ الوزير "أشرف ريفي".
فبعبارة كفيلة بإكمال مشروع هدم الدولة اللبنانية نظرًا لجمعها بين متناقضَين صارخَين، الأول يحصر مسؤولية التحرير بالدولة والثاني يؤكد حق المواطنين اللبنانيين في المقاومة والتحرير بمعزل عن الدولة، ودون ورود أي شيء عن انسحاب الحزب من سوريا أو عن حواجز أمنه الذاتي، ذهب "إعلان بعبدا" أدراج الرياح السعودية-الإيرانية، وأُقرَّ البيان الوزاري الذي تزامن انعقاد جلسة تخريجه مع خدمة إسرائيلية جديدة لمحور الشر دعمًا لما يسمى "مقاومة" بعد غارة 24 شباط الوهمية، حيث شهدت الحدود اللبنانية-الاسرائيلية انفجار عبوة ناسفة بالقرب من دورية للجيش الاسرائيلي دون وقوع إصابات، وعلى الأثر قصفت العدو الإسرائيلي بالمدفعية أطراف بعض القرى الحدودية، وكانت المهزلة بإعلان "داعش" الأسدية-الإيرانية عبر "تويتر" مسؤوليتها عن العملية!
هذه المرة وعلى عكس فجاجة ووقاحة بيان حكومة 2009 الحريرية، وجد الفريقان الموكلة إليهما مهمة إدارة المصالح السعودية والإيرانية في لبنان وعلى حسابه، أن التمهل في إعلان التسوية-الفضيحة حتى اللحظة الأخيرة يخدم مصالحهما معًا، إذ يستطيع كل فريق منهما -وخصوصًا المتستر بشعار "لبنان أولاً"- إيهام جمهوره أنه قاتل بشراسة حتى الرمق الأخير وأنه انتصر في النهاية، وطالما أن قسمًا لا بأس به من الشعب قتل في نفسه روح النقد راضيًا بتسليم عقله الى الزعيم فلا خوف من تضاؤل شعبية أوانخفاض هتاف أو قلّة تصفيق. وكان للفكاهة نصيب بارز في ذلك الفيلم الهزلي-الدراماتيكي، حيث عقد اجتماع الإقرار المشؤوم على وقع "تهديد" رئيس الوزراء "تمام سلام" بالاستقالة إن لم يفرَج عن البيان في تلك الجلسة، وكأن من رضي لكل الأحزاب المشاركة في الحكومة أن تمرَّغ سمعته في التراب على مدى عشرة أشهر ونيف من "بازارات" المحاصصات التي رافقت رحلة التشكيل دون أن يجرؤ على التلويح مرة واحدة بالاستقالة، كأنه بات يملك اليوم قراره فانتفض لكرامته وكرامة منصبه وهيبة الدولة معلنًا أن الأمور قد وصلت الى حدّها، فإما البيان وإما الاستقالة!
سيكتب التاريخ يومًا هذه الحقيقة المرة: في ذكرى "14آذار" بما ترمز وتمثّل شرّعوا الإرهاب والظلم والشر، شرّعوا انحلال الدولة لمصلحة احتلال الدويلة، شرعوا هيمنة السلاح الميليشيوي على حياة اللبنانيين، جدّدوا لـ"حزب الإرهاب المنظم" رخصة سلاحه الإرهابي التي منحوه إياها هم أنفسهم عام 2009... أصبحوا شركاء في كل شيء.
نعم، نقولها بمرارة، لقد نجح الحزب الإيراني تزامنًا مع معركة القلمون-يبرود الاستراتيجية في تحميل تبعات خوضه في دماء الشعب السوري لتيار المستقبل، عبر استدراجه للدخول الى حكومة شراكة وإغرائه بحقائب أمنية لا ريب أنها بمثابة "مجالس صحوة سنيّة" لحماية ظهر الحزب الارهابي من الجماعات الموصوفة تكفيرية والمزعومة سنيّة... وبمرارة أكبر نقول، منذ الإعلان عن تشكيل حكومة السعودية وإيران في لبنان بات الحزب الإرهابي قادرًا على تعليق شريطة زرقاء الى جانب الشريطة الصفراء على بزات عناصره في معاركها الارهابية سواء في الداخل اللبناني أو الخارج السوري... أما مع الاعلان عن إقرار البيان الوزاري بصيغة العهر السياسي الأخيرة فبات بإمكان الحزب استبدال الشارتَين الصفراء والزرقاء بالعلم اللبناني المخطوف. فبئس هكذا تحالف زائف وبئس هكذا حلفاء لا يملكون قرارهم، وشكرًا للـ"قوات اللبنانية" ولـ"حزب الوطنيين الأحرار" ولكل المعارضين للمشاركة في الحكومة ولمهزلة بيانها الأخيرة، فقد أبقوا لنا كجمهور استقلالي مبدئي حق من يقوم بتمثيلنا.
التعليقات (2)
1 - عبو-الشامى-ماا-تتوقع-من-شعب
ام-ستار-العراقية - 2014-03-16 16:16:15
ماعنذة--نخوة--مثل-العراقين-لافرق
2 - تعليق
مالك الاشتر - 2014-03-17 20:27:25
احنوا الى عزف الرصاص بقلبيا ويطيب حين القاء جهاديا . متى يفهم المسلمين ان حل مشاكلنا لايكون الا بالجهاد طرد حزب الله من لبنان سيكون امر حتمي له بعد اسقاط بشار تحياتي