يتفاعل في الأيام الأخيرة الكثير من المتتبعين للشأن الجزائري ظهور وزير الدّفاع الجزائري السّابق على إحدى القنوات الخاصة.... الوزير الّذي أتخذ قرار وقف المسار الإنتخابي بعد فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بغالبية المقاعد خلال الإنتخابات التشريعية لسنة 1991 .....هناك كتاب نادر لكنّني أعتبره وثيقة تاريخية لا يمكن لكل ّ مهتم بملفالأحزاب الإسلامية والأنظمة العربية أن يستغني عنه هو كتاب سنوات الفوضى والجنون.....الإنحدار نحو العنف.... أنصحكم بقراءته .....فهو يسلط الضوء على جميع اللاعبين على الساحة الوطنية قي تلك السنوات ..... بعد قراءتي لذلك الكتاب إضافة إلى مذكرات خالد نزار نجد أنّ نزار و محيطه تحرّكوا تحرّكا غريزيا حيوانيا للدفاع عن مصالحهم والحفاظ على بقائهم أمام إكتساح الفيس لمقاعد البرلمان ....لم يكن توقيف المسار الإنتخابي ...نتيجة تشبّع بمباديء الديمقراطية ....ولا أن نزار كان حريصا على دولة القانون ....فلو كان كذلك لما ظهر الفيس أصلا .....لقد دفع فساد النظام من جهة وحداثة التجربة الديمقراطية في البلاد كلّ من عباسي وبلحاج إلى أن يسلكوا سلوكا راديكاليا وجنونيا .....المسار العنيف الذي إتخذه الفيس ولّد ردّ قعل سياسي وأمني رهيب .....وهكذا ولّد إرهاب الدّولة إرهابا فكريا هذاالأخير ولّد إرهابا أمنيا وعسكريا وأدخلنا دوّامة من العنف والعنف المضاد ..وقوبل الإرهاب بالإرهاب ....وللتاريخ لم نكن الإستثناء وهو ما حدث في كثير من الدوّل العربية الإسلامية ....وظهور الجماعات المسلّحة لم يكن حكرا على الجزائر فقد ظهرت في مصر وليبيا وغيرها ......في الأخير عندما نريد أن نستخلص الدّرس نجد أنّنا للأسف نفتقر إلى الثقافة ...ثقافة الدّولة ....دولة القانون .....النظام هو من أخرج أمثال عباسي وبلحاج إلى الأضواء بسبب الفساد والطغيان والتعسف في إستعمال السلطة ....وطغيان قوات الشرطة والدرك.... والذل الذي يتعرض له المجندون في صفوف الجيش......وتغوّل الإدارة ......للأسف تلك الممارسات لا زالت إلى اليوم والدّليل التقرير الأخير لفاروق قسنطيني والذي أشار صراحة إلى تحاذق وتغوّل قوات الشرطة والدّرك خاصة على سكان المداشر والدوّاوير ....بعكس المدّن حيث يمكن أن يقوم أحدهم بصفع شرطي ....تعريته .....أو إضرام الناّر في جسده .....أو إغتصابه دون إن ينجده زملاءه .......وهكذا توّلد الأنظمة الديكتاتورية الإرهاب وتصنعه وتغذيه....عندما يهدّد الإرهاب عروش الحكام وكراسي الرؤساء...تعلن الحرب على الإرهاب ...
التعليقات (0)